مما يتكون المشروب الغازي؟ وأين تكمن خطورته الصحية؟
أجابت أخصائية التغذية “رند الديسي” قائلة: المكونات الأساسية لأي نوع من أنواع المشروبات الغازية لا تخرج عن الآتي:
1. الماء.
2. مُنكهات إصطناعية.
3. العديد من أنواع المواد الحافظة.
4. الكثير من المواد الإصطناعية المضافة والمسئولة عن اللون والرائحة والطعم، ونؤكد هنا على أنها كلها مواد مصنعة وغير طبيعية بالمرة.
5. كميات كبيرة من السكر سواء كان السكر الطبيعي المستخدم مع المشروبات الغازية العادية أو السكر الإصطناعي الذي يتم إستعماله مع مشروبات الدايت الغازية.
6. إنزيم البيبسين.
7. نسب مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون.
وتابعت “أ. رند”: أما من حيث الخطورة الصحية للمشروبات الغازية فتكمن فيما تسببه من ضرر غذائي بالجسم الأمر الذي استدعى الهيئات الغذائية الرسمية إلى إدراج المشروبات الغازية تحت باب المواد الغذائية السامة وخاصةً مع الأطفال، هذا التصنيف السيء والخطير للمشروبات الغازية أدى إلى تراجع معدلات إستهلاكها في السنوات الأخيرة وهو خبر جيد ورائع، فبحسب مؤسسة “جالوب” للدراسات الإحصائية أثبتت الإحصائيات تراجع إستهلاك المشروبات الغازية بالولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 25%، وكان السبب المباشر في هذا التراجع تزايد حجم التوعية الصحية والغذائية من قِبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، وكلها مساعي محمودة للحد من إستهلاك المشروبات الغازية وغيرها من الأغذية الضارة، لكن مع خالص الأسى لم يصل مستوى الوعي بخطورة المشروبات الغازية في الوطن العربي للحد المطلوب والمؤثر في تراجع معدلات إستهلاكها، فمازلنا في العالم العربي نرى إقبال الأطفال وبتشجيع من الأهل أحيانًا عليها، وهو الأمر الخطير الذي يزيد من معدلات إنتشار الأضرار الصحية للمشروبات الغازية بين المجتمع العربي وبخاصة فيما يتعلق بضررها على خسارة كثافة العظام والإصابة بالهشاشة وهو المرض الذي أصبح متفشيًا بين العرب بالشكل الذي يجعل 90% من الفاحصين لمستويات فيتامين D والكالسيوم في أجسامهم يثبت إصابتهم بنقص معدلاتهما، حيث أن المشروبات الغازية ذات دور أساسي وفعال في إعاقة إمتصاص فيتامين D والكالسيوم بالجسم، الأمر الذي يتبعه الضرورة خسارة في مستويات كثافة العظام ومن ثَم الإصابة بالهشاشة.
وأضافت “أ. رند”: ومن ناحية أخرى تعتبر المشروبات الغازية مسئولة عن زيادة معدلات الدهون في الجسم ومن ثَم السمنة، وليس هذا وحسب، بل إن الدهون المخزنة في الجسم والناتجة عن المشروبات الغازية تعد أخطر من الدهون الناتجة عن إستهلاك أنواع أخرى من الأغذية الغير صحية والمليئة بالدهون.
هل يعتبر المشروب الغازي الدايت بديل صحي للمشروب الغازي العادي؟
أشارت “أ. رند” إلى أنه في المشروبات الغازية الدايت يتم إستبدال السكر العادي بأنواع من السكر الإصطناعي يُسمى الأسبرتام، وسكر الأسبرتام عند دخوله إلى الجسم يتحلل إلى ثلاثة مواد هي الفينايل أنالين والأسبرتيك أسيد والميثانول، وتعتبر هذه المواد الثلاثة مواد سامة للجسم البشري، كما أنها تؤدي إلى أضرار غذائية وأضرار صحية بالأعصاب، لذلك المفرطون في تناول المشروبات الغازية الدايت هم أكثر عُرضة للإصابة بالجلطات الدماغية والإصابة بالخرف في عمر مبكر، حيث أن الأسبرتيم عند تحلله بالجسم يؤدي إلى نشاط شاذ بالخلايا العصبية الدماغية، ومن ثَم يختل نمو الخلايا العصبية وتعمل بنشاط غير طبيعي مما يؤدي إلى الجلطات المفاجئة أو حتى الخرف، ومن ناحية أخرى تتراكم المواد السامة الناتجة عن تحلل الأسبرتيم بالكبد والأمعاء.
وأردفت “أ. رند” قائلة: وإذا تحدثنا عن الدعاية المغرضة التي تشير إلى أن المشروبات الغازية الدايت لا تؤثر على الوزن حيث أنها أقل في محتواها من السكر، فالحقيقة أنها تؤدي إلى إستهلاك معدلات أكبر من السكر، فلا ننكر أن الجسم البشري لا يُنتج إنزيم قادر على هضم الأسبرتم وبالتالي لا يحصل منه على سعرات حرارية وهذه حقيقة علمية، لكن ما يحدث أنه عند تناول المشروبات الغازية الدايت بمذاقها الحلو (المشروبات الغازية الدايت ذات مذاق أحلى بكثير من المشروبات الغازية العادية) تقوم خلايا التذوق بإرسال إشارات إلى الدماغ وبالتالي يقوم الدماغ بإفراز الإنسولين بنسب أعلى حتى يتمكن الجسم من إستقبال كميات السكر التي شعرت به خلايا التذوق، وبالتالي بعد إفراز الإنسولين بهذه الكمية لا يجد الجسم كميات سكر فعلية داخلة إليه فتحدث له صدمة، هذه الصدمة يُترجمها الجسم بزيادة شعور الإشتهاء للسكريات والحلويات، فالواقع أن الشخص قام بتناول مشروب خالي من السكر، لكن الأكيد أن بعد هذا التناول سيتجه فورًا لأكل السكريات والحلويات لإشباع رغبة الجسم، وبالتالي لم تتحقق الإستفادة، بل على العكس زاد الضرر.
ما البدائل الصحية المساعدة على الهضم بعيدًا عن المشروبات الغازية بنوعيها؟
اختتمت “أ. رند” قائلة: أصح وأسلم أنواع المهضمات بعيدًا عن المشروبات الغازية العصائر الطبيعية فحتى وإن كانت غنية بالسكر إلا أن أنواع السكر الموجودة فيها تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن هذا إلى جانب غناها بالألياف التي تساعد في الهضم، كما يمكن إعتبار اللبن بديل مثالي للمساعدة في الهضم وكذلك هو جيد لمد الجسم بالكالسيوم وفيتامين D، وأخيرًا لا أنسب من الماء الطبيعي في المساعدة على إتمام عمليات الهضم بسهولة وسرعة.