«عندما يصبح واضحا جدا عدم إمكانية تحقيق الأهداف، لا تغير الأهداف بل غير طرقك للوصول إليها» — كونفوشيوس.
ويبدو أن ذلك ما يجب علينا فعله إن كانت الرغبة في العيش في هذا القرن أو قريبا منه لا تزال قائمة. فالواضح جدا أن الهيكلة الإدارية والبيروقراطية المتنامية أخذت أهدافنا بعيدا في بحر لجج وتصرخ في وجوهنا بكل قوتها أن الأهداف لن تحقق، ومع ذلك لا نزال نبني نفس الطريق 15 مرة بنفس المقاول ونفس المواصفات ونفس المقاييس لنسقط في نفس الحفرة 15 مرة.
لا أظن أن نظامنا الإداري يفتقر إلى القوانين ولوائح العمل، بل على العكس، أظنه يفيض بها إلى درجة تزيد على الحاجة بمراحل، ولكن برأيي أن مشاكلنا تكمن في العنصر البشري وهو العنصر الفصل في أي قصة نجاح أو فشل. فمهما حاولنا التوغل في نظام التوظيف والترقيات والمكافآت والعقوبات إلا أن سطحيته وصلابته تصدمنا في كل مرة وهي مشكلة تدمر على وجهين، فهو نظام لا يحفز المتميز كما أنه يحمي المتسيب ليحشر الاثنين قسرا في نفس القالب ويصبح مستوى وجودة العمل عاملا غير مهم فعلا.
الوظائف الحكومية لا تعطي مشروعا مهنيا شخصيا قد يتمناه صاحب الطموح والمتميز علميا بقدر ما هي صورة من صور التأمينات الاجتماعية التي توفر دخلا ثابتا لمن ينتمي إلى سجلاتها مع الحد الأدنى من المجهود طبعا، وينعكس ذلك في الموظفين الذين يقابلون الجمهور في بعض المكاتب الحكومية والذين يوصلون الصورة بشكل واضح جدا أن ما يقومون به للمواطن هو من باب «الصدقة».
غياب الآلية التي تسمح بتحفيز المتميزين وعقاب المتسيبين والترقيات وزيادات الراتب الثابتة تقتل أي فرصة لتطوير النظام وأسلوب العمل، كما أن فصل أداء الموظف عن تعويضاته أعتبره أداة الهدم الكبرى في نظامنا، ولكم أن تتخيلوا لو أن كل طلاب المدارس يحصلون على نفس النتيجة نهاية السنة، كيف ستكون حال الدراسة؟
بات واضحا عدم قدرتنا على تحقيق أهدافنا، فهل سنغير الأهداف لتناسب الطرق؟ أم سنغير الطرق لتناسب الأهداف؟ الخيار لكم.
بقلم: محمد السرار