في عالم أمن المنازل والشركات -المتطور باستمرار- يطرح العديد من أصحاب هذه الأماكن والكيانات تساؤلات حول أفضل أنواع كاميرات المراقبة التي تلبي احتياجاتهم. هنا يمكن أن نقول أنه يبرز لاعبان رئيسيان في هذا المجال: كاميرات المراقبة الرقمية (IP) وكاميرات المراقبة عالية الدقة التناظرية (HD). وهذا يجعل وقت الاختيار والشراء والدَّفع كابوسًا.
فما رأيكم أن نتعمق -بعض الشَّيء- في كيفية عمل كل منهما لنحدد الخيار الأنسب لك.
كاميرات المراقبة الرقمية (IP): الحل الحديث ذو المزايا المتعددة
تعتبر كاميرات المراقبة الرقمية (IP) هي الحل الأكثر تطورًا في عالم المراقبة الأمنية. حيثُ تعمل هذه الكاميرات عن طريق تحويل الإشارات المرئية إلى بيانات رقمية، ثم نقلها عبر شبكة الإنترنت. وهذا يعني إمكانية الوصول إلى اللقطات المسجلة وعرضها مباشرة من أي جهاز متصل بالإنترنت، سواء كان هاتفًا ذكيًا أو جهاز كمبيوتر لوحيًا أو حاسوبًا مكتبيًا.
هذه ميزة رائِعة ومتطورة جدًا؛ أليس كذلك؟
ما مزايا كاميرات IP؟
تتميز كاميرات IP بالعديد من المزايا التي تجعلها الخيار الأفضل للمستخدمين من أصحاب المنازل والشركات على حد سواء:
- جودة صورة فائقة: على عكس كاميرات المراقبة التناظرية التي تقدم صورًا أقل وضوحًا، تلتقط كاميرات IP تفاصيل دقيقة مثل الوجوه والملابس ولوحات -أرقام- السيارات. وهذا يوفر دقة أكبر في تحديد هوية الأشخاص والتعرف عليهم عند الحاجة.
- تخزين مرن وملائم: توفر كاميرات IP خيارات متعددة لتخزين اللقطات المسجلة. فيُمكنك اختيار تخزينها على بطاقة microSD محلية أو الاستفادة من خدمات التخزين السحابي؛ حيثُ تتيح لك خدمات السحابي الوصول إلى اللقطات حتى في حالة سرقة الكاميرا أو تلف جهاز التسجيل الخاص بها «وسوف نكتب مقالاً -إن شاء الله ﷻ- حول هذه الميزة تفصيلا».
- سهولة التركيب والاستخدام: عادةً ما تكون كاميرات IP لاسلكية أو تتصل بكابل إيثرنت، مما يسهل عملية التركيب بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إدارة هذه الكاميرات وتعديل إعداداتها عن بعد من خلال تطبيق مخصص على الهاتف الذكي، مما يوفر عليك الوقت والجهد.
- مزايا إضافية: تتمتع كاميرات IP بالعديد من المزايا الإضافية التي لا تتوفر في كاميرات المراقبة التناظرية، مثل الرؤية الليلية المحسنة، والكشف عن الحركة، وإمكانية التزويد بمكبرات صوت وسماعات لتتيح لك التواصل ثنائي الاتجاه مع أي شخص بالقرب من الكاميرا.
واقرأ أيضًا: ما الفرق بين كاميرات المراقبة الداخلية والخارجية؟
كاميرات المراقبة عالية الدقة التناظرية (HD): خيار تقليدي بسعر مناسب
بالرغم من ظهور كاميرات IP، لا تزال كاميرات المراقبة عالية الدقة التناظرية (HD) متوفرة في الأسواق. حيثُ تعتمد تقنية هذه الكاميرات على إرسال إشارات فيديو تماثلية إلى جهاز تسجيل فيديو رقمي (DVR) يقوم بتحويلها إلى بيانات رقمية ومن ثم تخزينها.
هذه أمور عفا عليها الزمن، أليس كذلك؟ خاصَّة بعد أن قرأنا -أعلاه- عن امتيازات ومميزات ومزايا كاميرات الـIP.
عيوب كاميرات الـHD
وعلى الرغم من كونها أرخص سعرًا في بعض الأحيان، إلا أن كاميرات المراقبة التناظرية لديها بعض القيود التي تجعلها أقل جاذبية للمستخدمين العصريين:
- جودة صورة أقل: تقدم كاميرات المراقبة التناظرية صورًا أقل وضوحًا بالمقارنة مع كاميرات IP، مما يحد من قدرتها على التقاط التفاصيل المهمة.
- صعوبة أكبر في التركيب والاستخدام: تتطلب كاميرات المراقبة التناظرية توصيلا مباشرًا بجهاز DVR باستخدام كابلات خاصة، مما يجعل عملية التركيب أكثر تعقيدًا. كما أن إدارة هذه الكاميرات وتعديل إعداداتها يتطلب عادةً وصلًا مباشرًا بجهاز DVR أو شاشة عرض مخصصة.
- خيارات تخزين محدودة: تعتمد كاميرات المراقبة التناظرية على جهاز DVR لتخزين اللقطات، مما يحد من سعة التخزين المتاحة ويستلزم ترقية جهاز DVR أو استبداله بشكل دوري حسب الحاجة.
- قابلية أقل للتوسعة: وهذا يحد من قُدرتك على استخلاص أكبر وأفضل ما يمكنك من كاميراتك حال أردت ذلك.
هذا يرجّح كفَّة كاميرات الـIP
أعتقد أنه بعض المقارنة السابقة، فلا مجال للتكهّن بأحقيَّة الشراء؛ فكاميرات الآي بي هي الأمثل بالطَّبع.
لكن تمهَّل؛ فهناك مزايا قد لا يريدها البعض ويظن أنها أكبر مما ينشده ويريده، ويستطيع أن يجعل مكانه آمنًا تمامًا بكاميرات الـIP. ولذلك؛ ندعوك أن تتمهَّل وتقرأ المزايا والعيوب المذكورة أدناه بتمهُّل وتمعّن ثانية، وتحدد ما تريد وما لا تريد.
الخلاصة
كاميرات المراقبة HD باتت من الزمن الغابر للبعض، فهي لا تلبي احتياجاتهم وترضي تطلعاتهم التي ينشدونها في عالم المراقبة والأمن وحِفظ الممتلكات والشؤون الخاصة بهم؛ وهذا ما يجدونه بالفِعل مع كاميرات الـIP. لكنها أيضًا -أي كاميرات الـHD- تعتبر حلا ميسورًا لمن يريد تنفيذ المهمة بأقل تكلفة، لوا يسعى لنَيْل كل المزايا التي تقدمها كاميرات الـIP، ويستطيع أن يتعايش ويتماشى ويحقق النتائج بكاميرات الإتش دي؛ فلهُ ذلك. باختصار؛ الآن الكرة في ملعبك في حرية الاختيار بناءً على ما تعرَّفت عليه من مزايا وعيوب كُلا من النَّوعين.