إنَّ الهدف من إنشاء المشروعات القومية يتمثَّل أولا في فهْم ماهيَّة الأمور في الدولة وكيف تسير. فلِمن لا يعلم، أن ٨٠% من الإيرادات تذهب إلى ثلاث جِهات: الدَّين – الأجُور – الدعم. ويتبقَّى ٢٠% فقط؛ نحتاج من خلالاها أن نقوم بعمل تنمية ونهضة والإنفاق على الصحة والتعليم.. الخ.
هل تكفي هذه الـ٢٠% في الاعتناء بكل هذا؟ هل هناك عقلا أو منطقًا يستطيع أن يجزم بتكفّل هذه النسبة لكل هذا؟ بالطَّبع لا.
وهنا يُمكِن التفكير في أحد طريقين:
- مِنَح وقروض ومعونات.
- مشروعات تُدِر دخلا.
المشروعات القومية في مصر
مشروعات قومية ضخمة دشَّنتها مصر خلال الخمس سنوات الماضية.
قناة السويس الجديدة
البداية كانت مع قناة السويس الجديدة بطول خمسة وثلاثين كيلو مترًا، والهدف هو تلافي مشكلات قديمة. كانت تؤخر قافلة الشمال إحدى عشرة ساعة في منطقة البحيرات المرة، فضلا عن ضمان مواكبة إي نمو في حجم التجارة العالمية في المستقبل.
مشروع حقل ظهر
وليس بعيدًا عن قناة السويس، وتحديدا في البحر المتوسط؛ تم العمل بمعدلات غير مسبوقة في مشروع حقل ظهر الذي يوصَف بأنه أكبر حقل غاز بالبحر المتوسط. حيث تُقدر حجم الاحتياطات به إلى ٣٠ تريليون قدم مكعبة من الغاز.
بنبان للطاقة الشمسية
لكن هذه المشروعات وغيرها تحتاج إلى الطاقة. ويا حبذا لو كانت الطاقة مستحدثة. لذا بدأ العام سريعا في مدينة بنبان للطاقة الشمسية، والتي تُنتِج ألفي ميجا وات، بأحدث تكنولوجيا وصل إليها العالم في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.
مشروع ١.٥ مليون فدان
كما تضم قائِمة المشروعات القومية المصرية مشروع المليون ونصف المليون فدان.
المشروع دشنته الحكومة المصرية عبر برنامجها لاستصلاح الصحراء. ويسعى إلى تنمية الأراضي بالصعيد وإنشاء عدد كبير من القُرى النموذجية.
العاصمة الإدارية الجديدة
وغير أن العاصمة الإدارية الجديدة تبقى المشروع الأضخم. حيث تم تشييد المشروع على مساحة مئة وثمانية وستين ألف فدان. وتحتوي على نهر أخضر يمتد لطول خمسة وثلاثين كيلو متر، ليحاكي نهر النيل بالقاهرة، وليكون أكبر المحاور الخضراء على مستوى العالم.
مدينة العلمين الجديدة
على نفس النهج. جرى تشييد مدينة العلمين الجديدة على مساحة خمسين ألف فدان، داخل الحدود الإدارية لمحافظة مطروح.
وتنقسم المدينة إلى شرائِح سياحيَّة وتاريخية وأيضًا سكنية.
محور روض الفرج
ولو انتقلنا إلى قطاع الطرق والكباري فشهد مستجدات لا يستهان بها. كمِحور روض الفرج. الذي ينقل الحركة من العين السخنة إلى السَّلوم دون الحاجة إلى المرور في زحام العاصمة وضواحيها. وما أدراك الزحام في القاهرة.
فيما يُعَد جسر تحيا مصر الشرقي أو الجسر المُلجم -كما يسمى هندسيا-.
ويُعَد الأكبر في العالم من حيث الاتساع. حيث يبلغ عرضه أكثر من سبعة وستين مترا في مُنتصفه.
كل هذه المشروعات القومية وغيرها كانت سببا في إشادة المؤسسات الاقتصادية والدولية. وكان من بين أكثر التوصيفات دِقة، توصيف صحيفة فاينانشيال تايمز. حيث ذكرت أن اقتصاد مصر كان على حافة الهاوية؛ لكنه عاد يتعافى شيئا فشيئا حتى أصبح محل إشادة دوليَّة.
ما الفائِدة من هذه المشروعات؟
تلك المشروعات وغيرها تُدلل على هناك جديد دومًا تقوم به الحكومة المصريَّة، وهو ما يؤكد أن الأخيرة عازمة على إعادة بناء إقتصاد مصري قوي يؤهل مصر أن تحتل أحد عشر اقتصاديات على مستوى العالم عام ٢٠٣٠.
ومع الاستمرار في افتتاح مشروعات جديدة وتنمية البنية التحتية للبلاد واستكمالا لمزيد من المشروعات القومية طبقًا للروية التي وضعتها الدولة المصرية كي تستطيع أن تُعيد بناء دولة عصرية يستحقها المواطِن المصري.