إنه ينقذ، إنه يحذر، ومن الممكن أن يكون مراسلا إخباريا في الصباح، أو منقذا عند الظهيرة، ولا مانع في أن يعمل مدرسا خصوصيا في المساء، وبالتأكيد وتحت ضغوط الحياة فإنه يقرمممممش!
أصبحت لدينا منذ فترة نسخة مطورة من المواطن السعودي تحت مسمى «المواطن ++»، وأتت هذه النسخة كنتيجة تكيف مع ظروف المناخ الحالية الشديدة التي لا تستطيع النسخة السابقة مجابهتها!
ففي السابق كان يتعين على الـ «مواطن حاف» في حالة نشوب حريق الاتصال بقسم الدفاع المدني، الذي إن أجابه سيكون الوقت المتوقع لوصوله نصف ساعة تقريبا، وهو الوقت اللازم لاحتراق قرية صغيرة، أو لتفحم حي كامل.
لكن مع «المواطن ++»، لم يعد هذا الأمر مخيفا، فسرعان ما سيصرخ لـ «المواطن ++» الآخر بـ «جب الجراكل معك».
وبعدما كان يجلس في منزله يتحدث عن الجو الربيعي الممطر، لم تعد هناك مشكلة، ففي النسخة المطورة من «المواطن ++» ستجد الرسائل تنتشر بسرعة فائقة: «الرجاء الحذر، غرق عدة مخارج، وكوبري كبير لم يبق إلا طرفه».
وفيما لو لم يلتزم أحد ما بهذه التحذيرات فلا داعي للخوف! مع «بلص بلص» لا توجد أية مشكلة، ستجده يغطس في عمق الأنفاق الغارقة مخرجا الضحايا بكل بسالة.
وبينما كانت رحمة سيارات الإسعاف لا تطال المواطن إلا بعد أن ينزف نصف دمه، أو بعد أن يموت «نص موته»، تجاوزت النسخة المحسنة هذه المشكلة، فبسرعة فائقة ينادي «++» بأن «اسدحوا المرتبة» واضعا المصاب بيد، وممسكا بيده الأخرى جهاز جوال يبحث من خلاله عن مواطن «++» آخر قادر على تأمين سرير لمصابه!
نعم إنه المواطن «بلص بلص»، الذي لم يعد يترقب وصول أحد، وبكل بسالة احتفى بنفسه مطلقا جيلا جديدا يحاول أن يتكيف مع الواقع، ويقرمش في نفس الوقت!.
بقلم: أيمن الجعفري
أيضًا.. بالمقترحات:
- تقرأ: الاحتيال السافر في بعض عمليات البيع والشراء
- ثم: منع الألعاب النارية
- كذلك: الكفيل الأجنبي.. أخطار بلا حساب
- يليه: أصدق نساء الأرض «ظنًا»
- وختامًا؛ مع: شبكات الفساد العلنية في الدوائر الحكومية