تتعدّد أنواع الريجيم التي أصبح يستخدمها الكثير من النّاس، مِنها النّافِع ومنها الضّار. ومن هذِه الأنظِمة الغِذائيّة هو نظام الكيتو دايت The Ketogenic Diet الذي يعتمِد على أكل نِسب عالية من الدّهون والغاء الكَربوهيدرات من الغِذاء تمامًا، فهل هذا صحيح ؟ ومتى ينصح الأطباء بإتباع هذا النظام وما أضراره علينا، اليكم المقال التالي.
ريجيم الكيتو دايت
قالت أخصائية التغذية “د. مريم جميل” أننا نعتمد في نظامنا الغذائي على ثلاث مجموعات رئيسية من الغذاء، وهي:
- مجموعة البروتين: ولها فوائِد كثيرة للجِسم، فهي تدخُل في بِناء الجِسْم وتكوين الأنسجة والهرمونات. فالبروتين يساهم بشكل كبير في بناء أجسامنا.
- مجموعة الدهون: الدهون تُعَد مصدر للطاقة ولكن اعتمادنا الكلي لا يكون عليه، وكذلك فهي تساعد في تطوير عمل الدماغ والأعصاب، كما أنها تساعد في امتصاص الفيتامينات (A, D , K, E).
- مجموعة الكربوهيدرات: ويكون اعتمادنا الكُلّي عليها لإمداد الجسم بالطاقة، فـ ٢٠٪ مما نأخذه من الكربوهيدرات يستخدمه الدماغ للعمل بصورة صحيحة.
وحسب التوصيات العالمية الصحية يجب أن يحتوي طعامنا يوميًا على البروتين والدهون والكربوهيدرات حتى يكون غذائنا صحي ومتوازن، فنسبة الكربوهيدرات بغذائنا اليومي يجب ان تكون من ٥٥-٦٥ ٪، أما الدهون تكون من ٢٠-٣٥ ٪، والبروتينات من ١٠-٣٥٪.
فالكيتو دايت يعمل على تغيير كل هذه المقاييس، ففي هذا النظام نقوم بإلغاء مجموعة الكربوهيدرات من غذائنا اليومي تمامًا، ونغير نسب الدهون والبروتين اليومية، فنأخذ الدهون بنسب تصل إلى ٧٠٪ من غذائنا اليومي وكل أنواع الدهون مسموح بها لكن يفضل أخذ الدهون الصحية في الغذاء، والبروتين يكون ٢٠٪ والكربوهيدرات فقط ٥٪ ويفضل أن تكون الكربوهيدرات الموجودة بالخضار فقط، فالجسم عادة يأخذ الكربوهيدرات من الجسم ويحولها إلى الجلوكوز كمادة للطاقة.
وعند الغاء الكربوهيدرات فنحن بذلك نجبر الجسم على أن يكون اعتماده على الدهون لإنتاج الطاقة، وبالتالي ينتج الجسم أجسام كيتونية تدعى كيتونز ومن هنا جاءت تسمية هذا الريجيم.
هل حمية الكيتو دايت صحيّة؟
الكيتو دايت لا يُعد نظام جديد، لكنه كان يستعمل عند الأطفال الذين يعانون من حالات الصرع، لأن هذا الدايت يقلل ويعالج نوبات الصرع، ومع العلاج أتضح أنه يعمل على نزول الوزن وأصبح يتم تعريفه كنظام غذائي للتقليل من الوزن، ولا يتم استخدام نظام كيتو دايت لجميع الحالات، فحالات معينة فقط هي من نصف لهم هذا النظام مثل حالات السمنة المفرطة أو حالات ثبات الوزن وهكذا.
فهناك أبحاث حذرت من استخدام هذا النظام لمن يعانون من الكوليسترول العالي والدهون الثلاثية وهناك ابحاث ذكرت أن الكيتو دايت يقلل من الكوليسترول الضار ويرفع من النافع، فثمة أبحاث كثيرة عن هذا النظام ولكل باحث وجهة نظره الخاصة، لكن للكيتو دايت اضرار معروفة مثل أنه يسبب جفاف البشرة لقلة الكربوهيدرات في الجسم.
لذلك من الضروري شرب كميات كبيرة من الماء لتعويض الماء المفقود في الجسم، وهذا يفسر خسارة الوزن الكبيرة في بداية النظام حيث يتخلص الجسم من الماء الموجود به كما ذكرت ” د. مريم” عن ذلك.
تأثير الكيتو دايت على المدى البعيد
وتابعت “د.جميل” ما زالت هناك أبحاث لدراسة تأثير الكيتو دايت على المدى البعيد، لذلك فنحن ننصح دائمًا بعدم عمل الكيتو دايت لمدة كبيرة بمعنى أن نستمر عليه لمدة ٦ أشهر كحد أقصى، طالما أنه مازالت هناك أبحاث لدراسة ذلك، وهنا أنصح دائمًا بعدم الالتزام بنظام غذائي طيلة العمر لكن تغيير نمط الحياة وجعله صحي أكثر هو أفضل نظام غذائي يمكن الالتزام به دائمًا.
فبعض الحالات لا يمكن لهم اتباع الكيتو دايت كالسيدات الذين يعانون من تكيس المبايض لحاجتهم الدائمة للأنسولين الذي يُفرز من الكربوهيدرات، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من حب الشباب في بشرتهم، وقد يسبب الكيتو دايت الإمساك أيضًا للتغيير الجذري الذي يحدث في الجسم نتيجة تغيير نظام الغذاء تمامًا.
اخترنا لك لتقرأهُ هُنا أيضًا
- كيف نحافظ على النظام الغذائي في أيام العيد
- طريقة إحتساب الحصص الغذائية بسهولة
- كيف تغير عاداتك الغذائية الخاطئة
- معتقدات غذائية خاطئة
متى يُمنع استخدام نظام الكيتو دايت؟
اختتمت ” د. مريم جميل” حديثها أنه يجب أن يمتنع الحوامل والمرضعات عن هذا النظام تمامًا، فالكيتو دايت يمنعنا من كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي تحتاجها الأم وجنينها والمرضعة كذلك، أيضًا الأطفال لا يمكن أن يتبعوا نظام الكيتو إلا للأطفال الذين يعانون من الصرع لأنه يستخدم كعلاج للصرع كما ذكرنا.
ويفضل للأطفال تغيير نظام حياتهم ليكون صحي كي يتعودوا على ذلك، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من السكر أو الغدة الدرقية يجب عليهم عدم اتباع الكيتو دايت لحاجتهم الدائمة للكربوهيدرات، ونذكر كذلك الأشخاص الذين تم استئصال مرارتهم لا يمكنهم اتباع هذا النظام لعدم وجود مكان يتم تخزين الدهون فيه فسيفرزها الكبد طبقًا لحاجته فقط وذلك سيكون جهد زائد على الكبد فسيسبب ذلك عسر هضم ومشاكل بالمعدة.