تعتبر العين من أهم الأعضاء الهامة والحساسة في جسم الإنسان وهناك كثير من الناس ممن يختلط عليهم الأمر بين مرض المياه البيضاء والمياه الزرقاء ويعتقدون أنهم مرض واحد وعدم الاهتمام تجاههما قد ينتج عنه مضافعات خطيرة على العين.
الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء
قالت “د. فاطمة أحمد فكري” استشاري طب العين والمياه الزرقاء. تعتبر المياه البيضاء هي مرض يحدث بتغير لون عدسة العين وتفقد شفافيتها فيبدأ المريض أن يشعر بقلة في حدة الإبصار عنده أو يتعرض لما يسمى بغباش العين ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق عملية جراحية بسيطة وهي احدى العمليات التي تتم يومياً في العالم ويتم زرع عدسة صناعية مكانها وبعدها يستعيد المريض نظره بصورة طبيعية.
أما مرض المياه الزرقاء فهو مرض مختلف تماماً عن مرض المياه البيضاء وهو مرض يصيب العصب البصري للعين نتيجة لارتفاع ضغط العين الداخلي مما يؤدي إلى تلف تدريجي في العصب البصري ويؤدي كذلك إلى انحسار أو النظرة المحيطية للمجال البصري وفي حالة عدم علاجه في فترة مبكرة يمكن أن يؤدي إلى العمى لا قدر الله.
ما هي أسباب مرض المياه الزرقاء؟ وكيف يتم تشخيصه؟
كما سبق الذكر فإن أهم أسباب مرض المياه الزرقاء هو ارتفاع ضغط العين حيث تفرز العين بصورة مستمرة السائل المائي داخل العين ويتم تصريفه عن طريق النواة الدقيقة في مكان يسمى زاوية العين وأي خلل بين التصريف والإفراز يؤدي إلى تجمع السوائل داخل العين مما يضغط على العين وبالتالي يؤدي إلى التلف التدريجي.
وتابعت الدكتورة “فاطمة فكري” هناك أسباب عدة لارتفاع ضغط العين أهمها الالتهابات المتكررة للعين واستعمال قطرات العين التي تحتوي على الكورتيزون لفترات طويلة بدون أي إشراف طبي كما أن الحالات المتقدمة من المياه البيضاء واعتلال السكري قد تؤدي إلى مرض المياه الزرقاء بجانب انسداد الشبكية والانفصال الشبكي للعين أو أية إصابات للعين قد تؤدي أيضاَ إلى التعرض لمرض المياه الزرقاء.
ما هي الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض؟
هناك عوامل خطورة تزيد من احتمالية الإصابة بمرض المياه الزرقاء خاصة عند متقدمي السن أو من لديهم تاريخ عائلي من هذا المرض أو من يعانون من عيوب انكسارية معينة في العين مثل طول النظر وقصر النظر الشديد بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى مثل الالتهابات وغيرها.
أما عن علاج مرض المياه الزرقاء ففي البداية يجدر الإشارة إلى أن التلف الذي يحدث في العصب البصري لا يمكن علاجه ومن ثم يكون الهدف من العلاج هو الحفاظ على ما هو متبقي من العصب البصري حتى لا يزيد هذا التلف في المستقبل.
إلى جانب ذلك، هناك بعض العلاجات الأخرى التي نستعملها وهي القطرات التي تخفف من المياه أو القطرات التي تساعد على تصريف السائل المائي من العين كما يمكن تناول بعض الحبوب الدوائية التي تُعطى لفترات معينة ولحالات أخرى معينة من حالات المياه الزرقاء.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن علاج مرض المياه الزرقاء عن طريث الليزر الذي يساعد في تحسين الإنتاج أو تخفيف التصريف كما يمكننا اللجوء إلى الجراحة في نهاية المطاف حيث يمكننا زرع صمام يساعد على تصريف العين.
أما عن المياه البيضاء فهي تعتبر من العمليات البسيطة وهناك تطور مستمر في إجراء هذه العملية في هذه الآونة.
الإجراءات التي يجب على مريض المياه الزرقاء اتباعها بعد العملية
للحفاظ على سلامة العين بعد إجراء أية عمليات جراحية يجب على المريض اتباع كافة تعليمات الطبيب المعالج والمواظبة على المتابعة الدورية واستعمال القطرات بالطريقة التي يوصفها الطبيب لأن العلاج في النهاية يستهدف تحسين التصريف داخل العين.
وأردفت” فاطمة” يمكننا القول أن مرض المياه البيضاء قد نتعرض له بصورة طبيعية مع تقدم العمر ويمكن الوقاية منه عن طريق لبس النظارات الشمسية لحماية العين من أشعة الشمس وعدم استعمال القطرات والأدوية دون فحص طبي، أما مرض المياه الزرقاء فاللوقاية منه نحتاج إلى المتابعة مع طبيب العيون بعد سن الأربعين وكذلك الناس الذين لديهم مشاكل عائلية ووراثية لهذا المرض.
بالإضافة إلى ذلك، يجب من وقت لآخر فحص حدة الإبصار لتحديد ما إذا كان هنالك عيوب انكسارية أم لا مع قياس ضغط العين بصورة مستمرة وفحص العصب البصري وشبكية العين والمجال البصري الذي قد يتعرض للتغيرات التي تشير إلى وجود مشاكل في المياه الزرقاء.
وأخيراً، هناك بعض الحالات الأقل من 40 عاماً والتي قد تصاب بمرض المياه الزرقاء مثل الجلوكوما الخلقية التي يولد بها الشخص ويجب تشخيصها بصورة صحيحة حيث يظهر ذلك المرض على الطفل ونلاحظ كبر في حجم وقرنية العين مع تغير في لون العين ويعاني حينئذ من حساسية شديدة في الضوء وتعتبر الجراحة هي الحل الوحيد لعلاج هذه الحالة عند الطفل الصغير.
أما عن بعض الأمراض التي يتأثر بها مرض المياه الزرقاء فهي ارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها من الأمراض.