في مثل هذه الأيام من كل عام وتحديدا في الـ (14) من فبراير تبدأ المواقع الإلكترونية في بث رسائل عن الاحتفال بـ (الفلانتين Valentine) أو (عيد الحب Valentine’s Day)، فينساق خلف مثل هذه الدعوات عدد من الشباب من الجنسين، وتبدأ محال الهدايا بتوشح اللون الأحمر، ولو عدنا بالذاكرة إلى سنوات ماضية لوجدنا أن مثل هذه الدعوات والأيام والأعياد غير موجودة أو معروفة بالنسبة إلينا.. وعن ظاهرة عيد (الفلانتين) تحدث إلى “الصحافة” بعض المهتمين من الدعاة، وأنكروا وجود هذا العيد بين أبناء المسلمين.
عيد وثني
في البداية يرى الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع الداعية المعروف أن ما يسمى “عيد الحب”، هو عيد وثني ويجب على المسلمين ألا يقفوا أو يلتفتوا له، لأن لدينا في ديننا من الأعياد ما يغنينا ويكفينا، واستغرب الشايع من كون أعداد من شباب المسلمين يحتفلون بهذا العيد، مؤكدا أن له ارتباطا وثيقا بعقيدة النصارى، وهم – أعني النصارى – متخبطون في نسبته هل هو من إرثهم، أو من إرث الرومان الذين كان لهم من الآلهة ما يشتهون، فجعلوا للحب إلها على طريقتهم في الاعتداد بآلهة أخرى، كما لهم من الآلهة المزعومة للنور وللظلماء وللنبات وللأمطار وللبحار وللأنهار وهكذا.
عادات المحتفلين
وأوضح الشايع أن هناك عددا من المظاهر التي يتعاطاها الكفار في الاحتفال بالعيد المذكور – عيد الحب – مثل تأثرهم في لباسهم وما يتهادونه في ذلك اليوم من بطاقات، وبطاقات زهور، وورود باللون الأحمر الذي يرمز عندهم إلى مسلك منحرف محدد، له صلته بالفحش، وهكذا الشأن في الحلوى والكعك، وما يوضع عليها من مواد غذائية كل ذلك باللون الأحمر، ومن المظاهر الاحتفالية لديهم، الكتابة على البطاقات بعبارات الغرام والهيام بين الشباب والفتيات، وكذا شراء تمثال أو دمية حمراء تمثل حيوان (الدب)، وقد رسم عليه ما يمثل القلب، وكلمات الحب، ثم يباع بأسعار باهظة ليقدم كهدية ترمز للحب!!.
وربط الشايع بين انتشار هذه المظاهر وتفشيها في عدد من بلاد الإسلام، وبين ما تقوم به كثير من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وخاصة الفضائيات، من الدعاية لهذا المسلك بأساليب متعددة، حتى انطلى الأمر على البسطاء من الناس، ممن لا يملكون من الوعي الثقافي ما يحصنهم ضد هذه المسالك العوجاء، وخاصة الطلاب والطالبات في التعليم العام والعالي.
انتبهوا ياشباب
ووجه الشايع حديثه إلى الشباب، حيث قال: «إنكم تحتفلون بهذا اليوم – لحاجة في نفوسكم، ولكن الذي أظنه بكم بما عندكم من فطرة توحيدكم لله تعالى، إنكم لو علمتم الخلفية الدينية لهذا الاحتفال وما فيه من رموز الابتداع أو الشرك بالله، والتظاهر بأن معه إلها آخر – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – لأدركتم فداحة خطئكم وشناعة توجهكم وتأثركم».
انتبهوا لملابس أبنائكم
ومما قرره أهل العلم: أنه لا يجوز للمسلم أن يقبل أي إهداء أو طعام صنع لمناسبة عيد من أعياد الكفار، ولهذا فإن من المتعين على الآباء والأمهات أن يلاحظوا هذا الأمر على أولادهم، وخاصة إذا رأوا من بناتهم تخصيص اللباس الأحمر في ذلك اليوم (البلايز) والجاكيت والجوارب والأحذية، وهكذا لو طلبوا منهم شراء الورود والبطاقات الخاصة بذلك اليوم، فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع.
عتب على التجار
ووجه الشايع عتبه إلى التجار وقال: “نعتب عتبا كبيرا على من يتاجر من المسلمين برموز الاحتفالات بأعياد الكفار باستيرادها أو تصنيعها، كالذين يتاجرون بالزهور وتوفيرها في ذلك اليوم على صفة مخصوصة، أو أصحاب محال الألعاب وتغليف الهدايا”، وأضاف: “ببيعهم ما يساعد على الاحتفال بأعياد الكفار، ويتخذ ذريعة إليها، لا ريب أنه من التعاون على الإثم والعدوان والمشاركة في نشر عقائد الكفار، وبحمد الله فإن لهم سعة وفسحة في غير ما يتخذ للاحتفال بأعياد الكفار لو أرادوا ذلك”.
الحب بمفهومه الصحيح
من جهة أخرى تحدث الشيخ محمد المباركي عن مفهوم الحب في الإسلام، مؤكدا أن الإسلام بمفهومه الشامل يصحح كثيرا من المفاهيم التي قد تكون مغلوطة عند البعض، ومن تلك المفاهيم مفهوم الحب الذي يكاد يكون مختزلا عند الكثير في العلاقة بين الجنسين، في الوقت الذي تناول فيه القرآن والسنة هذا المفهوم ليشمل جوانب كثيرة، كحب الله وحب رسوله وحب الأنبياء والملائكة والعمل الصالح وحب الزوجة والأبناء.
وأضاف: “كان تصحيح الإسلام لهذا المفهوم هو العلاج النافع لمتطلبات المجتمع وعلاقات أفراده، ولعلي أتحدث عن المفهوم الواسع لهذا المعنى والذي أساسه تفضل الخالق على المخلوق حتى كان ذلك الحب له لازما من لوازم نجاة العبد من عقوبة الدنيا والآخرة، فذكر الله سبحانه للفظة الحب في القرآن في مواضع كثيرة تعدت 80 موضعا فيها دلالة لبيان وتصحيح المفهوم العام، وهو التذلل والخضوع والطاعة والانقياد له ﷻ وعدم الرضا في مشاركته في هذا المفهوم” واستشهد المباركي بقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّه أَنْدَادا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّه وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّا لِلَّه”) وقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه).
إنكار عيد الحب
وأنكر المباركي ما يسمى بـ (عيد الحب) أو (الفلانتين) وهو الحب المستورد عن الكفار، والعيد الذي ما أنزل الله به من سلطان.
صور للحب
وتحدث الشيخ محمد المباركي عن الحب في اللغة والذي معناه الصفاء، وأن كل علاقة تخرج عن هذا السياج النقي هي في الحقيقة ليست حبا حقيقيا. وختم حديثه عن الحب المذموم وعيد الحب ملخصا إياه في العلاقات العاطفية التي تتولد من طرق غير شرعية، وإنما مسارها إلى طريق مظلم وأنها ليست حبا حقيقيا، فحقيقة الحب النقي الصافي لها مسار استقراري إما بالزواج بين الجنسين وإما باستدامة الأخوة في الله والبعد عن المصالح المنتهية، وذلك لا يعرف عيدا أو يوما مخصصا في السنة.