تغذية الطفل تُعد من أهم الأمور التي يجب الالتفات إليها، لأن تغذية الطفل تؤثر على نموه وعلى صحته الجسدية والبدنية، وكثير من الأطفال مصابون بالسمنة بسبب اتباع الأهل عادات غذائية غير صحية أو بسبب تناول الأطعمة المقلية بكثرة، وهذه الأطعمة لا تتسبب فقط في السمنة ولكنها تتسبب في كثير من الأمراض مثل أمراض السرطان والقلب وغيرها.
وكثير من الأمهات لا تعرف مدى خطورة الأطعمة المقلية على الطفل وحتى على الكبار لذلك من المهم معرفة ما هي أضرار تناول الأطعمة المقلية وكيف يتم استبدالها بأطعمة مفيدة أو تناولها بدون أن تسبب أي ضرر.
تأثير الأطعمة المقلية على الأطفال
تقول “الدكتورة ربى مشربش” أخصائية التغذية: إن كثير من الأمهات تذهب إلى عيادات التغذية للسؤال عن كمية البطاطا المقلية المسموح للأطفال تناولها وما سبب ضررها، فأغلب الناس لا يعرفون مدى ضررها ولكن يعرفون أنها تسبب زيادة الوزن، وهناك دراسة أجريت على تأثير البطاطا المقلية على الذاكرة والذكاء.
وكانت عبارة عن المقارنة بين أشخاص تناولوا أطعمة مقلية ووجبات سريعة لمدة خمس أيام وبين أشخاص لم يتناولون هذه الأطعمة.
وقاموا بعمل اختبارات ذكاء وتركز وذاكرة وهي تكون عبارة عن لعبة يتم لعبها بين المجموعتين وعند مقارنة المجموعتين وجدوا أن المجموعة التي كانت تتناول الأطعمة المقلية أثر ذلك سلباً على ذاكرتهم وتركيزهم، ومن الناحية الصحية فإن عند قلي الدجاج أو البطاطا يحدث الكثير من التغيرات مثل:
- يتم خسارة معظم الفيتامينات والمعادن.
- يتغير تركيب البروتين.
- عند عملية القلي العميق تتكون مواد تزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان مثل مادة الهيترو سيكليك امين (Heterocyclic amine)، والتي تتكون عند حدوث عملية القلي خاصة في حالة وجود غلاف من النشويات يتعرض للحرارة وينتج عنه مواد ضارة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والعديد من الأمراض الأخرى.
- التسبب في السمنة بسبب زيادة كمية الدهون.
دائماً تكون المشكلة في تناول كمية كبيرة من الأطعمة المقلية، فإذا تم تناول هذه الأطعمة بكميات قليلة وعلى فترات بعيدة فتناولها لن يسبب مشكلة.
ولكن المشكلة تكمن في الأشخاص الذي يحتوي غذائهم على كميات كبيرة من هذه الأطعمة ويتناولونها أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، خاصة البطاطا المقلية فهي من أكثر الأطعمة اتي تحتوي على مادة الأكريلاميد التي تؤثر على الأعصاب والذاكرة.
أيهما يؤثر على الأطعمة درجة الحرارة أم كمية الزيت؟
وتابعت “د. مشربش” تتكون بعض المواد السامة عند تعرض البروتين أو البطاطا إلى الحرارة العالية، وتؤثر درجة الحرارة وكمية الزيت على الطعام، وكلما زادت درجة حرارة الزيت وكميته كلما زاد التأثير السلبي.
وأيضاً عدد مرات استخدام الزيت يؤثر على الأطعمة وتزيد الشوائب من خطر الإصابة ببعض الأمراض، لذلك يجب تصفية الزيت جيداً قبل استخدامه وأيضاً لا يفضل استخدام نفس الزيت أكثر من مرة.
أما لتأثير هذه الأطعمة المقلية على الطفل فهناك مثال بسيط يوضح هذا، الدجاج المقلي الذي يتم تغطيته بغلاف ثم قليه يكون وزن قطعة الدجاج ١٠٠ جرام، ويكون به ٤٣٣ سعرة حرارية أي أن قطعة الدجاج الواحدة ممكن أن تكون بديل لوجبة كاملة، ويكون به ١٢ جرام بروتين، و ٣٢ جرام دهون، والخمسة جرام دهون تساوي ملعقة زيت.
فإذا تناول فرد ٥ قطع من الدجاج المقلي مع بعض من البطاطا فإن هذا سيعادل كمية ٢٠٠ ملي من الزيت في الوجبة الواحدة فقط، وفي المقابل إذا تم شوي الدجاج ستقل كمية الزيت بشكل كبير وقد تصل إلى ملعقة أو ملعقتين فقط من الدهون الموجودة في الدجاج.
وتختلف بالتأكيد كمية زيت القلي عن كمية زيت الشوي، لذلك إذا تناول الطفل وجبة من الوجبات السريعة يوم واحد فقط في الأسبوع لن يحدث مشكلة ولكن المشكلة هي تناول هذه الأطعمة بكميات كبيرة ولفترات طويلة واتخاذها كنظام حياة، لذلك من المهم اتباع نظام غذائي صحي للحد من تناول هذه الوجبات.
ويجب العلم أن الأطعمة التي يتناولها الأطفال تؤثر على دماغهم فهناك مادة في الدماغ تسمى “البي دي إن إف” تساعد على التركيز والذاكرة، أثبتت الدراسات أن تناول الأطفال لهذه النوعية من الأطعمة يقلل من وجود هذه المادة عند الأطفال لذلك يجب الانتباه إلى النظام الغذائي للأطفال للحفاظ عليهم.
أما بالنسبة للأطفال الذين يأكلون قشرة الدجاج فهذا أيضاً غير صحي لأنها مليئة بالكوليسترول ومن الأفضل تناول السلطة الخضراء قبل تناول هذه الأطعمة حتى يستفيد الطفل من فوائد السلطة وتمتلئ معدة الطفل وهذا يقلل من تناوله للأطعمة المقلية، لذلك لا يجب حرمان الطفل ولكن يجب التعامل بنظام غذائي صحيح ولا تكون هذه الأطعمة وجبة دائمة.
الفرق بين البطاطا المقلية والبطاطا المشوية
عند تناول ١٠٠ جرام من البطاطا المشوية نجد أنها تحتوي على ٩٥ سعرة حرارية أما نفس الكمية من البطاطا المقلية يكون ٣٠٠ سعرة حرارية، فإذا تناول الطفل البطاطا المقلية بجانب البرجر قد تصل الوجبة إلى أكثر من ٨٠٠ سعرة حرارية وهذا أكثر من احتياجات الطفل للسعرات الحرارية في وجبة غذاء.
والدهون في البطاطا المشوية تساوي ٠.١ جرام دهون بينما في البطاطا المقلية تساوي ١٦.١ جرام دهون أي ما يعادل ٣ ملاعق من الزيت، لذلك يمكن على الأم عمل الآتي:
- عند الذهاب إلى المطعم يتم مشاركة كيس بطاطا واحد بين جميع الأفراد.
- اختيار الحجم الصغير من البرجر.
- في المنزل تقوم الأم باستبدال البطاطا المقلية بالبطاطا المشوية.
- عند قلي البطاطا في المنزل يجب تصفيتها من الزيت جيداً، مع استخدام كمية قليلة من الزيت وعدم استخدامه أكثر من مرتين.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون على فترات كبيرة.
- البطاطا المشوية هي بديل آمن للبطاطا المقلية، فمن الممكن تقطيعها ووضع البابريكا عليها ووضع كاتشب أو مايونيز بجانبها.
- يجب أن تقوم الأم بتجربة جميع الطرق لتحبيب الطفل في الأكل الصحي والخالي من الدهون.
ويذكر أن الطفل لا يستطيع الامتناع عن تناول الأطعمة المقلية لأن عند تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون بشكل متكرر تصبح هذه الأطعمة مثل الإدمان ويعتاد دماغ ولسان الطفل على هذه الأطعمة ويصعب منعه من تناولها لذلك يجب على الأم عدم إحضار هذه الأطعمة بكثرة وعدم تناولها أمام الطفل حتى لا يتعود عليها.