ما هي المواد الحافظة؟
قالت “د. علا المسيمي” أخصائية التغذية. المواد الحافظة جزء من المواد المضافة، والمواد المضافة هي عبارة عن مواد يتم إضافتها للأغذية أو المشروبات خلال عملية التصنيع، فهي بالأساس ليست جزء من مكونات الغذاء أو المشروبات، ولكن يتم إضافتها لأداء وظيفة معينة، ومنها مواد لتحسين النكهة، ومواد لتحسين اللون، ومواد لتحسين القوام، ومواد لمنع الأكسدة.
وبالنسبة للمواد الحافظة فهي واحدة من أنواع المواد المضافة، ويتم إضافتها أثناء التصنيع لتحقيق غايات وأهداف محددة، والهدف الأبرز والأهم لإضافة المواد الحافظة إطالة مدة الصلاحية، وتحقيقًا لهذا الهدف يتم إضافة مواد مضادة أو مُؤخرة لنمو بعض البكتيريا والفطريات، وبالتالي إطالة مدة صلاحية الغذاء.
ومنها أيضًا مواد مضادة للأكسدة، فقد يحدث فساد المنتج بسبب التأكسد ووجود التزنخ، فتستخدم هذه النوعية من المواد الحافظة لمنع حدوث هذه الأكسدة، وبالتالي إطالة صلاحية المنتج.
ما أشهر أنواع الأغذية التي تُضاف لها مواد حافظة؟
تُضاف إلى العديد من الأغذية وبخاصة الأغذية الموسمية، حيث يكون الهدف إطالة عمر صلاحيتها إلى مواسم أخرى غير موسمها بنفس الجودة والخصائص.
أنواع المواد الحافظة؟
أوضحت “د. المسيمي” بشكل عام تتعدد أنواع المواد الحافظة، وتختلف مصادر هذه المواد فيما بينها، فهناك مواد تُستخلص من مصادر نباتية، ومواد أخرى تُستخلص من مصادر حيوانية. ويتم اختيار المادة الحافظة المناسبة طبقًا لطبيعة المادة الغذائية التي ستُضاف إليها. وعلى سبيل المثال توضع مادة البنزوات على العصائر والمشروبات الغازية، وتُضاف السوربات على الأجبان المطبوخة والمخبوزات، وتُضاف نترات الصوديوم بشكل كبير على منتجات اللحوم المصنعة، حيث تقوم بإطالة عمر الصلاحية إلى جانب إضفاء اللون الوردي على اللحوم.
هل يجب على الأفراد معرفة المواد الحافظة وخصائصها؟
وتابعت “د. المسيمي” تعتبر التوعية التغذوية شيء مهم وضروري بين المستهلكين. لكن بالنسبة للمواد المضافة – ومنها المواد الحافظة – عادةً ما يكون لها أسماء طويلة، لأنها في الغالب مُركبات كيميائية، وبالتالي لا تسترعي إهتمام المستهلك بشكل كبير.
كما أن الأسماء التجارية للمواد المضافة تختلف باختلاف الدول، لذلك قام الإتحاد الأوروبي بعمل أكواد للمواد المضافة (E-number)، واشترط وجودها على غلاف المنتج تحت بند المكونات، بحيث إذا أراد المستهلك التعرف على المواد المضافة للغذاء يقوم بقراءة هذه الأكواد. فالمواد الملونة تحمل الأكواد ما بين 100 إلى 199، وأكواد المواد الحافظة من 200 إلى 299، وأكواد المواد المؤكسدة من 300 إلى 399، وهكذا. ومجرد وجود كود للمادة المضافة يعطي الشعور بالأمان والإطمئنان، لأنه دليل على إجازتها من الجهات الحكومية والرقابية والفنية في الدولة.
ولنا أن نعرف أن إستخدام المواد المضافة مع الأغذية المصنعة لا يتم بصورة عشوائية أو إرتجالية، لأن الإستخدام يكون في نطاق تراكيز محددة ومسموح بإستخدامها. وهنا يأتي دور الجهات الرقابية لإثبات إستخدام هذه المواد بالحدود المسموح بها صحيًا وطبيًا.
ما الضرر الناتج عن الإعتماد كليًا على أغذية مضاف لها مواد حافظة؟
على الأشخاص الذين يعتمدون كثيرًا على الأغذية الجاهزة والمعلبات محاولة التقليل منها، والمباعدة بين الفترات الزمنية لإستهلاكها، وخصوصًا الفئات ذات الخصائص الصحية المعقدة مثل الحوامل والأطفال وكبار السن، حيث يُخشى عليهم صحيًا من كثرة إستهلاك أطعمة تحتوي على المواد الحافظة، فالأطفال – مثلًا – أثبتت التجارب أن المواد الملونة وبعض المواد الحافظة تُسبب لهم فرط الحركة وتؤثر على القدرات العقلية.
ما هي مخاطر المواد الحافظة؟
أردفت “د. المسيمي” بشكل عام إستخدام المواد الحافظة ضمن الحدود المصرح بها رسميًا يجعلها آمنة. لكن الإستهلاك اليومي لها وبكميات كبيرة يؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة، ومنها:
• تراكمها بالجسم وتحويلها إلى مواد سرطانية.
• قد تحدث إصابة بالحساسية تجاه بعض أنواعها.
• أثبتت الدراسات أن بعض المواد المضافة مثل المنوصوديوم (وهي مادة لتحسين النكهة) تُسبب الإصابة بمرض المطعم الصيني، ومن أعراضه آلام الرقبة وإرتخاء عضلات اليدين وعدم إنتظام ضربات القلب.
• بعض المواد الحافظة تُصيب بالإضطرابات المعوية.
ويمكن تجنب بعض الضرر الناتج عن المواد الحافظة بعدة ممارسات، مثل عدم إستخدام الماء الموجود بالمعلبات نظرًا للتركيز العالي للمواد المضافة به، كذلك الإبتعاد عن منتجات اللحوم المضاف إليها نترات الصوديوم، حيث أنه إذا ما تعرضت للحرارة مرة أخرى بعد إكتمال عملية الطبخ تُكَوّن مركبات سرطانية تُسمى نيتروزمين.
هل توجد مواد حافظة طبيعية يمكن إستخدامها منزليًا؟
هناك العديد من الطرق والممارسات لحفظ الطعام بالمنزل دون الحاجة إلى اللجوء للمواد الحافظة الكيماوية. فيعتبر الملح والسكر والخل من المواد الحافظة الجيدة، ويعتبر الشمندر والكمون من الملونات والمنكهات الطبيعية.