ما تأثير المشروبات الغازية على صحة الجسم وبخاصة الجهاز الهضمي؟
قال “دكتور/ قُصي عبده – أخصائي الباطنة” أن مكونات المشروبات الغازية تختلف من مشروب إلى آخر، ولكن بشكل عام تحتوي المشروبات الغازية على كميات كبيرة من السكر إلى جانب الصودا والمواد المُنكهة والملونة ومادة الكافيين ومادة البيبسين.
وتؤثر المشروبات الغازية سلبًا على كل أجهزة الجسم البشري، وتؤثر بشكل رئيسي على الجهاز الهضمي نظرًا للتلامس المباشر بين المشروب الغازي وأعضاء الجهاز الهضمي بدءًا من الفم وصولًا إلى الأمعاء وما بعدها حتى الإخراج، وأبرز تأثيرات هذه المشروبات على الجهاز الهضمي ما يلي:
• إرتفاع نسبة الحموضة في المعدة والأمعاء.
• الإرتداد المريئي.
• تقرحات المعدة والمريء والقولون خصوصًا مع تناول كميات كبيرة منها بدون تناول الطعام.
• إعاقة عمل البنكرياس من حيث إفراز الأنزيمات الطبيعية التي تساعد في عمليات الهضم خاصة مع أنواع المشروبات التي تزيد فيها نسب البيبسين، ومن هنا يتضح خطأ المفهوم الشائع بأن المشروبات الغازية من المشروبات التي تساعد في الهضم، حتى وإن كانت كذلك فهذا سيحدث على المدى القريب فقط، لكن على المدى البعيد ستختل عمليات الهضم بإختلال إفراز الأنزيمات الهاضمة من البنكرياس.
• زيادة معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون في البطن بما يؤدي إلى الشعور بالإنتفاخ والغازات.
• توجد علاقة وثيقة الصلة بين تهيج القولون العصبي ومكونات المشروبات الغازية من مواد البيبسين والصودا والكافيين.
وكل ما سبق من نتائج عمل المشروبات الغازية على صحة الشخص السليم بدنيًا، فما بالك بمن هو مُصاب أصلًا بأمراض أو إلتهابات أو تقرحات في الجهاز الهضمي؟!
ما تأثير المشروبات الغازية على إمتصاص الفيتامينات والمعادن؟
قال “د. قصي” أن المشروبات الغازية نعيق عمليات إمتصاص الكالسيوم بشكل خاص وأغلب أنواع الفيتامينات والمعادن الأخرى للدرجة التي لا يستفيد منها الجسم بأي من هذه العناصر الضرورية له. ناهيك عن إعاقتها إستفادة الجسم بالتأثيرات العلاجية الدوائية لكثير من الأدوية، بما يعرض الإنسان لمضاعفات صحية خطيرة لأنه ظاهريًا يتناول الأدوية التي تحميه منها إلا أنه واقعيًا لا يستفيد من هذه الأدوية قيد أُنملة.
هل يختلف التأثير الصحي للمشروبات الغازية ما بين الأطفال والبالغين؟
بالضرورة يشتد التأثير السلبي للمشروبات الغازية ويتضاعف على الأطفال مقارنةً بالبالغين بسبب كونهم مازالوا في طور النمو، وبما أنها تؤثر في إمتصاص بعض العناصر الغذائية الضرورية مثل الكالسيوم والحديد… إلخ فستؤثر بالضرورة في نمو الطفل عضويًا وعقليًا ونفسيًا.
إلى جانب أن الطفل الذي يعتاد على المشروبات الغازية سيتناولها بكثرة لرغبته فيها وعدم قدرته على السيطرة على شهيته نحوها، وزيادة الكمية يتبعه زيادة الأثر الصحي السيء، من حيث إصابة الطفل بالسمنة والسكري وتسوس الأسنان لما تحتويه من كميات كبيرة من السكر الصناعي، بالإضافة إلى تشتت التركيز وإضطرابات النوم لوجود عنصر الكافيين فيها.
ما الكميات المسموح بتناولها من المشروبات الغازية؟
قال ” د. قصي عبده” أن الأصل أن يتجنبها الإنسان أو يقلل منها قدر الإمكان، كما لا توجد توصيات عالمية محددة للكميات الواجب تناولها منها. وما ينطبق على المشروبات الغازية ينطبق بالضرورة على مشروبات الطاقة المنتشرة بين الشباب، ومشروبات الطاقة تلك بدعة غذائية غريبة على مجتمعاتنا العربية وفيها ما فيها من الأضرار الصحية التي لا يمكن حصرها، والتي يمكن أن تصل بمدمنها إلى حالات مخيفة من الأرق والإكتئاب. والأولى والأصح من كل هذه المشروبات التعود على تناول العصائر والمشروبات الطبيعية.
وكلما قلت نسب المكونات والمواد المضافة الداخلة في تصنيع المشروبات الغازية من أصباغ ومواد حافظة وأحماض وكافيين… إلخ كلما كان ضررها الصحي أقل بكثير.