حرارة الشمس من العوامل الخطرة والحضارة التي تؤثر على الإنسان، والتي تؤدي للإصابة بضربات الشمس والإعياء الحراري، وقد تصل أحيانًا إلى الوفاة.
لذلك يجب علينا الاهتمام وأخذ الاحتياطات اللازمة في وجود الموجات الحارة، والتزام المنزل خلال هذه الفترة، والجلوس في أماكن باردة ومكيفة، بالإضافة إلى شرب كميات كبيرة من السوائل.
الوقاية من الموجة الحارة
تقول “الدكتورة نغم أبو شقرة” أخصائية طب الأسرة: أن موجة الحر في وجود كورونا من الأمور الصعبة، حيث أنه يجب الحفاظ على ارتداء الكمامات والقفازات في هذه الموجة الحارة، ولكن يجب الموازنة بين الحماية من العدوى والحماية من ضربات الشمس.
وأضافت أنه يمكن الاستغناء عن الكمامة مع ترك مسافة بين الأشخاص للحماية من العدوى، وكما هو معروف أن الكمامة ملزمة أكثر في الأماكن الداخلية، وهذه الأماكن تكون مكيفة، ولكن يجب أخذ الاحتياطات اللازمة عند ارتداء الكمامات، فهذه الكمامات عند ارتداءها في الموجات الحارة فإنها تتبلل ويجب تغييرها بشكل مستمر.
من الجدير بالذكر أن جميع الأشخاص معرضين للإصابة بضربات الشمس والإعياء الحراري، أو التشنجات العضلية من الحرارة، ولكن هناك فئات تكون أكثر عرضة للإصابة مثل: الأطفال وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل القلب والسكري والضغط، والحوامل، وأصحاب السمنة، والعمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس المباشرة.
لذلك فإن الوقاية دائمًا خير من العلاج، فيجب على هؤلاء الأشخاص أخذ جميع احتياطاتهم ووجود خطة مسبقة للتعامل عند التعرض لأشعة الشمس، فمثلًا يمكن للعمال تأجيل أعمالهم إلى وقت لا تكون فيه حرارة الشمس مرتفعة، أو أخذ استراحات دائمة في الأماكن التي تحتوي على ظل، مع شرب الماء باستمرار للحماية من الجفاف ومضاعفات ارتفاع درجات الحرارة، وذلك بالإضافة إلى ضرورة ارتداء النظارات الشمسية ووضع كريمات واقي الشمس.
يفضل البقاء في المنزل في فترات الموجات الحارة حفاظًا على السلامة والصحة، والجلوس في الأماكن المكيفة، وشرب كمية كبيرة من السوائل، والابتعاد عن مشروبات الكافيين، والمواد المدرة للبول، لأنها تؤدي إلى زيادة الجفاف، ويجب عدم الوقوف لفترات طويلة أمام الأفران.
من الضروري البقاء دائمًا في الأماكن المكيفة في الفترات التي نكون فيها درجات الحرارة مرتفعة، وذلك لأن خطورة التعرض المباشر للتكييف تكون أقل من خطورة الإصابة بضربات الشمس.
واقرأ هنا عن الإجهاد الحراري وطرق الوقاية منه
تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الأطعمة
من المعروف أن الأطعمة لا يجب أن توضع خارج الثلاجة لفترات طويلة في درجات الحرارة العادية، بينما في الأوقات التي تكون فيها درجات الحرارية عالية لا يجب أن يظل الطعام خارج الثلاجة أكثر من ساعة واحدة، مع تجنب الأطعمة التي لا نعرف مصدرها أو طريقة حفظها.
تابعت د. “أبو شقرة” أنه في درجات الحرارة المرتفعة يمكن شرب المياه العادية الغير باردة، وذلك لأن المياه المثلجة أو الباردة قد تسبب تقلصات في المعدة، إضافة إلى أن الأشخاص الذين لديهم بعض الأمراض مثل مشاكل الكلى، وأمراض القلب غير مسموح لهم بشرب كمية كبيرة من السوائل، وتكون المثلجات مناسبة لهم أكثر من السوائل، ويجب عليهم مراجعة الطبيب لتحديد كمية السوائل المسموح لهم بشربها.
من المعروف أن موجة الحر تؤثر على الجسم بدون حركة، وإذا كانت هناك حركة للجسم يزداد تأثير الموجات الحارة، وبالنسبة للأطفال فإن مساحة سطح الجلد لديهم بالنسبة لأجسامهم كبيرة، ولا يتعرقون بدرجة كبيرة، وبالتالي تكون موجات الحر أكثر خطورة عليهم، وتنصح الدكتورة، بعدم خروج الأطفال أو اللعب وممارسة أي أنشطة خلال موجات الحر.
كيف تنتقل موجة الحر من مكان لآخر؟
يقول الدكتور “جمال موسى” مستشار الأرصاد الجوية في طقس العرب أن الهواء هو الذي ينتقل من مكان إلى آخر، ويتم تصنيف هذه الكتل الهوائية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- العالية في القطبية: التي تتكون ما بين خط عرض ٧٥ – ٩٠.
- الكتلة القطبية: الموجودة بين خط عرض ٤٥ – ٧٥.
- الكتل المدارية الاستوائية القريبة من خط الاستواء وعند خط عرض ٣٠.
جميع هذه المناطق القريبة من خط الاستواء تكون الكتلة الهوائية بها حارة، والكتل القريبة من الأقطاب تكون باردة جدًا، لأن مناطق خط الاستواء وخطوط العرض يكون لديها فائض في الحرارة، بينما في الأقطاب يكون هناك عجز في الحرارة، وبالتالي هذا يعتمد على الأنظمة الجوية التي تحرك هذه الكتل الهوائية.
منخفض الهند الموسمي يمتد من الهند إلى شبه الجزيرة العربية، وأحيانًا يمتد حتى تركيا ولبنان، وهذا من أحد الأسباب التي تؤدي إلى تأثر المملكة بالكتل الهوائية الحارة، وبالتالي يصل الحر الموجود في الجزيرة العربية والقادم من الهند إلى المملكة، وهذا يؤدي إلى التأثر بالكتل الهوائية الحارة وبالتالي التأثر بالموجة الحارة.
من الجدير بالذكر أن الموجة هي وصول درجة الحرارة إلى ٣٥ درجة لمدة خمس أيام متتالية، أو عندما تتجاوز درجة الحرارة ٣٥ لمدة ثلاثة أيام متتالية، وتشمل مساحتها معظم أجزاء المملكة.
يختلف تعريف الموجة الحارة من بلد إلى بلد، ومن منطقة إلى منطقة، وتستمر الأردن تحت تأثير الكتلة الهوائية، والتي تؤدي إلى استمرار تأثر المملكة بالموجة الحارة.
نصائح للتعامل مع الموجة الحارة
ختمت د. “نغم” حديثها، أن تعريف الموجة الحارة يختلف من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى، لذلك يجب متابعة نشرات الطقس الجوية، ودرجات الرطوبة.
وتابعت، أن جسم الإنسان يمكن أن يتحمل حتى ٣٧° مئوية، وعند زيادة درجة الحرارة الخارجية يحاول الجسم تعويض وتنظيم درجة حرارة الجسم من الداخل، ولكن عندما تصبح درجة الحرارة الخارجية أعلى بكثير من درجة حرارة الإنسان يحدث خلل في الجسم، فترتفع درجة حرارة الإنسان، وتحدث مشاكل في الجسم، وقد تؤدي للإصابة بضربات الشمس والوفاة.
لذلك من الضروري عدم الخروج في فترات الموجات الحارة، أو الخروج في وقت مبكر صباحًا أو متأخر في الليل، والجلوس في الظل والأماكن الباردة، ووضع واقي الشمس، وشرب السوائل بكميات كبيرة.