تفاصيل الإستشارة: إنني أشكو من وجود فطريات في اللسان وهذا ما وصفه لي الأطباء، مجرد فطريات، وهي بيضاء اللون. ولكن بعد فترة من الزمن ازدادت حالتي وبدأت تظهر لي حبوب حمراء اللون في المنطقة الوسطى إلى خلف اللسان، حبوب حمراء وسط فطريات بيضاء، وأعاني منها منذ أكثر من 6 شهور. أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجـابة
تقول د. أماني فوزي لاشين -إخصائية طب وجراحة الفم والأسنان-: الأخ الكريم.. قبل أن أجيب على استفسارك حول فطريات اللسان أرى أنه من الأولى أن أجيب عليك فيما هو أهم وهو ما لاحظته في بياناتك من عادات سيئة ومحرمة شرعاً ألا وهي تناول الكحول والتدخين، وظني أنك تحتاج هنا لوقفة مع ربك وتذكر قوله ﷻ: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ…﴾. فقل معنا يا أخي: بلى، آنَ يا رب….
فلماذا يا أخي تصر على هذه المعصية وأنت تعلم ما تجلبه لك من ضرر بيّن، والأهم من هذا أن تعلم أن شارب الخمر ملعون مطرود من رحمة الله ﷻ كما روي في حديث المصطفى ﷺ: “لعن الله الخمر، عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها…”. أوهانت عليك رحمة ربك بك؟!
إننا ندعوك إلى أن تعود إلى ربك وتتطهر من هذه المعصية، وتحافظ على صلاتك، وتكثر من الاستغفار، والدعاء، عسى الله أن يغفر لك.
قال ﷻ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
مع خالص دعائنا أن يوفقك الله للتوبة، وأن يتقبل توبتك، ويجعلك من الصالحين الفائزين.
وهذه أخي الكريم بعض الاستشارات التي ستفيدك إن شاء الله في محاولة التخلص من تلك العادات السيئة.. أكرمك الله وهداك:
وعن فطريات اللسان عزيزي فبداية لا يمكننا أن نبرّئ تلك العادات التي تمارسها من تدخين وشرب الكحوليات من كونه سبب وجود مثل هذه الفطريات، فمن الممكن جداً أن تكون هي السبب المباشر لهذه الفطريات حيث يؤدي شرب الكحوليات إلى التهابات في الخلايا الحسية للسان التي تعرف باسم [Papilli] أي الحلمات، وهذه المجموعة من الخلايا تُعدُّ من أشد الخلايا حساسية في جسم الإنسان، وتختلف هذه الخلايا في أنواعها وأشكالها.
وما ننصحك به الآن عزيزي هو عمل صورة دم كاملة للتأكد من عدم وجود أي أمراض خاصة بالدم؛ حيث إن أعراضها تظهر على اللسان واللثة بشكل واضح فإن تأكدت سلامة الدم من أي من هذه الأمراض بإذن الله ففي هذه الحالة ننصحك بالذهاب إلى طبيب الأسنان لعمل مسحة من اللسان لمعرفة نوع الفطر ووصف المضاد الحيوي الذي يناسبه.
يمكنك مطالعة المقترحات التالية لمزيد من الفائدة:
مع أطيب الدعاء لك بحياة سعيدة أنت وأسرتك في ظل طاعة الله ورعايته.