لماذا الإهتمام بموضوع المضغ الجيد ؟
لبيان فوائد المضغ الجيد وتأثيره على صحة الجهاز الهضمي، قالت “د. رند الديسي” أخصائية التغذية. من الملاحظ خلال شهر رمضان الكريم، وبفعل الصيام عن تناول الطعام لفترات زمنية طويلة، قد يلجأ الكثيرون لتناول الطعام بسرعة وبدون مضغ جيد، الأمر الذي يؤثر حتميًا على الحالة الصحية للجهاز الهضمي، وخاصةً مع تناول أطعمة دسمة وغنية بالدهون.
ما أهمية المضغ؟ وهل له كيفية أو وقت معينين لتنفيذه؟
أكدت “د. رند” أنه لا توجد كيفية مخصصة لتنفيذ عملية المضغ ولا توقيت معدود الدقائق أو الثواني، ولكن توجد إرشادات صحية عامة يمكن إتباعها عند مضغ الطعام، وأبرزها التأكد من تحول كل المواد الغذائية الصلبة وشبه الصلبة إلى مادة سائلة تمامًا في الفم قبل بلعها، وهذا هو المؤشر على القيام بعملية المضغ بكيفيتها الصحيحة.
أما من حيث الأهمية الغذائية للمضغ، فيمكن الحديث عن خمسة فوائد صحية للمضغ الجيد، وهي:
زيادة إمتصاص المعادن والفيتامينات من المأكولات الممضوغة بالشكل الصحيح: حيث أن المضغ الجيد للأطعمة يسهل عمليات الهضم بالأمعاء الدقيقة، وبالتالي زيادة إمتصاص الفيتامينات والمعادن.
التخلص من المشكلات الصحية في القولون، والتخلص من أعراض الإنتفاخ والغازات بعد تناول الطعام: نظرًا لأن الطعام الغير مهضوم بشكل جيد في المعدة سيذهب حتمًا إلى الأمعاء الغليظة، حيث ستتعامل معه البكتيريا النافعة الموجودة لهضمه، إلا أن عملية الهضم في الأمعاء الغليظة سيصاحبها خروج لغازات ثاني أكسيد الكربون المسئولة عن الشعور بالإنتفاخ وإمتلاء البطن بالغازات.
الحد من زيادة الوزن: حيث سيتم خسارة كمية من الدهون القديمة المخزنة بالجسم عند إتمام المضغ الجيد للطعام، لأن المضغ الجيد للطعام سيحتاج إلى زيادة وقت تناول الوجبة، وزيادة معدل وقت تناول الوجبة سيُرسَل خلاله إشارات عصبية للدماغ تخبره بالشبع (تحتاج المعدة إلى 20 دقيقة تقريبًا لإرسال إشارات عصبية بالشبع إلى الدماغ)، وعليه سيقل حجم الوجبة التي يتم تناولها، ومن ثَم دخول كميات قليلة من السعرات الحرارية إلى الجسم، الأمر الذي سيؤدي إلى خسارة أكبر في الوزن.
المضغ الجيد للطعام أفضل كثيرًا لصحة الأسنان واللثة: فالذين لا يمضغون الطعام جيدًا يتبقى في فمهم بقايا كثيرة من الطعام، هذه البقايا على كثرتها قد تؤدي إلى الإصابة بالتسوس. ويتضح أثر ذلك جليًا في شهر رمضان المعظم، تبعًا للإمتناع عن تناول الطعام لفترات طويلة من اليوم.
المضغ الجيد مفيد صحيًا للمصابين بالقولون العصبي: لأن محفزات القولون العصبي من الأغذية تختلف من شخص إلى آخر، من هنا كان المضغ الجيد وما يتطلبه من وقت أطول عامل من عوامل تحديد الأغذية التي تهيج القولون وتزيد من أعراضه، وبالتالي تحديد الأغذية المهيجة الخاصة بحالة مريض بعينه لتجنب أو الحد من تناولها في المستقبل.
ما العلاقة بين العلكة ومشروبات الهضم وبين إتمام عملية الهضم؟
بالنسبة للعلكة فلها مضار غذائية وهضمية تفوق فوائدها بكثير، فرغم أنها مفيدة في تمرين عضلات الفكين، إلا أن الإستعمال المفرط لها يضع الجهاز الهضمي في حالة تأهب لإستقبال وجبة غذائية، وبالتالي تزيد إفرازات الأحماض والإنزيمات الهضمية كنوع من التحضير لهضم هذه الوجبة التخيلية.
هذا الإرتفاع لمعدلات الحموضة في المعدة بدون وجود طعام بداخلها يؤثر على صحة جدار المعدة الداخلي، كما أنه يزيد من الشعور بالحُرقة والحموضة خاصة مع المصابين بالإرتداد المريئي.
كذلك إستعمالها بعد تناول الوجبة الغذائية مباشرة يزيد ويكرر من إفراز الأحماض المعدية عن الحد المطلوب الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى الإصابة بعسر الهضم.
لأن المعدة تستمر بحالة تخيلية من إستقبال الطعام فتتوقف عن الهضم السريع لحين الفراغ من إستقبال الطعام، مما يؤدي إلى الشعور بالإنتفاخ خصوصًا مع زيادة بلع كميات من الهواء بفعل المضغ المستمر للعلكة، وبالتالي تراكم الغازات في البطن، مع آلام القولون وغيرها. والأصح مضغ العلكة قبل الوجبة الرئيسية بنصف ساعة لتهيئة المعدة لإستقبال الطعام فعليًا عند تناول الوجبة.
أما بالنسبة للمشروبات المساعدة على الهضم فأشهرها وأكثرها نجاعة الشاي الأخضر ومشروبات الأعشاب، أما المشروبات الغازية فلا تساعد أبدًا على الهضم كما يعتقد الناس، وعلى العكس فهي مليئة بالغازات وبالتالي دخولها إلى المعدة والأمعاء، وبالتالي تؤدي إلى ظهور الإنتفاخ بعد تناول الوجبات الغذائية.
من هنا وجب الإلتزام بتناول كوب من الشاي الأخضر بعد ساعة أو ساعتين من تناول الوجبة، حيث يزيد من عملية الأيض، فيزيد الميتابوليزم الذي يزيد من الهضم عند الإنسان. كما يتوجب الإبتعاد عن تناول مشروبات الكافيين لأنها تقلل من الهضم وتزيد من أحماض المعدة.