كثير من قُرَّاءنا وزوَّارنا الأكارِم يسأل عن الفرق بين المضاربة والمقامرة، لا سيما في سوق الأسهم، لذلك سنعرض في مقالنا هذا أهم الفروق بين المضاربة والمقامرة، وهذه يمكن إجمالها في ستة فروق:
- الفرق الأول: أن المضاربة يكون القصد الأصل فيها الاستثمار في أعمال الشركات ونشاطاتها الاقتصادية، وهذا لا يكون إلا بعد دراسة علمية لواقع الشركة ومعطياتها الاقتصادية، وهو ما يسمى بدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، وهذا يسبق عادة قرار الاستثمار في أي شركة أو في أي أسهم. لكن المقامرة هي شراء الأسهم بقصد بيعها دون وعي وإدراك لواقع الشركة ومعطياتها الاقتصادية في الغالب؛ إنما يتطلع المقامر إلى البيع السريع للحصول على الربح الفاحش، ومن ثم قد يحصل العكس وهو الخسارة الفادحة.
- الفرق الثاني: أن المضاربة في الغالب تكون مصحوبة بالطمأنينة لأنها مبنية على شيء علمي، على حين المقامرة تكون مصحوبة بالتوتر والقلق الدائم والاكتئاب.
- الاختلاف الثالث: أن المضاربة عمل اقتصادي منظم، لكن المقامرة قائمة على التخبط والجهالة، وكل ما هنالك هو التخمين والتنبؤ بمستقبل مجهول.
- الفرق الرابع: أن المضاربة يكون تقلب السوق في الغالب بسيطًا تبعًا أو تابعًا للعرض والطلب، لكن المقامرة تقلُّب السوق المالي بسببها كبير ومفاجئ، لأنه لا يخضع لعوامل العرض والطلب بل يخضع لعوامل أخرى مفتعلة قد تفتعلها المنصات فتقوم بالإغلاق.
- الفرق الخامس: أن المضاربة في الغالب تكون بمال زائد عن حاجة الأشخاص وهي مظهر من مظاهر الغِنى، على حين أن المقامرة تؤدي إلى التضحية بالأموال والحاجات الأساسية كبيع ذهب الأهل وبيت السكن وغير ذلك من الحاجات الضرورية للشخص.
- الاختلاف السادس والأخير: أن المخاطرة في المغامرة في المضاربة بسيطة ومضمونة لأنها مبنية على دراسة، بينما المخاطرة في المقامرة فاحشة وكبيرة وغير مضمونة، ومن ثم فهي مبنية على الغرر المحض، والغرر المحض مُفسد للمعاوضات المالية.
هذه كانت أهم الفروق والاختلافات بين المضاربة والمقامرة، ومن ثَم من خلالها تستطيع أن تعرف هل أنت مضارب أم مقامر!