جرت العادة لدينا أن العديد منا.. يتمنى ويحلم بالحصول على كل ما هو جميل ومميز في هذه الحياة، وهذا حق مشروع لأي إنسان.. وعندما يحزن أحدهم أو ينقصه شيء يتساءل: ماذا لو…؟ ويكمل كل شخص عليها بحسب ما يرغب.. لذا نسمع من كل شخص يقول: ماذا لو لدي قصر؟ ماذا لو أمتلك سيارة فاخرة أحدث موديل؟ وماذا لو أعيش في بلد فيه كل المميزات؟.. ماذا لو أكون حاكما أو ذا منصب رفيع؟.. والبعض يصل به التمني لدرجة جنونية عندما يتمنى: ماذا لو لدي والدان غير والدي؟ ويبني من خلالهما ما يتمنى أن يكونا عليه.
وآخرون يقولون ماذا لو.. ولـو.
في المقابل لم نسمع شخصا ينطق هذه الكلمة ويكمل عليها: ماذا لو كنت فاقد الحواس؟ ماذا لو كنت يتيما؟ ماذا لو ولدت وأنا بصحة غير جيدة؟ ماذا لو كنت أقل ماديا مما أنا عليه؟ ماذا لو افتقدت أهم حواسي؟.. ماذا لو لم يكن لدي سيارة؟ ماذا لو لم أكن أعرف القراءة أو الكتابة؟ ماذا لو ولو.. العديد من الأمور السيئة التي لا أحد يتمناها والتي أبعدها الله ﷻ عنه، بالطبع لا أحد ينطقها لأن الجميع لا يقبل إلا بكل ما هو مميز وخير.
جميل أن يتمنى الشخص كل ما هو جميل، وكما ذكرت فذلك حق مشروع لأي إنسان، ولكن الأجمل أنه عندما يتمنى الشيء المميز والأفضل يسعى له بالصبر والجد والاجتهاد لا بالنوم والكسل.
فمثلما يقال: لا تؤخذ الدنيا بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. فيا ليت الجميع يوفق أثناء جده وعمله ويرضى بكل ما يحصل عليه من تعب ولا يعترض على ما يرزقه إياه الله رب العالمين، ويعلم أن الكمال لله وحده، ومهما حصل لن يصل إلى الكمال، وكما يقول إخواننا المصريون «يا بني آدم لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش».
فليرض بما حصل عليه ويكون قنوعا لأن القناعة كنز لا يفنى، ويكتفي بالنظر للعديد من الأمور والنعم التي رزقه إياها الله رب العالمين، وينظر لمن هم أقل منه ودونه ليقدر ما هو فيه، مرددا مع نفسه ماذا لو يفتقد أبسط ما يمتلك كهاتفه أو ساعته، ولكن لا تكثروا من لو.. فلو تفتح عمل الشيطان.
وهنا نقرأ سويًا: الناس الطيبة نعمة.. لكن!