تقول الدكتورة أمل الصمادي “استشارية الأشعة التشخيصية وتصوير الثدي”، تكمن أهمية عمل الفحوصات الدورية للثدي في الكشف المبكر عن سرطان الثدي وهو أعلى نسبة سرطان تصيب المرأة في العالم أجمع كما أن أخر إحصائية في الأردن رصدت 900 حالة جديدة لسرطان الثدي، وبالكشف المبكر تزيد نسبة الشفاء إلى أكثر من 90%. لذا ننصح جميع السيدات والآنسات بإجراء عدة فحوصات وهي:
1. الفحص الذاتي: وهو الفحص الذي تقوم به السيدة بنفسها في منزلها ويجب إتباعه منذ بداية سن العشرين ويكون مرة واحدة كل شهر ويفضل أن يكون بعد انتهاء الدورة الشهرية ما بين اليوم السابع واليوم العشر من بداية الدورة الشهرية، وفي حالة السيدة الحامل أو التي وصلت إلى سن الأمل أي أنها لا تكون عندها الدورة الشهرية فيجب تحديد يوم ثابت من كل شهر لإجراء هذا الفحص، أما السيدة المرضعة فيجب عليها أيضا الاهتمام بإجراء هذا الفحص ويفضل إفراغ الثديين من الحليب قبل البدء بالفحص.
2. الفحص السريري: وهو الفحص الذي تقوم به السيدة عند زيارة طبيبها ويتم باستخدام جهاز الألتراساوند وينصح به أيضا مع بداية سن العشرين وإجرائه مرة سنويا.
ما هي الأعراض والعلامات التي إذا وجدتها السيدة لزم عليها زيارة الطبيب فوراً؟
غير مطلوب من السيدة أن تصبح طبيبة ولكنها يجب أن تكون على دراية كافية بحجم وكثافة ثديها حتى تستطيع ملاحظة أي تغيير به، والفحص المنزلي (أحد طرق الفحوصات الدورية للثدي) ينقسم إلى جزئين:
الجزء الأول: يكون بالنظر أمام المرآة وتعطى السيدة تعليمات بكيفية مراقبة الثديين من حيث الشكل ومراقبة الحلمة وملاحظة أي تغيير في لون الجلد.
الجزء الثاني: يكون باللمس حيث تضع راحة يديها وتلمس كل جزء بثديها حتى تلحظ وجود أي تكتلات وعند نهاية الفحص أيضاً تضع يدها تحت الإبط للتأكد من عدم وجود أي عقد ليمفاوية قد كبر حجمها. كما ينبغي على السيدة الضغط على الحلمة للتأكد من عدم وجود أي إفرازات.
ولكن يبقى أهم فحص هو الفحص الشعاعي المقصود به الماموجرام وهو الذي يثبت عدم وجود أي سرطان بالثدي. وينصح بإتباعه من بداية سن الأربعين إلا أننا قد نلجأ إلية قبل هذا العمر إذا وجد تاريخ وراثي للإصابة بالأورام خصوصا إذا كانوا أقارب من الدرجة الأولى.
وبسؤاله، لماذا يجب أن يكون الجزم من وجود سرطان عن طريق الفحص بالماموجرام والألتراساوند سويا، فقال الطبيبة، الألتراساوند لا تغني عن الماموجرام ووحدة الماموجرام يستطيع توضيح وجود تكلسات أو بداية تكلسات في الثدي لا يستطيع رصدها الألتراساوند، لكن في بعض الحالات نجد أن السيدة تعاني من أكياس بسيطة أو عندها بعض التوسع في القنوات اللبنية أو يكون ثدي المرأة مكتظ أو ممتلئ بعض الشيء فنحتاج إلى الفحص بالألتراساوند لتأكيد مصداقية الماموجرام.
وقطعاً ليس أي تغيير يطرأ على ثدي المرأة يعني الاصابة بالسرطان، ويجب أن نعلم جيدا أن 80% من أورام الثدي تكون أورام حميدة.
بماذا تنصحي السيدات اللاتي يخشون إجراء الفحص خوفا من النتيجة؟
نواجه هذه المشكلة كثيرا في مجتمعنا في حين أن السيدة في المجتمع الأوربي تخطط لإجراء الفحص من بداية العام ولا تتردد أبدا. لذا يجب بدل من خوفهم من النتائج معرفة أن الكشف المبكر عن ورم الثدي يرفع نسبة الشفاء إلى أكثر من 96% كما أنه حال الكشف المبكر تكون خطوات العلاج أقل وأسهل بكثير من الحالات المتقدمة وهذا يعطيها الفرصة لتقليل معاناتها ومعاناة أسرتها أثناء العلاج، ويجب أن تضع السيدة في اعتبارها أن نسبة أصابتها هي فقط 10% وأن هناك 90% من السيدات يؤكد الفحص أنها سليمة مما يعطيها الحافز التشجيعي للالتزام بالفحص فيما بعد.