س: ما الفرق بين الحقيقة والمجاز؟
ج: الحقيقة هي دلالة اللفظ على المعنى الموضوع له في أصل اللغة.
مثال: الأسد ← الحيوان المفترس الذي تدل عليه الكلمة في اللغة.
المجاز اللغوي: هو استعمال الكلمة في غير ما وضعت له لعلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى الذي استعملت فيه مع وجود قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي.
وإذا كانت العلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى الآخر هي المشابهة سميت استعارة.
وإن كانت غير المشابهة بأن يكون السببية أو الجزئية أو غيرها سمي مجازاً مرسلاً أي غير مقيد.
المجاز وعلاقاته
علاقات المجاز المرسل
الجزئية
أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور في الكلام جزءاً من المعنى المراد.
مثال 1: قال ﷻ “كلا إنها كلمة هو قائلها”. نجد أن (كلمة) أطلقت وأراد الله سبحانه بها الكلام فهي جزء وقد استعملت لتدل على الكلام فهي جزء منه (جزئية).
مثال 2: يقول الشاعر: وكم علّمتُه نظْمَ القوافي … فلمّا قالَ قافيةً هجاني. فهو يريد: فلما قال (قصيدة). و (قافية) جزء منها؛ في علاقتها الجزئية منها.
مثال 3: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان. ففي قلوب (علاقة جزئية) لأن المقصود استعباد الذات وليس القلب أو جزء من الجسم.
مثال 4: بث الحاكم عيونه ← جزء من الذات. والمقصود (الرقباء).
الكلية
أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور ملزومًا للمعنى المراد.
مثال 1: يقول الله ﷻ: “يجعلون أصابعهم في آذانهم”. المقصود هو الأنامل، فهو أطلق الكل وأراد الأنمل لأنه يستحيل أن يضع الإنسان يده كاملة في أذنه.
مثال 2: يقول الشاعر: تسيل علي حد السيوف نفوسنا … وليس على غير السيوف تسيل. ففي نفوسنا مجاز مرسل علاقته الكلية إذا المراد دماؤنا والنفس كل يتضمن الدم وغيره والقرينة لفظ (تسيل).
مثال 3: شربت (ماء النيل) ← المقصود بعضه والقرينة (شربت).
السببية
أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور سبباً في المعنى المراد.
مثال 1: “يد الله فوق أيديهم”. أي قدرته ففي (يد) سبب القدرة.
مثال 2: “للنيل علينا أياد كثيرة”، ففي الأيادي سبب للنعمة.
مثال 3: له أياد علي سابغة أعد منها ولا أعددها.
علاقة المجاز السببية لأن المعنى الأصلي للفظ (أياد) سبب في المعنى المراد وهو النعم لأن من شأن النعمة أن تصدر عن اليد.
المسببية
أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور مسبباً عن المعنى المراد.
مثال 1: “وينزل لكم من السماء رزقا”. أي مطراً يتسبب في ظهور النبات وغيره.
مثال 2: “تبث الحكومة الأمن في البلاد”. فلفظ الآمن علاقته المسببية. إذا المراد رجال الأمن؛ وهو مسبب عنهم والقرينة نبث لأن الأمن بمعناه الحقيقي لا يبث.
مثال 3: أمطرت السماء نباتا. “أي ماء النبات مسبب عن الماء” والقرينة أمطرت.
الحالية
أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور في الكلام حالاً في المعنى المراد.
مثال 1: “أقمنا في نعم ورفاهية” ففي (نعيم ورفاهية) علاقته الحالية إذا المراد المكان الحال فيه النعيم والقرينة استحالة الإقامة في النعيم.
مثال 2: يقول ﷻ “وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله” أي في جنته التي تحل فيها رحمته.
مثال 3: “نزلت بالقوم” أي نزلت بديار القوم الحالة في القوم.
المحلية
أن يكون المعنى الأصلي للفظ أو الكلمة المذكورة في الكلام محلاً للمعنى المراد.
يقول ﷻ “فليدع ناديه” أي أهل ناديه الدين وهو محل لتواجدهم.
يقول ﷻ “ألم نشرح لك صدرك” المقصود “قلبك”؛ فالصدر محل القلب.
يقول الشاعر: إن العدو وإن تقادم عهده فالحق باق في الصدور مغيب. فالصدور محل القلوب.
اعتبار ما كان
هو أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور سابق الحصول على المعنى المراد.
مثال 1: “وأتوا اليتامى أموالهم” ← أي أن الذين كانوا يتامى قبل ذلك إذ لا يتم ذلك إلا بعد البلوغ.
مثال 2: شربت “بناً” ← أي الذي كان بناً وأصبح قهوة.
اعتبار ما سيكون
أن يكون المعنى الأصلي للفظ أو الكلمة المذكورة في الكلام مستقبل الحصول.
مثال 1: “إني أراني أعصر خمراً” ← أي عنباً يصبح خمراً.
مثال 2: “زرعت عنباً” أي سيكون عنباً، والمراد الحب.
الآلية
أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور آلة للمعنى المراد.
له لسان صدق ← أي ذِكر حسن.
سر جمال المجاز
جمال المجاز المرسل ينبع من:
- الإيجاز في بعض صوره.
- ما فيه من ارتباط في بعض صوره.
- القدرة على نقل معنى أقوى من نقل التعبير الحقيقي له.
- رهافة الحس في اختيار العلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المجازي.
ملحوظة: أطلق علي المجاز المرسل هذا الاسم لأنه أرسل عن التقيد بعلاقة واحدة وأن له علاقات متعددة