حبى الله مصر بعدد من الواحات ذات العوامل الطبيعية التي مازالت تحتفظ برونقها وجمالها الطبيعي بعيدًا عن عبث الإنسان، والواحات المصرية عادةً ما تحتضن الصحراء والوديان الخضراء وينابيع المياه والهضاب المرتفعة، كما تضم أيضًا العيون الطبيعية والتي منها عيون المياه الكبريتية الدافئة الخاصة للإستشفاء من الأمراض الروماتيزمية، وعلاوةً على ما تحتضنه من مناجم الحديد.
وفوق هذا الجمال الربَّاني المثير للإعجاب يُضاف ما تمتلكه معظم هذه الواحات من مزارات سياحية، فما تمتلكه محافظة الوادي الجديد وحدها يُقدر بنحو 139 مزارًا أثريًا وسياحيًا، هذا إلى جانب العديد من الكنوز الأثرية التي لم يتم اكتشافها بعد ومازالت ترقد سالمة تحت رمالها.
وسنتعرف على بعض من هذه المزارات الممتعة المنتشرة بين واحاتنا المصرية الجميلة من السطور القادمة.
آبار موط الساخنة وما يشبهها من آبار علاجية
تتميز هذه الآبار بمياهها الساخنة التي تصل درجة حرارتها في كثير من الأحيان إلى 34 درجة مئوية، وأثبتت الشئون الصحية بالواحات أن مياه آبار موط تحتوي على مواد معدنية شافية من الآلام الجسدية، كما توجد أيضًا آبار ناصر بالخارجة وعيون وآبار واحتي الفرافرة وسيوة الكبريتية، ومعظم هذه الآبار أصبحت الآن منتجعات سياحية ومراكز إستشفائية.
الصحراء السوداء
وتقع شمال الصحراء البيضاء، وهي أقرب إلى الواحات البحرية من الفرافرة، وتعتبر أحد المزارات السياحية المهمة، وتكونت بفعل تآكل الجبال فغطَّت سطح الصحراء بطبقة من المسحوق والصخور السوداء ولهذا سُميت بهذا الاسم، وفي نهايتها توجد التلال البركانية السوداء أيضًا، والتي تؤرخ لفصول من إندلاع وإنطلاق المواد والحمم البركانية داكنة اللون والتي يطلق عليها اسم “دوليرايت”.
كهف الجارة
ويقع في الصحراء الغربية بالقرب من كثبان أبو محرق الرملية بالقرب من طريق قديم للقوافل، ويربط الكهف واحة الفرافرة في الصحراء الغربية بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، واكُتشف عام 1873م على يد المكتشف الألماني “جيرها رد رولفز”، ويتميز الكهف بما يُطلق عليه جيولوجيًا “رسوبيات الصواعد والهوابط”، وكهف الجارة ذو أبعاد سحرية وهو يخالف كل كهوف المنطقة في تكويناته وشكل رسوبياته فهي أشبه ما تكون بشلالات مياه متجمدة.
جبل الكريستال
يقع جبل الكريستال في الواحات المصرية، وهو جبل داخل الصحراء البيضاء، صخوره عبارة عن قطع من الكريستال، ويعتبر منتجعًا سياحيًا هامًا لأن جمالًه الطبيعي لا يُعادله جمال، ويُقال – بتأكيد من دلالات قديمة – أن نيزك ارتطم بالأرض منذ ملايين السنين في تلك المنطقة وأسهم في صهر الصخور وتحويلها إلى قطع من الكريستال النفيسة، لذلك يُصنف كأغلى جبل في العالم.
قاعدة جوية بريطانية
تقع هضبة «الجلف الكبير» في منطقة نائية جنوب غرب مصر، وتُقدر مساحتها بـ 7770 كم2 أي ما يساوي تقريبًا مساحة دولة السويد، وتتكون الهضبة من الحجر الجيري والحجر الرملي، وترتفع بمقدار 300 متر فوق سطح الصحراء ونحو 1000 متر فوق سطح البحر، والهضبة مشهورة بجمالها وأهميتها الجغرافية، كما أنها غنية بالرسومات والمنحوتات الصخرية التي تصور الحياة الحيوانية ومستوطنات بشرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وقديمًا كانت هذه الهضبة مسرحًا للعديد من عمليات القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، ومازال يوجد عليها إلى الآن بقايا هذه القوات، حيث تظهر آثار قاعدة جوية وأسهم ملاحة وصفائح بنزين، وقد اكتُشف فيها متاع لطيار بريطاني عمل خلال الحرب العالمية الثانية، ولا يقتصر الأمر على ما في الهضبة من آثار بريطانية فيوجد بالمنطقة أيضًا عدة وديان تنمو فيها أشجار “أكاسيا”، فضلًا عن وجود عدد كبير من الزواحف والغزلان.
بحر الرمال الأعظم
يتكون بالأساس من ثلاثة بحار رملية توجد في الجنوب الغربي من الصحراء الغربية، وتمتد بمحاذاة الحدود المصرية الليبية ما بين الجلف الكبير وواحة سيوة، وهي عبارة عن منطقة كثبان رملية ناعمة يبلغ عرضها 200 كم ويمتد منه لسان عرضه 150 كم من جنوب سيوة حتى واحة جالو في ليبيا، ويعتبر مانعًا طبيعيًا لأي تحركات عسكرية.