تحديات اللغة العربية .. ومواجتها
تقول المعلمة والكاتبة “نسرين أبو الرب”: أنه بلا شك أن لغتنا العربية “لغة الضاد” هي أم اللغات جميعاً، وعندما نتحدث عن لغة عظيمة كاللغة العربية، فلا يكفينا أيام، ولا أشهر، ولا أعوام عديدة.
ونحن نخاف على اللغة العربية من أن تشيخ، ومن أن تهرم، وتواجه اللغة العربية العديد من التحديات، سواء في العالم بأسره، أو في العالم العربي والإسلامي بشكل خاص؛ حيث تواجه اللغة العربية هجمات خارجية شرسة متعددة سواء من مزاحمة اللهجات العامية لها، أو من مزاحمة اللغات الأجنبية، خاصة عند الشبباب، ونحن نحترم جميع اللغات الأجنبية، لكن اللغة العربية تظل اللغة الأم، وهي لغة وعاء الحضارة، ولغة القرآن الكريم، ولغة الأحاديث النبوية الشريفة أيضاً.
وبشكل عام يجب أن تكون هناك جهوداً متكاتفة، يجب أن تنطلق من الأسرة أولاً؛ حيث يجب أن تزرع الأسرة بداخل الطفل حب اللغة العربية، من خلال قراءة الكتب، والقصص باللغة العربية الفصحى، وعلى حب القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة.
ومن بعد دور الأسرة يأتي دور المدرسة بشكل متواصل وموصول، ولا يجب أن يقتصر الدور على معلم اللغة العربية فقط، لكن الأدوار تكون مترابطة مع معلمي المواد الأخرى في تعزيز التحدث باللغة العربية الفصحى، فمع الاسف أصبح الطلاب يرون اللغة العامية بأنها هي التي تحتويهم، ويرون أيضاً أن اللغة العربية الفصحى وعاء ضيق، لكن هذا مفهوم غير صحيح؛ فاللغة العربية وعاء واسع جداً حتى مع وجود هذا الكم الهائل من التقدم والتكنولوجيا.
ومن الجميل أن المعلم عندما يعشق اللغة العربية، فإنه ينقل هذه الصبغة إلى طلابه؛ فتجد المعلم يتحدث باللغة العربية الفصحى في حصته، ويُشدد على التحدث بها ما أمكنه إلى ذلك سبيل، كما نجد بعض المسابقات الأدبية التي تنمي اللغة لدى الطلاب، ذلك بالإضافة إلى متابعة الطلاب في النادي الأدبي للقراءة، وما إلى ذلك مما له أثر عظيم.
ومن بعد دور الأسرة، والمدرسة، يأتي دور منابر الإعلام المختلفة أيضاً، ذلك بالإضافة إلى دور الجامعات والكليات، فهي عملية تشاركية، ومسؤولية جماعية.
ومن الجدير بالذكر كما وضحت المعلمة “أبو الرب” أنه يمكن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً للأعمار الصغيرة، كما فعلت بعض الدول العربية، تبنى بعض البرامج، التي تُطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ترسخ اللغة العربية في ذهن الأبناء الصغار، وتعزز من قدرتهم على النطق بها.
وأخيراً، فتؤكد المعلمة “نسرين” على أهمية أن نعتز بالهوية العربية، وباللغة العربية، كما أنه من المهم أن نبتعد عن اللغة العامية في تعاملاتنا اليومية، وهذه تعتبر مسؤولية الآباء والمعلمين جميعاً؛ وذلك من خلال الحرص على إظهار جماليات اللغة العربية؛ فمن لا يمتلك القدرة على التحدث باللغة العربية، تجده لا يمتلك تلك النظرة الشمولية والثاقبة في بقية لغات العالم، فاللغة العربية هي أم اللغات جميعاً، وكما قال الشاعر:
لغـةٌ إذا وقعـتْ عـلى أسماعِنا * * كانتْ لنا برداً على الأكبادِ