متى تظهر الأسنان الدائمة وتتساقط الأسنان اللبنية؟
قال “د. عبد المجيد العامر” طبيب أسنان. تبدأ الأسنان الثابتة الدائمة في الظهور في عمر الست سنوات، ويُحبذ الحرص على الزيارات الدورية كل ستة أشهر لطبيب الأسنان منذ ذلك الحين.
كيف نعتني بفم الرضيع الذي لا يملك أسنان أو مع بداية بزوغ أسنانه؟
دائمًا ما ننصح الأمهات بمسح فك الطفل بقطعة شاش مُبللة بماء دافيء بعد الرضاعة (مسح بسيط بدون ضغط أو عنف)، للقضاء على البكتيريا الضارة بفم الطفل، حتى لا تجعل هذه البكتيريا الفم بيئة صالحة للأمراض والتسوس مع بدء بزوغ الأسنان.
أما مع بداية بزوغها عند الرضيع، فتعتبر الرضاعة أو شرب الحليب ثم النوم مباشرة من أكثر مُسببات التسوس بالكامل، نظرًا لتجمع بقايا الحليب على أسطح الأسنان مع النشاط البكتيري الذي يزيد ليلًا.
هل لبكتيريا الفم تأثير على معدة الطفل؟
تابع “د. العامر” قد تتسبب بكتيريا الفم في العديد من المشكلات المَعِدية والمغص عند الأطفال، لأن بكتيريا الفم لا يقتصر ضررها عليه فقط، بل تتعداه لباقي أعضاء الجسم، وللعلم تتشابه البكتيريا الموجودة في الفم مع البكتيريا الموجودة في القلب، لهذا دائمًا ما ينصح أطباء جراحة القلب مرضاهم بتنظيف الفم ومتابعة طبيب الفم والأسنان للتأكد من خلوهما من البكتيريا الضارة والتسوسات كي لا تتسبب في فشل جراحة القلب.
هل يُعد مرض التسوس عدوى؟
التسوس كمرض ليس شرطًا أن يكون بسبب العدوى، لكن هذا لا ينفي أن البكتيريا الموجودة في الفم يمكن إنتقالها من شخص إلى آخر، لذلك لا يُحبذ أبدًا تقبيل الأطفال الصغار من الفم حتى لا تنتقل البكتيريا إلى فم الطفل وبالتالي الإصابة بالتسوس.
هل يجب الإهتمام بالأسنان اللبنية عند الأطفال أم تأخير الإهتمام لحين ظهور الأسنان الثابتة المستديمة؟
أردف “د. العامر” تعتبر الأسنان اللبنية الأساس الذي تُنْبَني عليه الأسنان الدائمة، لذا فإن فقدان الأسنان اللبنية في عمر مبكر بسبب الإهمال وعدم العناية التنظيفية والطبية بها، قد يؤدي إلى وجود فراغات بين الأسنان الدائمة، أو ظهورها بشكل سيء وغير منتظم. وواقعيًا إذا قل الحرص على نظافة الأسنان اللبنية سيزيد من تواجد البكتيريا بالفم وبالتالي زيادة فرص إصابة الأسنان الدائمة بالأمراض.
ونظرًا لخطورة هذه المرحلة العمرية للأسنان، وتأثيرها على مستقبل الأسنان الدائمة وشكلها، خصصت كليات ومعاهد طب الأسنان على مستوى العالم فترة تزيد عن الثلاث سنوات لدراسة تخصص طب أسنان الأطفال بعد الإنتهاء من الدراسة الأكاديمية العادية لطب الأسنان.
هل مادة الفلورايد فعالة في المحافظة على أسنان الأطفال ووقايتها من الأمراض؟
من المفاهيم الشائعة – وهي خاطئة كُليًا – أن مجرد إستخدام مادة الفلورايد يمنع الإصابة بالتسوس، وإذا حدثت الإصابة به فعليًا يكون مجرد وضعها في الفم سببًا في التخلص من التسوس نهائيًا وتعود لصحتها.
الفلورايد مادة تُعزز الأسنان وتقلل من فرص الإصابة بالتسوس، أما عند الإصابة الفعلية بالتسوس ووجوده داخل الفم، يجب معالجته أولًا مع وضع الحشوات. إذن هي مادة مساعدة على نظافة وحمايتها من التسوس، وليست مادة مُعالجة أو مُزيلة له.
كيف نختار فرشاة الأسنان المناسبة؟ وما أصح طرق الإستعمال؟
أوضح “د. العامر” من أكثر المفاهيم الخاطئة في المجتمعات العربية أن الفرشاة الخشنة أفضل وأكثر كفاءة، ولكن طبيًا العكس هو الصحيح، ولا ننصح كأطباء أسنان بالإتجاه إلى الأنواع الخشنة من الفرشاة، فكلما كانت الفرشاة ناعمة كلما كانت أفضل لصحتها واللثة أيضًا (فجمال الإبتسامة لا يتوقف على الأسنان فقط، بل يشترك فيها الأسنان واللثة معًا، وعليه أي ضرر يُصيب اللثة يؤثر بالضرورة في صحة الفم وجمال الإبتسامة). ويتطلب الأمر تغيير الفرشاة كل ثلاثة شهور تقريبًا، وبعد كل مرض عضوي ولو بسيط كالإنفلونزا مثلًا.
أما عند إستخدام الفرشاة في التنظيف (ما يُطلق عليه عملية التفريش)، يجب أن يتم إدخالها إلى الفم بشكل مائل، وتحريكها داخل الفم بزاوية 45 درجة تقريبًا لتمر على اللثة والأسنان معًا بشكل دائري.
هل يُكتفى لتنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون؟
الفرشاة والمعجون أحد طرق التنظيف، لكن يجب إستخدامهما بجانب طرق أخرى مثل الخيط السِني، والجهاز الجيري الذي يُزيل كل بقايا الجير العالقة بالأسنان عن طريق ضخ الماء في الفم، فهو أحد التقنيات الحديثة والعظيمة الفائدة مع الاسنان الطبيعية والمزروعة والتركيبات.
متى يجب الإتجاه للعلاج بالتقويم؟
من المفاهيم الخاطئة الذائعة الصيت في مجتمعاتنا العربية أن التقويم لا يُستخدم إلا مع الكبار في السن والمراهقين. والتقويم أحد تخصصات طب الأسنان المتعمقة في دراسة حالة الفك والاسنان معًا، لذا يُنصح بالفحص المبكر للفم عند بلوغ التسعة سنوات، وفي حال إكتشاف أي مشكلات في عظم الفك – سواء بتقدمها للأمام أو بتراجعها إلى الخلف -، أو مشكلات في ترتيب وصفها بجوار بعضها البعض، يبدأ العلاج فورًا بالتقويم، لسهولة التحكم في تشكيل عظم الفك خلال نموه بهذا العمر، وقبل أن يستقر شكله ويشد، وكذلك تقويم صف ورص الأسنان الدائمة وهي في أول مراحل ظهورها. لأنه عند إكتمال النمو وإلتئام العظم وتَشكُلِه وترابط مفاصله، سيكون الحل الطبي الوحيد لتعديل شكله هو التدخل الجراحي في الفكين.
ومن المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالتقويم أن الـ Retainer غير ضروري طالما انتهت مراحل التقويم، بل على العكس يعتبر الـ Retainer جزء تكميلي للعلاج وأحد أسباب المحافظة على شكلها وعدم إنتكاسته، الأمر الذي قد يتطلب إعادة عملية التقويم من أولها مرة أخرى.
ومن الأخطاء أيضًا رفض العلاج بالتقويم لحتمية خلع بعضها، وطالما تم اختيار الطبيب بعناية وبناء على خبرته وكفاءته، لابد للمرضى أن يتحلوا بالقناعة التامة أنه لن يقدم على إجراء يضر بصحتهم أو لا يحتاجونه. ففي بعض الحالات يضطر الطبيب لخلع بعضها إذا وجد فيها التزاحم أي أن مساحتها أكبر من مساحة الفك، فيقوم بخلع سِنة أو اثنين تقريبًا من كل جهة، ليخلق المساحة الكافية لصف الأسنان وترتيبها، وعادة ما تكون الأسنان المُزالة في هذه الحالة من الضواحك (الأسنان التي تلي الأنياب)، وبعد إتمام مراحل التقويم لن يظهر أي فراغ بين الأسنان.
هل ظهور ضروس العقل يؤثر في شكل الأسنان ورصتها؟
لم تثبت الدراسات الطبية صحة هذه الفرضية، والواقع العملي يؤكد وجود حالات تخرج ضروس العقل فيها في مكانها الصحيح، وحالات أخرى تخرج في أماكن خاطئة. ويسهل تفادي الآثار الناتجة عن بزوغ ضروس العقل في الأماكن الخاطئة بالمحافظة على الفحص الدوري عند طبيب الأسنان كل ستة أشهر، حيث سيُكتشف الخلل مبكرًا.
كيف تُعالج الحالات التي تنمو فيها سِنَّتَين فوق بعضهما؟
إذا كانت واحدة من السِنَّتين لبنية، سيُزال السِن اللبني ليكتمل نمو السِن الدائم. أما إذا تأخر التدخل الطبي لما بعد إكتمال نمو السِن الدائم في المكان الخاطيء، سيتم إزالة السِن اللبني وسحب السِن الدائم بشكل جراحي نوعًا ما.
هل فعلًا يمكننا إعادة السِنَّة إلى مكانها بعد خروجها كاملة؟
إذا خرجت سِنَّة طبيعية كاملة بالجذر (المقصود الأسنان الدائمة فقط) من فم المصاب يمكن إعادتها مرة أخرى، حيث أن خلايا الجذر بالفم تظل حية لفترة من نصف ساعة إلى ساعة بعد خروج السِنَّة، فإذا تمكنا من إرجاعها في مكانها والعض على شيء صلب نوعًا ما ثم زيارة أقرب طبيب أسنان سريعًا، سيصبح الأمر كأن لم يكن. أما إذا لم نتمكن من فعل هذه الإجراءات، نقوم بوضع السِنَّة في كوب من الحليب البارد للمحافظة عليه من التلف، ثم نتوجه إلى طبيب الأسنان ليُعيد تركيبة مرة أخرى. وإذا لم يتوفر الحليب البارد نضع السِنَّة في كوب فارغ، ويبصق عليه الطفل حيث أن اللُعاب سيحمي الخلايا من الجفاف، ثم التوجه مباشرة خلال النصف ساعة الأولى للطبيب ليُعيد تركيبه. وهذه كلها حلول للمحافظة على السِنَّة الطبيعية لإعادة إستخدامها، وعدم خوض تجربة زراعة الأسنان وغيرها من الإجراءات الجراحية.
لماذا لا تسقط الأسنان اللبنية عند بعض الأطفال؟
الأسنان اللبنية لها عمر للبزوغ وعمر للسقوط، فإذا حدث ولم تسقط السِنَّة اللبنية من نفسها، وجب التدخل طبيًا لإزالتها، حتى لا تؤثر على السِنَّة الدائمة التي ستخرج مكانها بتأخير خروجها أو ركوب السِنَّتين فوق بعضهما.
ما أبرز الإشاعات المنتشرة المتعلقة بالحشوات وتبييض الأسنان؟
بالنسبة للحشوات – والفضية منها بالذات – فإن كل ما يُثار حولها من أنها مُميتة وتنزل صديد على القلب وإلى غير ذلك من الإشاعات المشهورة غير صحيح طبيًا بالمرة، فطالما أن الحشوة سليمة وغير مكسورة وتعمل بكفاءة عالية في المضغ والعض فلا ضرر منها. كذلك لا توجد دراسات رسمية أكاديمية تثبت أن إزالة الحشوة الفضية سيجعل السائل الزئبقي الذي بداخلها يتسرب إلى القلب مسببًا الوفاة.
أما بالنسبة لتبييض الأسنان فلا تصح كل الوصفات الشعبية الدارجة والمعتمدة على المواد والأغذية الموجودة في المطبخ المنزلي كالتبييض بالخل والفحم وقشر الموز والفراولة و..و..و.. إلى آخر هذه الخلطات التي لم تثبت نجاعتها الطبية. فهذه المواد وإن أعطت نتائج أولية مُذهلة في التبييض، إلا أنها على المدى الطويل وبكثرة الإستخدام ستُزيل طبقات المينا بالتدريج وبالتالي تآكل الأسنان، وكذلك سيحرق ويُلهب اللثة.
فلا يتم التبييض إلا على يد طبيب أسنان متخصص، لأنه الوحيد الذي سيحدد أفضل طرق التبييض (فالتبييض لا يتم إلا بطريقتين، تبييض العيادة أي بالليزر، وتبييض القوالب حيث يتم بتركيب قوالب صغيرة تحتوي على مادة متخصصة لفترة معينة)، وكذلك سيفحص الأسنان واللثة ويُعالجهما إذا كانا مصابان بالحساسية قبل البدء في التبييض.
هل يصلح التبييض مع شَرِهي التدخين والقهوة؟
الإفراط في القهوة والتدخين وكل ما يسبب تصبغ الأسنان يضر بنتائج عمليات التبييض، ويقلل من الفترة الزمنية لهذه النتائج. لذلك تعتبر عملية إبتسامة هوليود الحل الأمثل لمثل هؤلاء لأنها لا تتصبغ ولا يتغير لونها.
ما الأثر الصحي والجمالي على الفم عند خلع سِنَّة وترك مكانها فارغًا؟
للرد على هذا السؤال يمكن تصنيف الأسنان إلى صنفين، الصنف الأول لا يشترط تعويضه بعد خلعه، لإنعدام تأثيره على شكل وصحة الفم وكفاءة عملية المضغ، وكذلك لعدم تأثيره على ما يحيط به من أسنان.
أما الصنف الثاني فهو الواجب تعويضه لأن غيابه سيؤثر على كفاءة عمل الأسنان وشكلها، كالضرس الأول مثلًا والذي يقوم بـ 65% من عملية المضغ وبالتالي فقدانه سيزيد الضغط على الأسنان الباقية. كذلك فقدان السِنَّة المحاطة من الجانبين بأسنان أخرى (أسنان الوسط) وعدم تعويضها يؤدي إلى ميل السِنَّتين اليُمنى واليسرى في محاولة لغلق الفراغ. أيضًا السِنَّة المقابلة بالفك الآخر للسِنَّة المفقودة ستتأثر وتبدأ في الخروج من مكانها.
ما أسباب إصفرار الأسنان؟
تدخل العديد من الأسباب في إصفرار الأسنان، نذكر منها:
حتى وإن كان الفرد حريصًا على نظافة أسنانه اليومية، إلا أن كثرة تناوله للشاي والقهوة والتدخين سيسبب إصفرارها.
تزيد مادة الفلورايد المركز في المياه الجوفية، وبالتالي شربها بكثرة في المناطق والبلدان المعتمدة عليها كمصدر وحيد لماء الشرب سيؤدي إلى تشبع الأسنان بمادة الفلورايد المركز وإصفرارها.
تعتبر صبغة الميلانين الموجودة بالجسم أحد عوامل صبغ اللثة، وفي كثير من الحالات يُقارب لون اللثة لون البشرة.
ما أفضل نوع معجون أسنان وغسول لصحة الفم؟
يُنصح دائمًا بالإستخدام اليومي للأنواع الغنية بمادة الفلورايد المُنظفة والواقية للأسنان من خطر البكتيريا الضارة، أما الأنواع التي تحتوي على مواد لتبييض الفم يفضل إستخدامها مرتين شهريًا فقط، لأن مواد التبييض الداخلة في تصنيعها قد تؤدي إلى تآكلها.
أما بالنسبة لغسول الفم فهو ينقسم إلى نوعين:
النوع الأول: الغسول العلاجي: لا يُستخدم لأكثر من أسبوعين فقط، لأنه سيؤدي حتمًا إلى تصبغات الاسنان وإصفرارها لإحتوائه على مادة الكلوروهيكسايدين.
النوع الثاني: الغسول اليومي: وهو مطهر وقاتل للبكتيريا الضارة ويغير رائحة الفم الكريهة.