تفاصيل الاستشارة: أنا في البداية أود التوضيح عن نفسي أنني الحمد لله من أسرة معروفه ومرموقة وأنا والحمد لله ناجح ومحبوب ومحترم جدًّا من قبل الجميع، أنا أدرس في سنتي الخامسة في كلية الطب البشري.
مشكلتي ابتدأت منذ المرحلة الابتدائية، حيث كان عندي حب شديد لأقدام الفتيات، ولم أكن أعلم سببه، حيث كنت أحلم وأنا في تلك المرحلة بتقبيل أقدامهن وبتعلق شديد بالنظر إليها دون أن أعلم السبب، ومع مرور الوقت ومروري بمرحلة البلوغ تحول هذا التعلق إلى شهوة جنسية شديدة جدًّا، وتطورت إلى شهوة شديدة بأن يتم سحقي تحت الأقدام، وكلما كان الذل أكبر كانت المتعة أكبر.
أنا قد علمت أن هذا طبيًّا يُسمى بالفيتيشيه، ولكن ما لم أعلمه هل هذا الانحراف الجنسي يعتبر طبيعيًّا أم أنه بحاجة لعلاج؟ وأنا مستعد لتقبله بكل شجاعة، فأنا أعلم أن هذا ابتلاء من الله ﷻ، وأنا والله حامد شاكر والحمد لله، ولكن أصبح عمري 24 عامًا وأنا مقبل على الزواج قريبًا هل أنا مريض أم لا؟ هل يجب أن أخبر من أنوي الارتباط بها بمشكلتي قبل الزواج أم لا؟
أنا أشعر أني مختلف عن الآخرين، ولكني مستعد لتقبل نفسي إذا تقبلتني شريكة حياتي. أفيدوني أفادكم الله ماذا يجب أن أفعل؟ أنا عندي الشجاعة لتقبل كل رأي، المهم أن أكون قد أخذت بالأسباب، ولكم جزيل الشكر.
⇐ د. عمرو أبو خليل «أخصائي الطب النفسي» أجاب السائل؛ فقال: حسن منك يا أخي العزيز أنك على استعداد لتقبل تشخيص حالتك الذي ستكتشفه أنت بنفسك فهذا أمر يدعم العلاج كثيرا خاصة فيما يتعلق بعلاج الأمراض النفسية.
ودعني أبدأ في ردي عليك بسؤال وهو: متى يكون السلوك الجنسي منحرفًا؟ هذا هو السؤال الهام في مشكلتك، والذي إذا أدركته معنا استطعت تقييم حالتك؛ فسلوك الفرد الجنسي يتنوع ويتعدد بتنوع وتعدد البشر، ولكن متى يتحول إلى مشكلة تحتاج إلى تدخل؟ عندما يغلب نوع معين من السلوك بحيث يطغى على العلاقة الجنسية العادية التي يعرفها البشر بين الرجل والمرأة والتي توافق عليها الأديان والشرائع والفطرة السليمة.
ما ترجمة هذا الكلام العام على حالتك الخاصة.. أن تكون قدم المرأة هي أكثر أعضاء المرأة إثارة لك بأي صورة.. فهذا سلوك جنسي عادي بشرط أن تكون هذه الإثارة هي مدخلك إلى العملية الجنسية العادية.. أي أنك بعد إثارتك بالقدم تكمل العملية الجنسية بصورة طبيعية ويحدث الإيلاج في مكانه العادي ويحدث الوصول للمتعة والقذف بصورة عادية، هذا بالنسبة للمتزوج.
وبالنسبة للأعزب مثل حالك.. فإن رؤيته أو تخيله للقدم بما يؤدي لإثارته ووصوله للاستمناء فإن الخيال المكمّل والموصّل للاستمناء يكون بتخيل جماع عادي يؤدي للوصول لقمة الإثارة والقذف أيضًا.. أي أن الممارسة الجنسية سواء على مستوى الخيال أو الفعل تكون ممارسة كاملة يصبح فيها التعلق بالأقدام مصدر الإثارة أو جزءًا من مقدمات الجماع الذي تؤدي إليه.
أما إذا كان الشخص يحصل على متعته فقط من الأقدام (رؤية أو تقبيلا أو شما…) ولا يستطيع إكمال العملية الجنسية ويكتفي بهذه الإثارة للوصول إلى قمة المتعة أو القذف والإنزال، فنحن هنا بصدد انحراف جنسي يسمى “فاتا شيزم – الفيتشية – Fetishism”، ويحتاج إلى علاج نفسي؛ لأنه يمنع الإنسان من الوصول إلى الممارسة السليمة. وهو انحراف؛ لأنه لا يؤدي إلى الغرض الذي خلق أو وضع الله من أجله الجنس في الإنسان، وهو استمرار النوع الإنساني وتكاثره من خلال الإيلاج الطبيعي؛ لأن المتعة الجنسية طريق لمهمة سامية وهي عمارة الأرض وخلافة الله، ولا يصح أن تصبح هدفًا في ذاتها يحصل عليه الإنسان بأي صورة.
ويكون العلاج النفسي من خلال ما نسميه بالعلاج السلوكي بتحويل العادة الجنسية الشاذة إلى طريقها السليم مرة أخرى.. وبهذا التوضيح تستطيع أنت الحكم على نفسك هل أنت من النوع الأول الطبيعي أم لا؟
وبالتالي إذا كنت من النوع الأول فلن تكون معك مشكلة مع زوجتك؛ لأنها ستعتبر هذا ما يرضيك من المداعبة والملاعبة طالما أنك ستكمل جماعك معها بطريقة طبيعية.. وأما إذا كنت من النوع الثاني فستحتاج إلى العرض على الطبيب النفسي للعلاج قبل الزواج.
مع خالص دعواتي لك بالصحة والسعادة وأرجو أن تتابعنا بأخبارك.