القاضي عياض: إمام الحديث والمؤرخ

القاضي عياض: إمام الحديث والمؤرخ

هو أبو الفضل عياض بن موسى ابن عياض الأندلسي، والسبتي المالكي، الإمام الحافظ، وهو إمام الحديث في عصره، وأعرف الناس بعلومه، وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم ولد بسبتة، وتعلم على يد شيوخ بلده، وأشتهر بالذكاء والفهم.

رحل إلى الأندلس سنة 1113م في طلب العلم، وطاف بحواضر الأندلس التي كانت تفخر بشيوخها وأعلامها في الفقه والحديث فنزل قرطبة، وأخذ عن شيوخها المعروفين مثل: ابن عتاب وابن الحاج، وابن رشد وأبي الحسين بن سراج وغيرهم، ثم رحل إلى مرسية سنة 1114م.

اجتهد القاضي عياض في لقاء كبار العلماء والأخذ عنهم، عاد إلى “سبتة” غزير العلم جامعًا معارف واسعة؛ فاتجهت إليه الأنظار والتف حوله طلاب العلم وطلاب الفتوى، ثم تقلد منصب القضاء، وظل في منصبه ستة عشر عاما، كان موضع تقدير الناس وإجلالهم، ثم تولى قضاء “غرناطة” سنة 1136م، وأقام بها مدة، ثم عاد إلى “سبتة” مرة أخرى ليتولى قضاءها سنة 1144م.

كانت حياة القاضي عياض موزعة بين القضاء والإقراء والتأليف، غير أن الذي أذاع شهرته، وخلد ذكره، هو مصنفاته التي بواته مكانة رفيعة بين كبار الأئمة في تاريخ الإسلام والتي تشهد على سعة العلم، وإتقان الحفظ وجودة الفكر، والتبحر في فنون مختلفة من العلم، ومنها الشفا بتعريف حقوق المصطفى، مشارق الأنوار على صحاح الآثار، اكمال المعلم.

وكان القاضي عياض في علم الحديث فذا في الحفظ والرواية والدراية، عارفا بطرقه، حافظاً لرجاله، بصيرا بحالهم؛ ولكي ينال هذه المكانة المرموقة كان سعيه الحثيث في سماع الحديث من رجاله المعروفين والرحلة في طلبه، حتى تحقق له من الضبط والإتقان ما لم يتحقق إلا للجهابذة من المحدثين.

توفي القاضي عياض في مراكش، ودفن بها سنة 544 هـ الموافق 1149م

أضف تعليق

error: