هل تختلف تربية الفتاة عن الصبي؟
تقول المعالجة النفسية “نتالي ديب”: أنه لا يوجد اختلاف فعلي بين طريقة تربية البنات، وطريقة تربية الأولاد؛ فهذا يعتبر أمر مرفوض تماماً، فمبادئ وقوانين التربية الصحية السليمة تعتبر واحدة في كلا الحالتين، وكذلك بالنسبة للحقوق والواجبات، لكن في مجتمعنا العربي أصبح هناك تفرقة واضحة جداً في طريقة التربية خاصةً عند الذكور؛ حيث منذ الصغر لا يُسمح للأطفال الذكور بالتعبير عن مشاعرهم، ونواحي ضعفهم، كذلك غير مسموح لهم بأن يبكوا مهما كان حجم مشاكلهم أو آلامهم.
فأصبح الصبي لا يستطيع أن يعبر إلا عن أفكاره فقط، مما أدى إلى صناعة أباء لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم لأطفالهم، على عكس الأمهات، بالإضافة إلى التعامل مع الصبي على كونه شخص قوي، ومسؤول منذ الطفولة، وبالتالي قد يخلق ذلك بعض الصفات السلبية في شخصية الطفل الذكر مثل أن يصبح شخص متنمر، متكبر، عنيد، قاسي، ومتمرد أيضاً.
ومن ناحية أخرى يتم التعامل مع الأنثى منذ الطفولة على كونها كائن ضعيف الشخصية غير قادر على الاعتماد على نفسه، ذلك بالإضافة إلى كونها شخص رقيق، هش، ناعم، وعاطفي أيضاً.
لذلك فلا يجب أبداً أن نفرق بين الأطفال الأولاد (الذكور)، والبنات (الإناث) من حيث المعاملة، حتى يتم بناء شخصيات مجتمعية سوية قادرة على تحمل المسؤولية، والتعامل بأريحية دون خجل، أو خوف من التعبير عن المشاعر والآراء كذلك؛ حيث أن إلقاء المسؤولية على الذكر على الدوام، وجعل الفتاة وكأنها لابد لها من سند تعتمد عليه حيث لا تستطيع الاعتماد على نفسها أسلوب غير تربوي تماماً.
ومن أبرز أساليب التربية الخاطئة، هو إظهار الخوف الزائد على الأنثى، لكن جعل الذكر حر طليق يفعل ما يشاء وقتما يشاء؛ فقد يسلك الطفل الذكر طريق غير صحيح تماماً، مثل أن يتجه لتناول المخدرات، والكحول، وغيرها من الطرق المؤذية والتي قد تدمر حياته كلياً؛ لذلك فلابد من الموازنة في التربية بين الإناث والذكور من ناحية الخوف عليهم، فكلاً منهما مُعرض للخطر بشكل أو بآخر كما أكدت “ناتالي”، وبنفس الطريقة أيضاً.
وأخيراً، فتنصح “ناتالي” بأن يتم معاملة الأطفال الذكور والإناث بنفس الطريقة التربوية ذاتها، ففي النهاية الخطأ خطأ، والصواب صواب، سواء صدر ذلك من ذكر، أم من أنثى.
لذلك فلابد من محاسبة ومكافئة الأثنين بنفس الطريقة، حتى في الالعاب التي يستخدمها الأطفال، إذا فضل طفل ذكر أن يلعب بألعاب أنثوية، فلابد وأن يُترك حتى يختبر بنفسه ويجرب ويختار، والعكس صحيح؛ فأحياناً تفضل بعض الإناث ممارسة رياضة معينة، مثل رياضة كرة القدم، فلا يوجد مانع أبداً في ذلك، بل من المفروض أن يكون لكلاً منهما حرية التجربة، والاختيار في جميع مراحلها العمرية.