فتاة.. تسأل: أنا عمري الآن 21 سنة ومنذ عشر سنوات كانت بشرة وجهي دائما غير صافية ويظهر عليها حبوب حمراء وليست حب شباب، ذهبت إلى أطباء كثيرين ولكن الأدوية لم يكن لها فائدة وفى إحدى المرات ذهبت إلى طبيبة فوصفت لي مرهما به كورتيزون (ديبروساليك) وعندما وضعته على وجهي أصبحت بشرة وجهي صافية ونضرة، ففرحت جدا بهذا المرهم ولم أكن أعلم أن به كورتيزون ولا أفهم أيضا.
وعندما علمت بذلك وفهمت -علمت بعد أن وضعته على وجهي لمدة عامين كاملين وحزنت جدا عندما علمت بمضاره- بدأت رحلة أخرى في الذهاب إلى الأطباء لسحب الكورتيزون من وجهي ولكن بدون جدوى وأخيرا لجأت إلى الأشياء الطبيعية (عسل النحل- زيت الزيتون) وبدأت بشرتي تتحسن ولكن ليس تماما؛ فيوما تصبح صافية وأياما أخرى تصبح جافة وليست كلها لونا واحدا وعندما ينظر أحد إلى وجهي يعتقد أنني مريضة لعدم وجود نضارة في بشرتي.
فهل تساعدوني في أن تصبح بشرتي صافية وما هو الحل؟ أرجو الإفادة.
أما بالنسبة لشعري فأنا شعري جاف ولا يطول وفى يوم من الأيام أشارت عليّ إحدى قريباتي في أن أضع عليه (حنة فرد) لكي يصبح شعري لامعا وصحيا ولا توجد فيه كسرة (أي يصبح غير مجعد). وللأسف وضعت الحنة على شعري وأنا لا أعلم أضرارها وبعدما وضعتها بدأ شعري يتساقط بطريقة غريبة فذهبت إلى الأطباء للعلاج ولكن بدون فائدة.
وأنا الآن وضعتها على شعري منذ ثلاث سنوات، أي أن شعري يتساقط منذ ثلاث سنوات، وأصبح خفيفا ولا يطول ولو1سم فأنا خائفة جدا.. هل يرجع شعري كما كان ثقيلا وطويلا أم لا؟ وإذا وجد لديكم علاج فما هو؟
⇐ د. زين العابدين محمد «استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية» أجاب على السائلة؛ فقال: عزيزتي.. استشارتك انقسمت إلى شقين الأول يتعلق بالبشرة والثاني بالشعر وكلاهما يندرج تحت تخصص واحد هو الجلدية، وأبدأ بالرد على الشق الأول الخاص بالبشرة.
فمن خلال شرحك يبدو أنك كنت تعانين من حساسية جلدية على الوجه ولقد تم بحمد الله الشفاء منها بعد استعمال مرهم الكورتيزون الذي أقره لك الطبيب، ولكنك وطبيبك المعالج غفلتما عن شيء مهم جدا حيث كان من الواجب التعرف على مسببات الحساسية لتفاديها؛ حتى لو استدعى ذلك إجراء اختبار الحساسية وذلك أيضا لتفادي الاستمرار في استعمال مرهم الكورتيزون لفترات طويلة.
وبشكل عام فهناك مسببات كثيرة للحساسية فالوجه يتعرض بكثرة للمواد المحسسة وخاصة لدى الفتيات في مثل سنك ولدى النساء بصفه عامة، وهذه الأسباب يمكن تلخيصها في الآتي:
- كثرة استعمال مستحضرات التجميل وكريمات العناية بالبشرة وخاصة المحتوية على مادة “البرفين” والمواد البترولية.
- استخدام معجون أسنان يحتوي على مادة الفلورايد بنسبة عالية.
- التعرض لأشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة.
- ارتفاع معدل الهرمونات الأنثوية خاصة قبل حدوث الدورة الشهرية.
- حبوب منع الحمل.
- الاستعمال الخاطئ لمراهم تحتوي على مادة الكورتيزون التي تدخل في تركيب بعض مستحضرات التجميل.
وللتخلص من هذه الحساسية ينصح أولا بالابتعاد عن المسببات السالفة الذكر قدر الإمكان كما ننصحك باتباع الآتي:
- تفادي تناول التوابل والأطعمة الحارة حيث تعمل على اتساع الشعيرات الدموية وزيادة احمرار الوجه.
- تجنب العبث بمثل هذه الحبوب، ولا يجوز تغطيتها بلصقة الجروح أو بأي نوع من الأقنعة؛ إذ إن ذلك يزيد الوضع سوءا.
- تفادي أشعة الشمس قدر الإمكان ويفضل استعمال الكريمات الواقية من الأشعة فوق البنفسجية.
- يمكن الاستفادة من الإرشادات الموجهة لعلاج حب الشباب؛ إذ إن المعالجة تتم باستعمال نفس العقارات مع اتباع نفس التوجيهات بتفادي المركبات التي تتسبب في سد مسام الجلد، ويمكنك مطالعة الملف التالي عن حب الشباب للفائدة: حب الشباب.. علاجك حسب حالتك
- الشد العصبي.
- تفادي استخدام الدهون أو المركبات التي تتسبب في قفل مسام الجلد.
- عمل مزرعة لتحديد نوع الميكروب ونوع العلاج الخاص به.
أما عن مضار مرهم الكورتيزون بصفة عامة فإن من نعم الله الكبيرة على البشرية جمعاء أن اكتشف هذا العقار منذ أربعين عاما، وهو كان وما يزال العلاج الوحيد القاطع للحساسية الجلدية، وهناك ثلاث درجات من الفعالية لهذه العقارات، الخفيفة والمتوسطة والشديدة الفعالية، ولا يجوز استعمال المراهم القوية المفعول على الوجه أو الأعضاء التناسلية، وكذلك يحذر استعمالها لدى الأطفال لتفادي حدوث الآثار الجانبية نظرا لنسبة الامتصاص العالية لهذه المادة، لذلك فإنه لا يجوز استعمال مراهم الكورتيزون أيا كان نوعها دون استشارة طبيب مختص.
وعند استعمال مراهم الكورتيزون تحت إشراف الطبيب وبكثافة ولفترات طويلة –كما حدث معك- فإن ذلك يؤدي إلى ضعف الطبقات العليا وضعف الأنسجة الرابطة لخلايا الجلد وضمور الخلايا الدهنية، وكل ذلك يؤدي إلى ترهل البشرة وتجعيدها، مما يؤدي إلى مظهر الشيخوخة المبكر للجلد، وتصبح البشرة جافه وتفقد الكثير من نضارتها وتظهر بعض المناطق أكثر سوادا لاعتلال خلايا اللون والصبغة الملونة، خاصة عند التعرض لأشعة الشمس وتقلبات الطقس.
ورغم أن هذه المضاعفات قابلة للتراجع تلقائيا بدرجة كبيرة فإن هناك فرصة للمعالجة بالوسائل والعقارات المتاحة والمخصصة لإزالة التجاعيد عن طريق التقشير والشد، ومن أبسط هذه السبل هو استعمال كريمات الريتينويد التي تستخدم لمعالجة حب الشباب (تحت الإشراف الطبي الدقيق)، كذلك ينصح باستعمال الكريمات الواقية من الشمس مع استعمال المرطبات Moisturiners بعد الاستحمام أو بعد غسيل الوجه مباشرة لحفظ ما تبقى من جزيئات الماء داخل الجلد.
أما شكواك الثانية المتعلقة بتساقط الشعر بعد استعمالك (حنة الفرد) فهي شكوى متوقعة ونصيحة قريبتك –للأسف- لم تكن صائبة، حيث أن إجراءات الفرد تسبب الكثير من المتاعب وخاصة عندما تكون طبيعة الشعرة ضعيفة أو رقيقه فإن إجراء الفرد في هذه الحالة يؤدي إلى إضعافها ويزيد من رقتها.
فالشعرة تتكون من مادة الكيراتين الصلبة Keratin وهي مادة تراكمية غير حية مخلوطة بجزيئات بروتينية مرتبة في وضع هندسي متعرج يختلف من شخص إلى آخر وعند انهيار هذا الوضع الهندسي المتماسك عن طريق الفرد يتخلخل هذا البنيان المرصوص وتكون الشعرة عرضة للمؤثرات الخارجية مثل البكتريا والماء والدهون.
وبما أن الشعرة لا تتجدد إلا بعد سنين عديدة -أكثر من ثلاث سنوات- فإنه ما عليك إلا الصبر على ما حدث.. ولله في خلقه شئون.
وكل ما ننصحك به هو الاعتدال في غسل الشعر مع استعمال الشامبوهات المناسبة للشعر الجاف واستعمال مرطبات الشعر، ويمكنك الاطلاع على الملف التالي حول تساقط الشعر والعناية به لمزيد من الفائدة: تساقط الشعر نتيجة للاضطراب النفسي.. يزول تلقائياً
مع خالص أمنياتي لك ببشرة صافية نضرة وشعر صحي لامع.. وأرجو أن تتابعينا بأخبارك.