إن ظهور الكدمات أو البقع الزرقاء تحت الجِّلد لا تأتِي من فَراغ، حيثُ أن هُناك مُسبّبات كثيرة تؤدّي إلى ظهور هذه الكدمات أو هذه البقع، منها التّعرّض لضربة أو ضغطة على الجلد، وأيضاً قد تكون مؤشِّراً أو رِسَالة إنذار لمرض مُعيّن في جسم الإنسان، أو نتيجة تخثّر الدم، فضلاً عن أدوية تمييع الدم التي تساعد في ظهور هذه الكدمات أو تلك البقع الزرقاء تحت الجلد.
أنواع الكدمات التي يتعرض لها جلد الإنسان
ترى الدكتورة هالة الجابر “أخصائية أمراض جلدية” أن الكدمات هي عبارة عن تسرّب كميّة من الدم تحت الجلد تتسبب في ظهور بقعة لونها أحمر داكن أو زرقاء مائلة إلى اللون البنفسجي.
هناك أنواع من الكدمات كلها من حيث الحجم، حيث هناك الكدمة الأقل من ٢ أو ٣ ملم، وأخرى بين ٤ و١٠ملم، والثالثة أكبر من ١ سم، وهي التي نعتبرها كدمة يمكنها التأثير على جلد الإنسان.
كما سبق الذكر فإن الكدمة هي عبارة عن نزيف دموي تحت الجلد، وبآلية جسدية يرجع الجسم لينظّف هذا الدم الموجود، لذلك فإن لون الكدمة في بادئ الأمر يكون أحمر غامق أو بنفسجي أو أحمر كلون الدم، ولكن مع الوقت يتغير لون الدم ليصبح أزرق أو أسود، ثم تظهر الكدمة على شكل اللون الأصفر لأنه حينها تكون كمية كبيرة من الدم سُحبت من تحت الجلد، ثم تختفي الكدمة تماماً بعملية تنظيف آلية أو ذاتية من الجسم لذاته.
أسباب ظهور الكدمات أو البقع تحت الجلد
هناك أسباب شتّى للكدمات تحت جلد الإنسان، وبشكل عام فإن ظهور الكدمات يعتبر سببها:
- ضربات مختلفة كممارسة الرياضة العنيفة، السقوط، ضربة في الأثاث، أو نتيجة لبس الأحذية الضيقة، كما أن بعض الكدمات تظهر غالباً بشكل عفوي وهو ما نراه جلياً عند السّيدات الشابات على الأطراف السفلية لهن على وجه الخصوص.
- تظهر الكدمات أو البقع الزرقاء تحت الجلد أحياناً عند كبار السن بسبب رقة الجلد وهشاشة الأوعية خاصةً وأن كبار السن عادةً ما يأخذون مميعات الدم، ونرى هذه الكدمات على الذراعين واليدين بشكل خاص.
- يعتبر الأطفال معرضون للكدمات حول الأجفان واليدين بدرجة عالية مقارنةً بالكبار، كما أن هناك بعض الأطفال الذين يمسكون كوب الماء أثناء عملية الشرب بفمهم، مما يتسبب في ظهور بقع زرقاء حول الفم.
- هناك أسباب مرضية جدية قد تستدعي العلاج السّريع، ومن ثم يجب التفريق بين الكدمات وبعضها البعض خاصةً عند ظهور الكدمات كبيرة الحجم وغير المبررة أو ليس لها سبب محدد، أو إذا كانت الكدمة متكررة ومفاجئة، أو إذا كانت الكدمة مترافقة مع أعراض أخرى كالتعب أو ارتفاع الحرارة أو نزيف من أماكن أخرى كالأنف واللثة، أو عندما تكون الكدمة في أماكن غريبة كالوجه والبطن وهي أماكن يصعب الاصطدام فيها ويحدث الكدمة.
- تناول أدوية معينة خاصةً مميعات الدم مثل الأسبرين.
- أسباب وراثية وأمراض بعينها كأمراض الكبد ومرض الذئبة الحمامية.
- تناول أدوية الكورتيزون أو أدوية الأورام.
- وجود بعض الالتهابات في الجسم سواء الفيروسية أو الجرثومية والتي يمكن أن تتسبب في ظهور الكدمات تحت الجلد.
- نقص صفيحات الدم، حيث أن الدم به جهاز ذاتي طبيعي يعمل على توقف النزيف، وقوام هذه الجهاز هو صفيحات الدم، وحين تنقص هذه الصفيحات أو تنقص أحد العناصر الأخرى يمكن أن تحدث الكدمة.
- نقص فيتامين C في الجسم.
- اضطرابات الكبد الشديدة لأن الكبد ينتج مادة الفيبروجينين وهي مادة مهمة لتخثر الدم.
- الحمل.
- مرضى السكري، فضلاً عن وجود أسباب أخرى لظهور هذه الكدمات تحت الجلد.
السبب وراء ألم الكدمة للجسم
يعتبر السبب الرئيسي للكدمة هو نتيجة ضربة معيّنة في الجسم والتي أدت إلى نزيف الجسم، ومن ثم أدى ذلك إلى أذيّة بعض أنسجة الجسم، خاصةً إذا ترافقت الكدمة مع كسور معينة أو إصابات في العضلات، ومن ثم تكون الكدمة مؤلمة بدرجة أعلى، وعادةً ما تترافق مع تورم في المكان الذي حدثت فيه.
وختاماً، يجب الإشارة إلى أن الكدمات تشفى طبيعياً في جسم الإنسان في غضون أسبوعين أو ثلاثة حسب حجم الكدمة، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن يقوم بها المريض حتى يسرع الشّفاء من تلك الكدمة حيث يمكنه وضع كمادات باردة على مكان الكدمة في أول ٤٨ ساعة من ظهور الكدمة، مع إمكانية رفع الطرف المُصَاب قليلاً حتى يخف التورّم والألم في نفس الوقت.
بعد ٤٨ ساعة، يمكننا وضع كمادات ساخنة على مكان الكدمة حتى تتسع الأوعية الدموية ونسرع ارتشاف الكدمة، فضلاً عن إمكانية استعمال بعض الكريمات التي تحتوي على فيتامين K أو مادة الأرنيكا، وفي حال كانت الكدمة مترافقة مع تورم أو كسر أو إصابة شديدة في الأنسجة فيمكننا حينئذ إعطاء الشخص المصاب بعض المسكنات أو مضادات الالتهاب مثل البروفين أو البانادول.