فيما يتعلق مصطلحات التربية فإن الأهل قد يلجأون إلى الشدة في تعاملهم وتربيتهم للأطفال بجانب الحزم في بعض الحالات كما أن هناك العديد من الأهالي ممن لا يعرفون الطريقة المُثلى لتربية الأطفال.
تابعت “روام أبو عزام” يعتبر الحزم في تربية الأبناء مهارة في حد ذاتها من حيث القدرة على تمكين الطفل أو الابن على اتباع القواعد والقوانين دون أن نفقد علاقة الود والمودة بيننا وبينه ودون أن نفقد واجبنا نحن الأهل في وضع الضوابط والقوانين المنظمة لعلاقتنا بين أبنائنا، لذلك فإن الآباء يبتعدون قدر الإمكان عن العصبية والانفعال أمام الطفل وهو ما نقوم به عادةً عندما يقوم الطفل بعد اتباع الضوابط التي رسمناها له ومن ثم ينتج عن ذلك تربية طفل جبان وعصبي في نفس الوقت، لذلك يمكننا القول أن الشدة هي أداة من أدوات التربية التي نستخدمها والتي تسهل علينا الكثير من طرق التعامل مع أولادنا.
هل تعتبر الشدة مع أبنائنا شيئاً طبيعياً؟
قالت “د. روان أبو عزام” خبيرة تربوية. يجدر الإشارة إلى أن مُسمى الحزم هو التمسك بالرأي ولكن الشدة هي ما نرى فيه القليل من القسوة والقوة والكراهية تجاه الطفل، لذلك يجب أن نبقي على علاقة المودة والحب بيننا وبين أطفالنا.
وأردفت “روان” يعتبر الشخص الحازم أدرى بالظروف التي تحيطه ونتيجة حزمه توصل الطفل للطريق السليم ولكن الشدة قد لا توصل الطفل لهذا الطريق السليم وهو ما قد يتذكره الكثير منا عند الكبر نتيجة التوصل إلى نتائجه السلبية فيما بعد.
كيف يمكننا التحلي بصفة الحزم بعيداً عن الشدة؟
على سبيل المثال، عندما نرى الابن يشاهد التلفاز في أوقات الدراسة ومن ثم يقوم الأب أو الأم بوضع الضوابط للطفل والإرشادات التي تحتم عليه ضرورة ترك مشاهدة التلفاز للتفرغ للمذاكرة ولكن الطفل قد لا يستجيب ومن ثم يتعصب الأب أو الأم ويلجأون للأسلوب الاستفزازي العصبي وهو ما قد لا يأتي بنتيجة مع الطفل.
على الجانب الآخر، يمكن للأهل اللجوء إلى طريقة الحزم عند التعامل مع أبنائهم في مثل هذه المواقف وهو ما يتطلب منهم الهدوء والثقة والتركيز والوضوح فقد يمكن للأهل طلب ترك الطفل لمشاهدة التلفاز في التو والحين ولكن بصورة أكثر هدوءاً دون الصياح والعصبية ومع الوقت سيفهم الطفل نفسياً وداخلياً أن هذا الوقت غير مخصص لمشاهدة التلفاز وإنما هو مخصص فقط للمذاكرة.
كيف يمكن للأم التصرف مع طفلها عند فشل طريقة الحزم معه؟
كما سبق الذكر فإن الحزم يعتبر مهارة عالية في حد ذاتها كما يجب علينا الاعتقاد في أنفسنا أن الآباء هم من يربون أبنائهم وليس العكس وبالتالي فإنه لابد لهم أن يمتلكون كافة الوسائل والأدوات التي تمكنهم من طاعة أبنائهم لهم وقد ينجح الأهل في ذلك مع تكرار المواقف مع الابن والتصميم على الرأي بعد توجيهه أكثر من مرة وإرشاده لتنفيذ الضوابط التي نبغي منه تنفيذها.
وأضافت “روان” يجب أن تركز الأم على هدفها المرجو من الطفل تنفيذه دون أن تترك الطفل ليجرها إلى سلوكيات أخرى خارجة عن الموقف محط النقاش أو محط الخلاف بيننا وبين طفلنا ومع التعويد فإن الطفل حتماً سيطيع إرشادات الأهل بكل سهولة.
إلى جانب ذلك، تعتبر الشدة في العادة هي نتيجة انفعال معين ولا نعي ما نقول تجاه الشخص الذي نختلف معه مع وجود علاقة غير جيدة بين الطرفين، لذلك يجب أن يكون الحزم بعيداً عن العقاب والتهديد والكره إلخ إلخ.. حتى يأتي الحزم بثماره تجاه الأطفال على وجه الخصوص.
كيف يتم التفرقة بين الشدة النابعة من مشاكلنا وليس من تصرفات الطفل؟
عندما نقدم على تربية الطفل على سلوك ما نرى فيه أن هذا هو ما سيحقق مصلحة الطفل فلا يجب علينا ألا ننفعل على الطفل في مثل هذه المواقف لأنه كما سبق الذكر ستكون النتيجة غير جيدة وإنما يجب التنسيق المسبق فيما يخص تربية الطفل والتي تُبنى في الأساس على الحب والعلاقة الجيدة بين الآباء والأبناء بعيداً عن العصبية التي نراها عند العديد من الأشخاص.
وأخيراً، يمكننا القول أنه من الواجب علينا اختيار الوقت والمكان المناسبين لتطبيق أسلوب الحزم على الطفل دون أن يكون هذا الأسلوب عصبي أو أمام الأشخاص الآخرين.