هناك موضوعات محل خلاف في المجتمع، ويناقشها القراء على مواقع الصحف أو في المنتديات الإلكترونية، وكثير من هذه النقاشات يعكس فهم المجتمع وموقفه منها، لكن اللافت أن بعض القراء يسعى إلى بث أفكار مغلوطة أو تشويه للحقيقة حول موضوع ما، وقبل أيام طالعت خبرا في جريدة سعودية كان مثار جدل، وشارك في التعليق عليه بعض القراء الذين ساقوا استشهادات ليست في محلها، إضافة إلى أنهم استشهدوا بآيات من القرآن الكريم، لكنهم نقلوا هذه الآيات خطأ، والخطأ ليس إملائيا بل استبدلوا كلمات بكلمات أخرى، ما يدل على أن هذا المتحمس للجدال لم يكلف نفسه عناء تحري الدقة في نقل آيات القرآن الكريم، وأنه مجرد متشدد لرأيه دون علم أو دراية.
هؤلاء المتحمسون للجدل ساهموا في بث الكثير من المفاهيم المضرة بالآخرين، ولعل أهم من طالهم الأذى النساء العاملات في وظائف تستلزم عمل الرجل والمرأة في المكان نفسه، فنشروا أفكارا توحي لمن لا يعلم حقيقة الأمور أن في تلك البيئات تحدث أشياء غير مقبولة، وتم تسويق هذه الأفكار على شرائح كبيرة من المجتمع، وساهم ذلك في تشويه صورة المرأة العاملة في هذه المجالات، وأصبحت محل شك، إلى جانب أن حقوقها الشرعية صارت محل مقايضة، فإن أرادت الزواج بات شرطا عليها ترك عملها، وهذه بمثابة شهادة حسن سيرة وسلوك عليها تقديمها، وما لم تفعل ذلك ستظل محل اتهام، كما أن ذويها تطولهم تلك النظرة المسمومة، فيما يصرح بذلك بعضهم، ويسوقون ضدهم عنفا لفظيا مكللا بالاتهامات الأخلاقية، وكل ذلك من أجل أن تكون أفكاره ورؤاه محل تنفيذ.
هذه الأفكار وغيرها تسهم في شرخ اجتماعي، إلى جانب أنها تسهم في زيادة محاصرة المرأة في سوق العمل، وتقلص من المجالات التي تحتاج البلاد إلى جهود المرأة فيها، وتعرقل جهود التنمية القائمة على مساهمة الجنسين.
بقلم: منيف الصفوقي