يبقى الصراع محتدم بين الرجل والمرأة العاملة خاصة القيادية في بيئة العمل، وذلك لأسباب عدة أهمها هو عامل التربية بالنسبة للرجل والذي يفرض عليه عدم تقبُّل المرأة رئيسة أو حتى شريكة في العمل ويرى أن مكانها المناسب هو المطبخ إن صح التعبير.
على الجانب الآخر، هناك بعض الرجال الذين لا يرون مشكلة في ترأس المرأة لزمام الأمور في أي مؤسسة عمل، بل على النقيض يرون أن وجود المرأة في المناصب القيادية للعمل ضرورة لأنها تتميز بالعاطفة والمرونة الزائدة اللازمتين لسير العمل بطريقة إيجابية ومحفزة.
لماذا مازالت المرأة تتعرض للتمييز في مكان العمل؟
تقول الدكتورة زينة غصوب “أخصائية في السلوكيات البشرية والتدريبية” أن هناك بعض الإحصاءات التي تشير إلى أنه على قدوم عام ٢٠٨٠ سيكون هنالك مساواة في الأجور بين المرأة والرجل في أماكن العمل.
على الجانب الآخر، هناك عدة مشاكل وصعوبات تواجهها المرأة العاملة منها:
- تعتبر المرأة العاملة هي المسئول الأول عن المنزل وكذلك عن العمل.
- هناك دراسات عديدة تتطلع إلى نظرة الرجل إلى المرأة في حال كانت رئيسته في مكان العمل خاصةً في المجتمعات العربية، ولا تلقى المرأة قبولاً كبيراً بين الرجال في حال ترأستهم في أي مكان للعمل، على الرغم أنه حين نتطلع غلى الذكاء العاطفي، نرى أنه من أسس قيادة الأشغال أو الأعمال هو وجود هذا الذكاء العاطفي العالي الذي تتميز بها المرأة عن الرجل عن طريق الفطرة، كما أن الرجل يواجه صعوبات عدة لتعلم هذا الذكاء العاطفي.
- يلعب دور الأمومة دوره في تخليها عن مناصب وأشغال معينة.
- يحول التحرش الجنسي دون صعود المرأة إلى مراكز معينة في بيئة العمل، وهذه هي الأسباب الأساسية التي تجعل المرأة لا تشعر بالراحة في بيئة العمل، نتيجة وجود عبء زائد على كتفها كونها امرأة قيادية عاملة، وأم، وزوجة، وربة منزل أيضاً، ومن ثم يؤثر ذلك سلباً على صحتها الجسدية والنفسية.
هل يؤثر رفض الرجل لتولي امرأة قيادة العمل على سير العمل وعرقلته؟
حسب مكان العمل، فإن الرجل الذي لا يقبل وجود امرأة في وظيفة قيادية داخل مؤسسة العمل يؤثر سلباً على سير العمل وعرقلته على نحو كبير، كما أننا نلاحظ أن أماكن العمل التي تحوي ٥٠٪ أو أكثر من السيدات يصير فيها سير للعمل وطريقة إدارته بنسبة أكبر كما لو كانت هذه المؤسسات العمالية أو أماكن العمل بها نسبة أعلى من الموظفين الرجال.
مضيفةً: عندما تترأس المرأة الرجل في قيادة أي مؤسسة عمالية فإن المؤسسة حتماً ستتأثر نتيجة هذا العناد والتشبث الذي تتلقاه المرأة من طاقم العمل التي تقوده هذه المرأة بشكل مباشر.
على الجانب الآخر، هناك دراسات أخرى تشير إلى أن هناك العديد من الرجال يتمنون وجود المرأة في الصفوف القيادية للعمل لأنها تمتاز بطريقة إدارة للعمل بطريقة أسهل، نظراً للشعور بتعاطفها الشديد تجاه الموظفين أو القائمين على العمل، كما أن طريقة إدارتها للعمل تجعله يسير بشكل أكثر مرونة والتزاماً، وهذه هي وجهة النظر الأخرى التي يختلف فيها الرجال عن بعضهم البعض.
يبقى العامل الوحيد الذي يفرق بين تقبل رجل ما ورفض الآخر لتولي امرأة زمام الأمور في شركة أو مؤسسة عمل هو عامل التربية العربية الذي يؤثر على قبوله من الأساس لامرأة تترأسه في عمله.
ماذا عن مساواة الرجل والمرأة في الأجر الوظيفي؟
يُعد التفاوت والاختلاف الواضح في الأجور بين المرأة والرجل أمر غير مستحدث على الدول العربية ولا حتى في المجتمعات الأمريكية والأوربية، حيث نرى هنالك تفاوت واضح في تلك الدول المتقدمة خاصةً بين نجمات هوليود السينمائيين.
علاوةً على ذلك، ترى بعض الدراسات الحديثة أن المساواة بين الرجل والمرأة في الأجور الوظيفية لن تتم قبل حلول عام ٢٠٨٠، وهذا التفاوت في الأجر هو أمر ضروري يؤثر على ثقة المرأة العاملة بنفسها مما يدفعها لأن تعمل ٣ مرات تقريباً أكثر من الرجل حتى تتمكن من الوصول إلى نفس الأجر الذي يتقاضه الرجل على الرغم من وجود عقبات هائلة أمامها للوصول إلى هذا الأجر.
وختاماً، يمكن تفسير هذه المواجهة الشرسة بين الرجل والمرأة في هذه الآونة من خلال ملاحظة أن أكثر من ٨٠٪ من النساء في الخمسينات والسبعينات كانت تمكثن في البيت ولا تخرج للعمل، ولكن هذه النسبة قد تقلصت كثيراً في هذه الأوقات، وسيأخذ الأمر بعض الوقت حتى يستطيع الرجال تقبله بشكل كلي.