العمل التطوعي من أفضل المبادرات؛ لأنه يتم بإرادة المتطوع وقناعته، وما يدفع المتطوع إلى القيام في كثير من الأحيان بإنجازات تفوق ما يقدمه المتفرغ لهذا العمل أو ذاك أن المتطوع مدفوع برغبة ذاتية هي وقود المثابرة وسر النجاح.
في مجتمعنا يحرص الشباب المتدين على التطوع في كثير من أوجه البر، لكن في أحيان كثيرة يخطئون، والسبب وراء هذا الخطأ هو الانجراف إلى الطرف فتضيع الأهداف السامية لجهودهم، ولعل أحد أبرز هذه الجهود ما يقوم به بعضهم في عيادة المرضى شفاهم الله.
لكن انجراف هؤلاء الشباب باتجاه تذكير المرضى بدينهم وحثهم على التوبة قد لا يكون من المناسب جعله هدف الزيارة وحده، فهناك مقاصد طبية تحرص عليها المستشفيات المعالجة، ويحرص عليها الأطباء، وتتعلق بضرورة السعي الدائم إلى رفع معنويات المريض، وحثه المستمر على عدم الاستسلام للمرض؛ لذلك يكون خطاب الزائر الدعوي في غير محله في هذه النقطة على الرغم من كونه مطلوبا في المرض والصحة، ولا أحد فوق هذا الخطاب، فهو تذكير ينتفع به الجميع.
وهنا من الأفضل أن يعي الزائر المتطوع أحوال المريض، وأن يصوغ رسالته التي تطوع من أجلها وفقا لمصلحة المريض، فالدين واسع وفوائده لا تنقضي، كما أن تصوير من تطوع على أنه شخص مضر فقط أمر غير مقبول؛ لأن في ذلك تجنيا، إلى جانب أنه انجراف إلى الطرف المقابل، ونقل لخلاف يمكن تسويته بسهولة بما يفيد المريض والمتطوع والمجتمع، ودخول في النيات بما يفتح معركة تستهلك الجهود، وتعطل قيمة التطوع في المجتمع، وعلى الجهات المعنية بشؤون المرضى أن تؤدي دورها الوظيفي بمعزل عن لعبة شد الحبل الفكرية وأطرافها، فالمتطوعون طاقة وفائدة إذا وظفوا بالشكل المناسب.
بقلم: منيف الصفوقي