كثيرًا من الأمهات يعانون من موضوع الكذب عند الأطفال، ويخافون من كبر هذه المشكلة لدى أطفالهم، ويجد كثيرا من الأمهات يشتكون أن أطفالهم يحكون حكايات من وحي خيالهم ولا تمت للواقع بأي صلة، فهل هذا يعتبر كذب؟ وما أسبابه وكيف نقوم بحل هذه المشكلات لدى أطفالنا، هذا ما سنتحدث عنه في المقال التالي.
أسباب الكذب عند الأطفال
بدأ الباحث النفسي والاجتماعي، الدكتور أحمد مهودر، حديثه بأن الكذب يُعد من أهم المشاكل السلوكية عند الأطفال، وخاصة الأطفال الذين هم في بداية أعمارهم، وبالتالي عندما يتعودون على هذا النمط من السلوك يصبح ذلك اضطراب خطير لدى هؤلاء الأطفال في المستقبل، ويمكن أن يؤثر على مجمل نشاطهم، ومن أهم أسباب الكذب عند الطفل:
- العوامل الأسرية: التنشئة الأسرية التي يتلقاها الطفل داخل الأسرة، التي لربما قد تزرع سلوك الكذب لدى الأطفال دون الوعي لذلك، فلو كان أحد الأبوين يمارسون الكذب فبالتالي يمكن أن يقلد الطفل هذه السلوكيات.
وكذلك الإهمال والقسوة والخشونة في التعامل مع الطفل قد تؤدي إلى زعزعة ثقة الطفل في نفسه، حيث يكون ذلك صورة سلبية عن ذاته، فشعور الطفل بالقلق المستمر والخجل عند تفاعله مع الآخرين يجعل الطفل قد يلجأ إلى الكذب لتلميع صورته عن نفسه.
- جماعة الأقران (المدرسة والأصدقاء): إذا أساءت دائرة معارف الطفل التعامل معه وأشعرته بالنقص أو غيره، فسيعوض الطفل ذلك الشعور باللجوء إلى الكذب وسرد قصص وأشياء غير موجودة بالواقع.
تثقيف الطفل وتقويمه كي لا يكذب
يُشير علماء النفس أن الطفل عندما يُولد يكون كالصفحة البيضاء، والأهل هم من يكتبون ما يريدون في هذه الصفحة، فالطفل في أول عمره قبل سن المدرسة يتعامل مع العالم عن طريق أسرته في المنزل.
وبالتالي في بدايات الكذب عند الطفل يكون لا يقصد أن يكون كاذبًا، ففي كثير من الأحيان يحدث عند الأطفال التباس ما بين الواقع والخيال فنجدهم يُكررون القصص الخيالية ويعتبرونها واقع، وهذا ما يُعرف بالكذب التخيلي وهو يعطينا مؤشر على خصوبة خيال هذا الطفل.
وترتبط كذلك بمدى تطور قدرات هذا الطفل اللغوية، فهؤلاء الأطفال تكون لديهم قدرات لغوية تجعلهم يسردون روايات وحكايات من نسج خيالهم.
واقرأ هنا مُختاراتنا من أجلِك
- أهمية تعليم الطفل ثقافة الإعتذار
- تعديل سلوك الطفل إلى الأفضل دوماً
- الغيرة لدى الطفل… ما أسباب تلك المشكلة والسيطرة عليها
- كيف نتعامل مع التلميذ المشاغب في المدرسة
نصيحة للأهل
أختتم”د. مهودر” حديثه بأنه يقع دور كبير على عاتق الأسرة هنا لتأخذ بيد الطفل وتوجهه للطريق الصحيح وتقديم النصيحة له ليميز ما بين الواقع والخيال.
ويجب أن يبتعد الأهل عن توبيخ وعقاب الطفل او استخدام القسوة إذا ما أخطأ الطفل فقد يؤدي هذا إلى نتائج عكسية تجعل الطفل يكذب للخلاص من موقف ما، فالتعامل القائم على الحوار مع الأبناء هو التعامل الصحيح كي لا ندفع الطفل إلى طرق خاطئة بدون شعور منا بذلك، فمهمة الوالدين هنا خطيرة جدًا ويجب أن ينتبهوا إلى جميع تصرفاتهم لأن سنوات الطفل الأولى هي التي تحدد شخصياتهم في الرشد.