موضوع المبتعثين أصبح أحد المواضيع الرئيسية التي تطرح للنقاش، والمشكلة في هذا الموضوع غياب الموضوعية، فغالبا ما يؤخذ النقاش إلى تأكيد أفكار طارح الموضوع، دون أن يكون هنا حرص على معالجة المشكلة.
موضوع منح بعض المبتعثين جنسيات البلدان التي يدرسون فيها موضوع قديم، ولا يخص المبتعثين السعوديين وحدهم، بل هي سياسة عالمية وتطبقها العديد من البلدان، وما المبتعثون السعوديون إلا فئة ضمن غيرها من الفئات التي تدرس في تلك البلدان.
في الدول الغربية ينظر إلى موضوع تجنيس الطلاب ضمن معادلة اقتصادية، فهذه البلدان لديها أجود أنواع التعليم، فيما الطلاب المبتعثون هناك هم موارد بشرية مؤهلة، كلفتها على دول الدراسة معدومة، فهم تلقوا التعليم الأساسي على حساب بلدانهم الأصلية، والتعليم العالي كذلك أو على حسابهم الخاص، ولهذا هناك طمع من قبل هذه الدول على أن تغتنم الفرص، والفرصة هنا نابعة من أن هناك خريجا مؤهلا ومتفوقا، وفي كلتا الحالتين سينال مردودا ماليا نظير عمله، لكنه يبقى استثمارا جاهزا بالنسبة لهذه الدول، والفرد قادر على العطاء، والإضافة.
ما تقدمه الدول الأجنبية من عروض إعطاء الجنسية، هو مؤشر على أن من يملك عناصر جذب أكثر هو من يفوز في النهاية، فهي ترسخ لمبدأ الاحتراف، فالخريج محترف بالنسبة إليها، وهي سياسة تطبقها الدول ولا تختلف عن تلك المطبقة في الأندية الرياضية أو الشركات، لكن المأزق الحقيقي هو بالنسبة إلى الدول التي لا تمتلك عناصر الجذب، وقد تمتلكها، لكن هناك من هو أكثر إغراء، ولهذا التعاطي مع مسألة عرض الجنسية خارج هذا التصور لن يحل المشكلة، فالعالم يتجه مع التطور التقني، وسلاسة وسرعة وسائل المواصلات إلى أن يكون بقعة واحدة، بقعة مع الوقت يأخذ في الأقوى الأفضل محولا البقية إلى خزانات بشرية.
بقلم: منيف الصفوقي
وهنا نقرأ: هجوم «التلويث» القديم والهجوم العنصري الراهن
ويمكنك أيضًا الاطلاع على: نظرة على الحملات التوعوية