هناك بعض الأمور الصحية في حياتنا التي لا تحتمل الانتظار طويلاً ومنها أمراض المسالك البولية التي تغاضى عن علاجها الكثير من الناس في هذه الآونة التي يُطبق فيها الحجر المنزلي أو الحجر الصحي في المنازل نتيجة وجود حظر للتجوال خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا الجائحة الجديدة التي تسبب في إصابة الآلاف حول العالم الآن ووفاة الكثيرين أيضاً، ولكن يجب علينا الإشارة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم بعض الحالات، وهو ما دفعنا إلى الحديث عن السبل الصحيحة للتعامل مع الحالات الطارئة للمسالك البولية في ظل هذه الظروف التي يعيشها العالم أجمع جراء جائحة كورونا.
التعامل مع الحالات الطارئة لأمراض المسالك البولية
ذكر الدكتور يمان التل “استشاري جراحة الكُلى والمسالك البولية” أن هناك مجموعة من الحالات الطارئة التي تخص المسالك البولية والتي تتطلب ضرورة الذهاب للمستشفى، ومن بين هذه الحالات:
- المغص الكلوي: يمكن أن تنزل بعض الحصوات في الحالب وتتسبب في انسداد الكُلى، وفي حالة تأخرنا في علاج هذه المشكلة فمن الممكن أن تتأثر وظائف الكُلى أو حدوث التهاب خطير مصاحباً لارتفاع في درجة الحرارة ومن ثم الوفاة، لذلك فإن الشعور بالمغص الكلوي الشديد والمستمر يستدعي ضرورة الاتصال بالدفاع المدني أو طوارئ المستشفيات التي بدأت في تقديم استشارات طبية عن طريق الهاتف، كما يمكنها إرسال طبيب لمنزل المريض لتقييم الحالة ومن ثم العلاج.
- ألم مفاجئ في الخصية: عادةً ما يحدث ذلك العَرَض للأطفال والشباب تحت ٣٠ عاماً نتيجة التواء في الخصية والذي يتسبب في موت الخصية في غضون ٦ ساعات، وهذه الحالة كذلك تستدعي ضرورة الذهاب للمستشفى أو التواصل مع الطبيب والدفاع المدني على الفور.
- التهاب المسالك البولية: عادةً ما يحدث ذلك عند السيدات بوجه خاص مصاحباً لارتفاع في درجة حرارة الجسم، ومن ثم يصعب على المرأة علاج هذ الالتهاب عن طريق المضادات الحيوية، ويُفضل حينئذ الاتصال بالطبيب المعالج أو بالدفاع المدني والطوارئ.
- وجود دم في البول: في حالة ظهور دم في البول مصاحباً للتجلطات فمن الضروري أن نقوم بالتواصل الفوري مع الطبيب لعلاج هذه الحالة.
مضاعفات إهمال علاج حالات المسالك البولية الطارئة
في حال إهمال علاج حالات المسالك البولية الطارئة لسبب ما أو لآخر فمن الممكن أن تزيد حدة الأعراض التي يعاني منها المريض خاصةً في ظل الظروف التي تمر بها البلاد الآن جراء جائحة كورونا التي دفعت وزارات الصحة في كل دول العالم إلى تخصيص مستشفيات بأكملها لعلاج أعراض هذا الفيروس على حساب بعض الأمراض الأخرى والتي من بينها المسالك البولية.
مضيفاً: رغم الظروف التي ذكرنها سلفاً من حظر تجوال وغيره، إلا أن ذلك لا يمنعنا في الحالات المرضية الطارئة والحرجة أن نقوم بالذهاب للمستشفى لتلقي العلاج، لأن مسئولي الأمن حتماً سيقدرون هذا الأمر ولن يمنعونا من تلقي العلاجات حتى في أوقات الحظر.
هناك بعض المستشفيات التي قامت بتفعيل خدمة الاستشارات الطبية عن طريق الهاتف، كما أنها قد ترسل طبيباً إلى المنزل لتقييم الحالة المرضية ويعطي تصريحاً للمريض بالذهاب للمستشفى لتلقي العلاج، فضلاً عن انتشار الاستشارة الطبية Online ويأخذ المريض منها استشارة طبية كاملة، وأتوقع أن الاستشارات الطبية عن بٌعد سيتم تطبيقها بشكل موسع في المستقبل القريب.
خطورة التهاب المسالك البولية على الكُلى
لا يجب إهمال علاج الحالات المرضية الطارئة لأن لها أضرار صحية وخيمة من بينها:
- في حال التأخر في علاج التهاب المسالك البولية فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى التهاب الكُلى وهو العضو المهم في الجسم والغني بالأوعية الدموية، ومن ثم قد يؤدي بنا في نهاية المطاف إلى تسمم في الدم وينتقل المريض من حالة كان الممكن علاجها بمضاد حيوي بسيط إلى مريض يستوجب علاجه الذهاب الفوري للمستشفى أو العناية الحثيثة للتخلص من صمام الدم.
في حالة شعور المرأة بارتفاع الحرارة مع التهاب المسالك البولية وصعوبة في التبول وحرقة في البول، فيمكنها حينئذ شرب كميات كبيرة من الماء مع كربونات الصوديوم للتخفيف من حدة الأعراض.
- إذا كانت الحصى موجودة في الحالب ولم تستطع الخروج منه، فإنها قد تشكل ضغطاً كبيراً على الكُلى مما قد يتسبب في فقدان الكٌلى لوظيفتها ومن ثم حدوث الفشل الكُلوي.
- يمكن أن تؤدي الحالة سالفة الذكر أيضاً إلى التهاب البول الذي يعتبر أحد الحالات الطارئة جداً والخطيرة والتي يمكن أن تهدد الحياة بعدما يشعر المريض بألم شديد في الخاصرة ثم ينزل هذا الألم باتجاه الحوض.
- أما عن أعراض التواء الخصية فمن الممكن أن تزيد حدة تلك الأعراض في حالة إهمال علاجها ليشعر المريض حينئذ بألم شديد في الخصية، وستفقد الخصية خلال ٦ ساعات تروية الدم ومن ثم تموت وتهلك ويبقى هنالك ضرورة لاستئصالها.