قبل الولوج إلى شرح درس المنادى وإعرابه وأقسامه/أنواعه؛ نود أن نقول أنّ: كثيرُ منا يرتكب أخطاء إملائية ونحوية في اللغة العربية، وخاصة عندما تُنادي شخصاً ما. فبعضنا يقول مثلاً: يا أبو القاسم – فهذا خطأ كبير، لأن المنادى المضاف لا يأتي إلا منصوبًا، فالجملة الصحيحة هي: يا أبا القاسم.
المنادى
نقول مثلاً؛ يا صالحُ.
هل لاحظتم كيف ضممنا آخر اسم صالح حين ناديناه؟
لقد اختلف الأمر عن المنادى المضاف الذي قلنا قبل قليل بأنه ينصب، لقد اختلف الأمر لأننا نادينا (صالح) وضممنا آخره؛ لأنه منادى مفرد علم.
أنواع المنادى
- منادى معرب.
- منادى مبني.
فالمنادى المضاف مُعرب، والمنادى العلم المفرد مبني.
المنادى المعرب يشمل إلى جانب المنادى المضاف نوعين آخرين من المنادى ويُنصبانِ مثله، وهما:
- المنادى الشبيه بالمضاف.
- والمنادى النكرة غير المقصودة.
والمبني يشمل نوعين، هما:
- المنادى المفرد العلم.
- والنكرة المقصودة.
المنادى الشبيه بالمضاف
المنادى الشبيه بالمضاف يتكون من كلمتين:
الأولى فيهما تتعلق بالثانية للتوضيح لا للإضافة كأن تقول:
- يا طالعًا الجبل.
- يا بائعًا الورد.
- يا داعيًا للخير.
كيف نفرق بين المنادى المضاف والمنادى الشبيه بالمضاف؟
هما بالفعل يبدوان متشابهين، ولكن المنادى المضاف لا يأتي منوناً بينما الشبيه به يأتي منونًا كما ترى في الأمثلة.
ثم أن الكلمة الثانية في المنادى الشبيه بالمضاف إليه تقوم بنفس العمل الذي يقوم به المضاف إلى المنادى ولكنها ليست مضافًا إليه.
الكلمة الثانية في المنادى المضاف تعرب مضاف إليه مجرور، وتعرب الكلمة الثانية التي تأتي بعد الشبيه بالمضاف مفعولا به.
المنادى النكرة غير المقصودة
تبقى من المنادى المعرب النكرة غير المقصودة، وهو الذي لا يقصد فيه المنادي أحداً بعينه مثل أن يقول المعلم لطلابه: يا مهملاً أحذر الرسوب ← وهو هنا لم يقصد طالبًا بعينه. ولو كان يقصد أحد لناداه باسمه أو صفته أو وظيفته.
ولا تنسوا بأن المنادى في النكرة غير المقصودة يعرب منصوباً بالفتحة كما هو حال المنادى المضاف والمنادي الشبيه بالمضاف، والثلاثة معربون.
المنادى المبني يشمل المنادى المفرد العلم والنكرة المقصودة.
والمنادى المفرد العلم: مقصود به اسم شخص أو مكان، والمفرد المقصود به ما ليس مضافًا ولا شبيهاً بالمضاف أي كلمة واحدة فقط وإن كان مثنى أو جمعا، مثل أن نقول:
- يا محمد – يا محمدان – يا محمدون.
- أيها الطفل – أيها الطفلان – أيها الأطفال.
ويُعرب المنادى المفرد العلم مبني على الضم في محل نصب.
المنادى النكرة المقصودة
النكرة المقصودة هي أن تنادي شخصاً بعينه بلفظ النكرة وتناديه بصفته، أو وظيفته، وليس باسمه، مثل أن تقول لزميلك حسن في العمل: يا رجل ← فهي كلمة في السياق معرفة كأنه ناداه يا حسن، وتميز النكرة المقصودة بأنها لا تنون.
إعراب المنادى في النكرة المقصودة:
المنادى في النكرة المقصودة يُعرب مثل المنادى المفرد: منادى مبني على الضم في محل نصب.
خالد، لا تنسى ما طلبته منك بالأمس.
هل لاحظتم كيف ناديت خالدا، لقد حذفت أداة النداء من سياق الكلام، ويجوز ذلك إما لقرب المنادى كما أسلفنا في نداء خالد، أو للإيجاز في الكلام، أو للسرعة.
ودائما المنادى المحذوفة أداة نداءه ما بعده تأتي جملة طلبية، مثل؛ هشام، اجلس في مكانك – وجملة (اجلس في مكانك) جملة إنشائية طلبية فيها أمر. وكذلك مثل؛ عمر، لا تلعب في الشارع – وجملة (لا تلعب في الشارع) جملة إنشائية طلبية فيها نهي.
وراجِع هنا شرح درس ضمائر الجر المتصلة وإعرابها.. مع الأمثلة
أدوات النداء
أداة النداء يا: هي الأداة الشائعة في الاستخدام رغم ذلك إلا لغتنا العربية لها أدوات نداء أخرى مثل؛ (الهمزة) حيث نقول: أسالم، خذ بيدي.
- ومثل (أي) حيث نقول: أي طالب، ذاكر دروسك.
- وكذلك (أيا) ونقول فيها: أيا فاعل الخير، استمر.
- وأيضا (هيا) وفيها نقول: هيا متقنًا عمله، أنت رائع.
هل لاحظتم كم هو جميل درس المنادى! والأجمل أن تلخصوا ما قلناه في هذا الدرس.
أنواع المنادى خمسة.. منها: المعرب المنصوب: كـ المضاف والشبيه بالمضاف، والنكرة غير المقصودة. ومنها المبني على الضم كـ المفرد العلم والنكرة المقصودة.
عُد أيضًا لتراجع شرح درس نائب الفاعل ووظيفته وحالاته/أشكاله.. بالأمثلة