يُعد الفن التشكيلي عبارة عن تحويل بعض المشاعر والأفكار إلى لوحات عن طريق استخدام ألوان أو مجموعة أدوات مختلفة، لنترجم من خلالها بعض التعابير الجميلة. هذا الفن ليس فناً مستحدثاً، ولكنه على الرغم من ذلك يمتاز بالتطور يوماً بعد يوم لأنه في أساسه يعتمد على الإبداع من قبل الفنان التشكيلي ذاته.
الفن التشكيلي
ذكرت الفنانة التشكيلية عائشة الشامسي أن الفن التشكيلي هو الفن الذي يعبر فيه الفنان عن أفكاره ومشاعره بمنظور بصري، وهناك البعض ممن يعبرون عن مشاعرهم وأفكارهم عن طريق الكلام والكتابة، ولكن الفنان التشكيلي يعبر عن تلك الأفكار بشكل لوحة بصرية وبطريقة فنية بحيث أن أي شخص يرى هذه اللوحة يتعرف على الفكرة التي يود الفنان التشكيلي توصيلها إلينا.
أما عن الأعمال التي أقوم بها فإنها تتماشى مع الأهداف التي ترمي لها الدولة كاليوم الوطني، أو اليوم العالمي، أو يوم المرأة الإماراتية.
على سبيل المثال، هناك لوحة قمت فيها باستخدام ماء الذهب والمرتعشة والرموش الصناعية حتى أبرز فيها المرأة الإماراتية، فضلاً عن لوحة الدلة التي حاولت فيها رسم الدلة لأن القهوة هي من الأشياء الأساسية عندنا في دولة الإمارات.
هل من الطبيعي ألا يفهم المتلقي ما يعنيه الفنان التشكيلي في لوحته التشكيلية؟
تعتمد فكرة فهم المتلقي للوحة التشكيلية من عدمه بناءً على الفنان نفسه، حيث يود بعض الفنانون التشكيليون ألا تُفهم لوحاتهم بطريقة سهلة ويجعلون المتلقي يبحث في نفسه عن الهدف المراد من الفنان التشكيلي ومن لوحته، ولكنني بشكل خاص أفضل أن تكون لوحاتي واضحة للجمهور وأفكارها بارزة لهم.
بالنسبة لي، إنني أحبذ الرسم كأحد الطرق المعبرة عن فني التشكيلي، كما أنني طورت نفسي فيها كثيراً، ولكن على الجانب الآخر ليس لديَّ مشكلة في تعلم فنون أخرى كالنحت وغيره، لذلك فإنني جربت من قبل الرسم على الجدار والرسم على جذع النخلة لأبرز جمالية الجذع بالرسم.
لعلّه يُفيدك أن تعرف أهم برامج الجرافيك لكل مصمم
هل قمتً بدراسة الفن التشكيلي أم هو موهبة من الله؟
قمت بدارسة الفن التشكيلي ومارسته وتدربت عليه مع الأستاذة سامية صالح، كما كنت أحتاج إلى الرسم كشيء يمكنني أفرغ فيها طاقتي من ضغوطات الدراسة، ومن ثم تواصلت مع الأستاذة سامية صالح التي شجعتني على أن أستمر في هذا المجال وأطور من نفسي بشكل أكبر.
تابعت “الشامسي”: شاركت من قبل أيضاً في بعض المعارض قبل الجامعة وبعدها، كما شاركت في الدورة الثالثة لمعرض اتحاد الإماراتيين ، ومعرض ألوان ثقافية مع مركز أبو ظبي الثقافي، كما شاركت في معرض مع فريق إمارات الفنون، وهو فريق مكون من مجموعة من الفنانين من مختلف الجنسيات كل منهم يُظهر الفن بطريقته الخاصة، كما شاركت في النحت والخط العربي وفن الديجيتال، فضلاً عن مشاركتي بعد الجامعة في صنع أكبر لوحة الفسيفساء باستخدام لف الورق، واستطعنا الدخول بها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
كيف يمكن للاطلاع على معارض فنية مختلفة أن يساعدك؟
هذا الشيء يمكن أن يعطيني أفكار أكثر، كما أن حضور أو الاطلاع على معارض فنية عدة يجعلني أعرض لوحاتي بطريقة أكثر حرفية، لذلك فإنه مع كثرة المعارض الفنية في إمارة الشارقة أتشجع بدرجة أكبر على الرسم وعلى ممارسة فني التشكيلي.
علاوةً على ذلك، إنني أرسم باستخدام الألوان الذاتية، والسكين، ولدينا في الجامعة مرسم نتدرب فيه على الرسم، كما أن هناك مجموعة من الطالبات المبدعات اللاتي يحصلن على دعم وافر من الجامعة لممارسة هذا الفن الإبداعي.
كطالبة في الجماعة، أشعر بأن الوقت مهم كثيراً بالنسبة لي، ومن ثم أحاول دائماً تنظيم وقتي بحيث أجعل بعض الوقت للرسم وبعضاً آخر مخصص للدراسة، وأحياناً إذا كان في الجامعة بعضاً من أوقات الفراغ، فإنني أحاول أن أنتهي من عملي لأعود إلى المنزل وأمارس هوايتي.
وهنا تتعرّف على أهم لوحات سلفادور دالي – فان جوخ.
كم تأخذ اللوحة الفنية من الوقت لإنجازها؟
إنني أقوم بالأعمال التي أنوي العمل فيها على حسب الوقت المتاح لي، فإذا كان لدي دراسة فمن الممكن أن أرسم لوحة واحدة على فترات متباعدة، كما أن هناك لوحات فنية استعراضية يمكنني الانتهاء منها في يوم واحد خاصةً اللوحات العاجلة.
وختاماً، بدأت مؤخراً تعلم كيفية الرسم على الرمل وطريقة الرسم على الجذع والقهوة، لذلك فإننا نقوم بعمل ورشات فنية للصغار حتى نشجعهم على ممارسة الفن التشكيلي بأنواعه المختلفة، وهو ما يؤثر علينا إيجاباً في نفس الوقت نحن الكبار في السن، وبشكل خاص، أود أن أشارك في معارض مختلفة في الدولة وخارجها، وأن أرى فنانون مختلفي الجنسيات لأتعلم منهم الكثير عن هذا الفن الواسع.