في دعاء اللهم بلغني وأحبتي ليلة القدر يا كريم إدراك يجب أن يكون عظيمًا لقدر وفضل وثواب تِلك الليلة المباركة في شهر رمضان المبارك. فأحياناً نحتاج إلي نقطة بداية جميعا فينا “ذنب” تقصير “علة”؛ ذنب نرتكبه، تقصر في طاعة، علة مرض في أنفسنا، جميعنا ليس منا أحد، وها هي “مواسم الطاعة” دائما نجد نقطة بداية لدافع، غفران ذنب، حافز لكل تقصير.
جميل منك ترتيب أولوياتك (نحتاج إلي مدرسة أخلاقية)، وأعظم مدرسة أخلاقية هي شهر رمضان المبارك، هو تأديب، حق تأديب.
العشر الأواخر من رمضان
على مشارف العشر الأخيرة لا ترقد لك همة، ولا تخبو عزائمك، فالعبرة بالخواتيم، هكذا كان دأب الحبيب محمد في ليالي العشر، الاواخر من رمضان، فإنه عليه الصلاة والسلام، كان مُقتنصًا للفرص، شد المئزر كناية عن ابتعاده عن الجماع، فليس الجماع حراما، لكن في هذه العشر هناك ما هو افضل منه، هذه فرصة، ربما قد تعود علينا وقد لا تعود، من يدري أن نكون في رمضان القادم أحياء أم امواتا ؟
من رحمة الله أن مد في عمرك فاستشعر نعمة اللهِ عليك واغتنم عشرًا قد تغير مجرى حياتك لمسارٍ أفضل؛ لا تتباطأ لتقصيرك السابق، ولا يغشاك الكسل وأنت في فضائل الأيام.
واعلم أنه من سابق بصِدق وصل لمرامه، وطُويت أتعابهُ أفراح.
العشر الأواخر هي ختام رمضان، والمسلم يحرص على إحسان الخواتيم (إنما الأعمال بالخواتيم)؛ فمن قصر فليستدرك ومن أحسن فليتم إحسانه.
كأنها تهيئ قلبك لعطائه قبل سجودك، وتعلمك أن تثني عليه قبل دعائه، وتبشرك بالإجابة إن فعلت، والعبد أقرب ما يكون من ربه وهو سَاجد!
كلمات جميلة في ليلة القدر
إذَا إضْطَرَبَ البَحْرُ، وهَاجَ المَوْجُ، وهَبَتْ الرِيحُ، نَادَى أصْحَابُ السَفِينَةِ: يا اللَه
إذَا ضَلَ الحَادِي في الصَحْرَاء، ومَالَ المَرْكَبُ عَنْ الطَرِيق، وحَارَتْ القَافِلَة في السَيْر، نَادُوا: يا اللَه
إذَا وَقَعَتْ مُصِيبَة، وَ حَلَتْ نَكْبَة، وجَثَمَتْ كَارِثَة، نَادَى المُصَابُ: يا اللَه
إذَا أوصِدَتْ الأيْوَابُ أمَامَ الطَالِبِينَ، وأسْدِلَتْ السُتُورُ في وُجُوهِ السَائِلِينْ صَاحُوا: يا اللَه
إذَا بَارَتْ الحِيَلْ، وضَاقَتْ السُبُلْ، وإنْتَهَتْ الآمَالْ، وتَقَطَعَتْ الحِبَال نَادُوا: يا اللَه
إذَا ضَاقَتْ عَلَيْكَ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ أ وضَاقَتْ عَلَيْكَ نَفْسُكَ بِمَا حَمَلَتْ فإهْتِفْ: يا اللَه
اللهم بلغنا؛ أبي وأمي – أخي وأختي – جدي وجدتي – عمي وعمتي – خالي وخالتي – أبنائي وبناتي؛ ليلة القدر يا كريم.
ثلاث دعوات تمسكوا بها في هذه الليالي المباركة
- اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا؛ (دعاء أوصى به الرسول للسيدة عائشة في العشر الأواخر).
- اللهم انا نسألك الحسنى وزيادة؛ (فالحسنى هي الجنة والزيادة هي لقاء الله فيها).
- اللهم بلغنا ليلة القدر وارزقنا فيها على قَدَر قدرك (فقدر الله عظيم وربما يأتيك بدعائك هذا أضعاف ما تمنيت).
آية وتفسير
(إِنَا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
يقول تعالى مبينًا لفضل القرآن وعلو قدره: {إِنَا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} كما قال تعالى: {إِنَا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} وذلك أن الله [تعالى]،
ابتدأ بإنزاله في رمضان [في] ليلة القدر، ورحم الله بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا.
وسُميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية، لَيلةِ القَدرِ.
قال تعالى (إِنَا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
أعظم ليال العام، فيها يفيض الرب عز وجل على عِبادِه، وتَتنزلُ عليهم الرَحَمات في ليلة خير من ألف شهر.
عن ابي هريره رضي الله عنه؛ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال (فيه ليلة خير من ألف شهر؛ من حُرِم خيرها فقد حرم).
إنها ليلة نزول الملائكة، وليلة الخيرات، ليلة النفحات وليلة العتق من النار، وليلة الرحمة، ومن فاتتهُ هذه الليلة فهو مَحروم.
وقال صلى الله عليه وسلم (من حرمها فق حرم الخير كله ولا يُحرم خيرها إلا محروم).
ووصفها رب العزة بأنها مباركة، يكتب فيها أللأجَال والأرزاق خلال العام، قال تعالى (فيها يُفرقُ كلُ أمرٍ حَكِيم).
تتنزل الملائكة فيها الى الأرض بالخير والبركة، خالية من الشر والأذى، وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير. (سلام هي حتى مطلع الفجر).
وفيها غفران الذنوب لمن قَامَها إيماناً واحتسابا.
من أعمال ليلة القدر
إحيائها بالتَهَجُد، والصلاة، والدعاء والذكر، والاستغفار. وتلاوة القرآن.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يَتَهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتله، ويجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر.
وسُئلت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم؛ ما أقول فيها ؟ قال قولي (اللهم إنك عفوٌ تُحب العفو فاعف عني).
أحبتي في الله: لَبوُ نداء الله تعالى الذي يُحبكُم، ويَدعُوكُم إلى كل خير، يدعوكم ليُسعدَكم في الدنيا والآخرة، قال تعالى
(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِن رَبِكُمْ وَجَنَةٍ عَرْضُهَا السَمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَتْ لِلْمُتَقِينَ) آل عمران ١٣٣.
اللهم بلغنا ليلة القدر، وَاعِنا على قيامها، وجعلنا وإياكم من عُتقائها من النار، ووالدينا وكل من يَعزُ علينا؛ بلغنا الله ليلة القدر وجعلنا ممن يُوفق لقيامها وممن يحصد عظيم الأجر والثواب من رب العباد.
الليالي الوترية في العشر الأواخر
- ٢٠ رمضان ليلة ٢١
- ٢٢ رمضان ليلة ٢٣
- ٢٤ رمضان ليلة ٢٥
- ٢٦ رمضان ليلة ٢٧
- ٢٨ رمضان ليلة ٢٩
تبدأ الليلة من المغرب إلي الفجر.
اللهم بلغنا ليلة القدر وارزقنا قيامها إيمانا واحتسابا لوجهك الكريم واجعلنا فيها من الفائزين؛ آمين.