افتقد الطفل طوال العقد أو أكثر، الأعمال والبرامج التي تحاكيه بشكل رئيسي، حيث يفتقر الطفل إلى مخاطبته والاقتراب من عالمه، وذلك من خلال انعدام البرامج والأعمال- لاسيما المسلسلات- التي تلامس مجتمع البراءة، المنتجون مهتمون، ولكن بما ليس له علاقة كلية بالطفولة.. المنتجون متحمسون ولكن لكل ما ينفر الصغار عن الشاشة من خلال الأعمال الدرامية التي قد تخدش هذه البراءة، وتجعلها تميل إلى العنف بدلا من الابتكار وتنمية المواهب.
طفل قالها بصوت مكبوت: «محد يسمعنا.. عشان حنا صغار».
إلى كل منتج حمل على عاتقه رسالة سامية يقدمها إلى هذا المجتمع، ينبغي أن يسمع صوت الطفل، وليس كذلك فحسب، بل عليه أن يجعل من الطفل عنصرا فعالا يشارك بأفكاره ويطرح وجهة نظره فيما يريده من أعمال، نشعر بالأسى عندما نشاهد أطفالنا يتسمرون أمام الأعمال المدبلجة التي لا تحاكي ذهنيتهم ولا تتفاعل مع وجدانهم بالصورة السلوكية البريئة التي تواكب المرحلة العمرية التي يعيشون فيها.
هذه الأعمال لا تجيب عن تساؤلاتهم بل تزيد الأمور تعقيدا، وتزيد الفجوة بين الطفل والنظام التربوي الذي يعيش فيه على الاتساع، لابد من فرض قرار رسمي على القنوات بإيجاد حيز في ساعات بثها للأطفال أبناء اليوم رجال الغد، حتى لو لم تكن هذه الأعمال ذات ربحية عالية ولا يبحث عنها المعلن الذي يسير برامجنا فإن فرضها بالقوة سيدفع القنوات لتغيير النظرة ولو كان ذلك على استحياء.
بقلم: حمد فرحان
وهنا نقرأ سويًا: مقال عن دور الأسرة في رعاية الأطفال
كما؛ ندعوكم للاطلاع على: كيف يؤثر الأطفال في الحياة الزوجية وتأثير الخلافات الزوجية عليهم