هناك أوقات يحتاج فيها المعلم إلى التحدث مع أولياء الأمور حول ما يخص مستقبل أطفالهم الأكاديمي أو الأخلاقي وخاصة في ظل الأوضاع الصحية الراهنة وما فرضته جائحة كورونا على الجميع.
لذلك فيجب أن يكون المعلم قادر على التعامل مع ولي الأمر بشكل صحيح للوصول إلى أفضل النتائج في مستقبل التلاميذ، فكيف يتعامل المعلم مع أولياء الأمور وما هو اتيكيت التعامل معهم.. إذا كنت معلم أو ولي أمر فأنصحك بقراءة المقال التالي.
أهمية التواصل بين المعلمين وأولياء الأمور
دور المعلم في هذه الفترة وفي ظل ظروف Covid-19 أختلف تمامًا عن قبل، هكذا بدأ الأخصائي النفسي ” أ. محمد أحمد” حديثه.
فقديمًا كان المعلم له وظيفتين التعليم والتربية، فكان يجب على المعلم أن يركز على الجانب الأخلاقي للتلميذ وتنمية مهاراته، وكذلك عليه أن يعمل على الجانب التعليمي.
لكن بعد جائحة كورونا أصبحت وظيفة المعلم هي التعليم فقط، وأصبح التقويم السلوكي للمتعلم على الأب والأم بشكل أكبر، وتواصل الوالدين مع المعلم أصبح شيء أساسي لإستمرارية المستوى التعليمي للطفل.
والمشكلة التي نواجهها دائمًا هي أن معظم الأهل يعتبرون أن أي مشكلة هي تقصير من المعلم، وهذا أمر شديد الخطأ.
فبدلًا من التركيز على سلبيات المعلم علينا التركيز على المشكلة التي هي عند الطالب، وبهذه الطريقة فولي الأمر يساعد المعلم للوصول بالطالب إلى الطريق الصحيح.
أثر التعليم عن بعد في حياة الطالب
يشكل التعليم عن بعد هاجس كبير في حياة الأهل، وعلى العكس تمامًا فكورونا أضافت لنا تطور كبير جدًا في مجال التعليم ومتابعة الأهل للطالب.
ففي السابق كان أكثر وقت الطفل في المدرسة ولم يكن هناك وقت كافِ للتواصل بين الآباء وأبنائهم، والآن أصبح هناك تواصل أعلى ومتابعة عالية من الأهل وفهم لأداء الطالب الحقيقي.
فالتعليم عن بعد أضاف لنا تدريب للطفل للتدرب على المستوى الجامعي، وما فقدناه فقط في ظل هذه الجائحة هو الإحتكاك الاجتماعي للطالب بمن حوله وهذا هو الغرض الأساسي من المدرسة.
وبخلاف ذلك فالتعليم عن بعد أمر شديد الإيجابية ويؤهل الطالب للتعليم الجامعي، فأسلوب الجامعة يعتمد على البحث عن المعلومة والتدقيق بها والقراءة وهكذا، فالجهاز الذكي أو الحاسوب أصبح طريقة تعليم أرقى بدلًا عن كونه وسيلة للتعلم فقط كما ورد على لسان “أحمد” في حديثه.
أهمية إشراك ولي الأمر في العملية التعليمية
يعتمد ذلك على شخصية الأب والأم، فبعض الآباء والأمهات نجدهم يريدون ترييح أنفسهم وعمل كل شيء للطالب كي لا يخطأ، فيجب على الأهل أن يعلموا أن الخطأ أمر طبيعي للتعلم الصحيح، فالأم القلقة تنتج أبناء إنطوائيين، لأن طريقة تعليمها ونصحها للطفل فيها نوع من المثالية والصرامة الزائدة.
ولشاعر يقول : “عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه،، ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه”، فعدم خطأ الطفل لا يجعله سوي نفسيًا، فقد يصبح الطفل جراح مميز أو مهندس مميز لكنه لا يستطع الكلام مع الناس.
ولابد أن يحرص الأهل على تنمية ثقافة نقد الطفل، ومحاورته في أمور مختلفة، فيجب زراعة العقل الناقد عند الطفل.
لذلك عندما ينظر الإنسان لسلبيات التعلم عن بعد يجدها ولكن عند التركيز على ايجابيات ذلك فإنه سيجد سعادة كبيرة جدًا فالإنسان عدو ما يكره، فالتعلم عن بعد جعل مدة الدراسة أقل والتميز أكثر كما أن كثافة التعليم أصبحت مميزة ودقيقة بشكل كبير.
أثر غياب ولي الأمر في تربية الأبناء وتعليمهم
الجيل الجديد من الأبناء مميز جدًا من الناحية النفسية لأنه يتميز بمرونة نفسية عالية، فالخبرات الحياتية المتراكمة خلقت هذه المرونة.
وهذا الجيل أصبح بإمكانه الوصول إلى دول أخرى عن طريق التكنولوجيات المختلفة، فمرونة الطفل الفكرية في هذا العصر أعلى من ذي قبل، والمشكلة الآن أصبحت تكمن في طريقة تربية الأب والأم وكيفية التعامل مع الأطفال من الناحية النفسية.
كما يجب على الأهل أن يمتلكون مهارة التعامل مع أبنائهم بشكل صحيح، على الأهل إعطاء أبنائهم المسؤلية للتفاوض واختيار ما يريده، فعندما يعلم الطفل نتيجة اختياراته يُميز بين الصواب والخطأ، فمشكلة طريقة تربيتنا لأبنائنا أننا نعتمد على المحاولة والخطأ.
وعندما يناقش الأهل الطفل ولم يستجيب يتجهون فورًا لمعاقبته وأحيانًا إلى ضربه إذا لم يستجيب من العقاب، وهذا الأسلوب خاطئ، فالعالم أختلف من حولنا ويجب أن تكون طريقة التربية مختلفة تمامًا، ولابد أن تكون مبنية على العلم فهناك مراحل مختلفة للتربية طبقًا لعمر الطفل، فبعض الآباء عند حدوث مشكلة لأبنائهم يتجهون فورًا للدفاع عن الطفل مباشرة فيصبح الطفل إما إتكالي أو نرجسي.
كما يجب علينا أن ننمي عند الطفل مهارات حل المشكلات، وللمعلم كذلك دور كبير في ذلك فعليه أن يزرع في الطفل طريقة البحث عن العلم وحب التعلم بطريقة صحيحة.
فيجب على الطالب أن يعلم أنه يتعلم لكي يصبح شخصية واثقة من نفسها ولها ميولاتها وشخصيتها المستقلة، فمن واجب المعلم أن يكتشف الطفل ويعرف ميوله وليس قمع طريقة تفكير الطفل.
أما مشكلتنا كمعلمين وكآباء وأمهات هي أننا لا نبذل جهد في تعلم كيفية التعامل مع الطفل ويكون من السهل لدينا لوم الطفل، فببذل الجهد نستطيع الوصول بالأبناء للأفضل، فالأبناء هم مرآة لسلوكياتنا وطريقة تعاملنا معهم، هكذا اختتم “أ. محمد أحمد” حديثه.