أصبحنا الآن نعيش في عصر المعلومات والتكنولوجيا، فقد أصبحت المعلومات سلاح فتاك من أسلحة العصر الحديث، وفي الآونة الأخيرة قامت الدول المتقدمة بالإعتماد على الأسلحة المعلوماتية في كثير من المجالات العسكرية والسياسية والإقتصادية بهدف تحقيق التقدم والتطور والرقي، ولم تقتصر هذه الدول على إستخدام أسلحة الدمار الشامل في الحروب، ولم تعد الحروب التقليدية هي الهدف الرئيسي لهذه الدول، وإنما أصبحت حرب المعلومات هي السلاح الذي يُمكن إستخدامه حالياً في تدمير العدو دون الحاجة لمواجهته مباشرةً في المعارك.
خصائص المعلومات
تتميز المعلومات بعدد كبير من الخصائص التي جعلتها البديل الأساسي لأسلحة الدمار الشامل، حيث يُمكن من خلالها القضاء على الأمم والسيطرة على شعوبها، وذلك عن طريق ترويج المعلومات الخاطئة التي تؤدي إلى إنتشار الفوضى والفساد بين شعوب هذه الأمم، ومن أهم خصائص المعلومات:
• سهولة المراجعة، حيث يُمكن معالجتها واعادة صياغتها مرة أخرى بما يتناسب مع الصورة المراد إدخالها في أي موضوع.
• إنتقال المعلومات عبر وسائل الإتصال المختلفة، حيث تتميز المعلومات بسرعة الإنتشار في مختلف أنحاء العالم خلال مدة قصيرة عبر التلفاز والإنترنت والصحف.
• سهولة النسخ، فمع التطور التكنولوجي أصبح من الممكن إرسال ملايين المعلومات الصحيحة والموثوقة إلى عدد كبير من الأشخاص مرة واحدة.
أنواع المعلومات
يعتقد البعض أن جميع المعلومات واحدة ومتشابهة، ولكن هذا إعتقاد خاطيء؛ لأن هناك الكثير من المعلومات مختلفة الأنواع، ومن أهم هذه الأنواع:
المعلومات التطويرية: تُستخلص هذه المعلومات من خلال قراءة كتب كثيرة في مجالات معينة، وتُكمن أهمية المعلومات التطويرية في رفع المستوى الثقافي، وتحسين قدرة الإنسان على الإبداع.
المعلومات الإنجازية: يمنح هذا النوع من المعلومات الإنسان معلومات كثيرة في وقت قصير، ويحصل من خلالها على النصائح والآراء التي تساعده على إتخاذ القرارات.
المعلومات التعليمية: هذه المعلومات خاصة بطلاب الجامعات والمدارس، ويُمكن الحصول عليها من خلال المواقع التعليمية المتوافرة على شبكة الإنترنت، والتي تساعد على منح الطلاب العديد من المواد والشروحات والأسئلة التعليمية.
المعلومات الفكرية: يتم إستنباط المعلومات الفكرية من أفكار الشخص نفسه، ومن خلال هذه الأفكار يتوصل الإنسان إلى حقائق معينة حول مشكلة أو أمراً ما.
المعلومات البحثية: هذه المعلومات يتم الحصول عليها من أبحاث العلماء السابقين والمواقع الموثوق فيها.
أهمية المعلومات
• تساعد المعلومات على زيادة المخزون المعرفي والفكري لدى جميع الأشخاص مما يؤهلهم ليكونوا أعضاء ناجحين في المجتمع، وقادرين على خدمته، وتكون لديهم القدرة على المساهمة في إزدهاره وتقدمه.
• تنمي قدرة الإنسان على إتخاذ القرارات السليمة، والتفكير في المشكلات اليومية، وحلها بأسلوب علمي دقيق.
• تعتبر المعلومات من وسائل الإبداع والإبتكار؛ لأن الإبتكار يتطلب جمع المزيد من المعلومات في مختلف المجالات، وإستخدامها الإستخدام الأمثل.
• تساهم المعلومات في تقدم ورقي المجتمعات؛ لأن الجهل يؤدي إلى الإعتقادات الخاطئة، والإيمان بالخرافات والأساطير، بينما المجتمعات التي تعتمد على المعلومات والعلم تنمو وتزدهر.
• تُجنب وقوع الفرد في الأخطاء، وتُمكنه من محاربة الفشل، فالمعلومات هي مفتاح النجاح والتفوق في الحياة.
مصادر المعلومات
تتعدد وتتنوع مصادر المعلومات التي يُمكن الإستفادة منها، والرجوع إليها وقت الحاجة، ومن أهم مصادر المعلومات:
أولًا مصادر المعلومات التقليدية: من أهم هذه المصادر، الكتب العامة، والكتب الدراسية، والمراجع، والمخطوطات، والموسوعات، والقواميس، والمعاجم، والرسوم البيانية، والمراسلات، والمستندات، والخطابات، والدساتير، والبيانات الإحصائية، والبحوث، وكتب الحقائق والتفسير، والأعمال الفنية والأدبية، والصحف اليومية، والتقارير، والمقالات، والمجلات، والمنشورات الأكاديمية.
ثانياً مصادر المعلومات الصوتية والسمعية: هذه المصادر تتمثل في المواد البصرية مثل الصور والدمى، والمواد السمعية مثل الراديو والتسجيلات الصوتية والأعمال الموسيقية، والمواد السمعية البصرية مثل الأفلام المتحركة والفيديو.
شروط المعلومات
لكي يُمكن الرجوع إلى المعلومات كمصدر موثوق وقابل للإستخدام مرة أخرى، يجب أن تخضع هذه المعلومات للشروط التالية:
• توافر بيئة خاصة بالمعلومات في مختلف المجالات؛ للتأكد من صحة المعلومات ومصدرها الصحيح.
• التأكد من صحة المعلومات عن طريق الرجوع إلى المُتخصصين والباحثين الموثوق فيهم مثل، علماء اللغة، والإقتصاديين، والخبراء، والأشخاص الأكاديميين.
• الإعتماد على أدوات البحث الرئيسية للتأكد من صحة المعلومات، وذلك عن طريق إستخدام مناهج البحث المتخصصة.
• الرجوع إلى التوثيق النصي والرقمي؛ للمشاركة في حفظ المعلومات، وحمايتها من الفقد أو التزوير.