مثلما أن البحث في الحياة الشخصية للناس، وتتبع العورات من سمات مجتمع متخلف يقتات على «تقطيع الجلود»، فإن الانشغال بالذات عن عيوب خلق الله وعثراتهم من سجايا النبلاء الذين يدركون ماهية الإنسان ورقيه.
وعندما يكون إظهار المشاعر مقترنا بالمواقف العاطفية، ويحتاج إلى زلزال كي يحكي عن نفسه، عوضا عن كونه تلقائيا، فالإنسان هنا، يعاني جفافا عاطفيا يلقي بويلاته في مواقف مؤلمة.
وهو ما يذكرنا بحال العلاقة الغامضة التي تربط الفتاة بأسرتها في مجتمعنا، فكثيرا ما تكون هشة ومبنية على مفاهيم سلطوية من قبل الإخوة الذكور حتى لو كان الأمر متعلقا بالأخت الأكبر سنا.
وقليلا ما نجد اهتماما بحال تلك العلاقة، وتعتبر «تحصيل حاصل»، فمتى آخر مرة فكرت بأختك على أنها أنثى لا ترتقي لدرجة الملائكية، لها احتياجات، ويمكنها أن تخطئ ولها أن تقف بجانبها؟ فأنت الوحيد، صاحب كتف يمكنها أن تتكئ عليها دون الخوف من غدر السقوط.
وبعض المظاهر خادعة، ويمكن أن توحي بعكس الوضع القائم، إلا أن الحوار يكشف لنا المسافة الفعلية التي تفصلنا عن الفتاة، وأننا لا نعرف عنها الكثير، كونها لا تشعر بنا، ولا تعتقد أننا نهتم بها، دون أن يكون خوفنا عليها ومنها، مسيطرا على الوضع، فتعبيرنا عن الحب غامض وقاسٍ، تترجمه هي على أنه تسلط وكراهية.
وكيف نلومها عندما تبحث عن التفهم والحب خارج الأسرة، إن كنا لا نملك بعض المهارات لتبنيها واحتوائها، من منا يعرف مواهب أخته، وهواياتها، وجراحها؟ من منا يقدر وجود موهوبة في بيته لا تستطيع أن تريه بعض إبداعها لأنها لا تثق به؟
على سبيل المثال، هل رأيتم كاتبات المنتديات والمدونات الإلكترونية؟ هل لمستم حد الذهول مما يمكن أن تقدمه الفتاة السعودية في أغلب المجالات «الأسرة، الأدب، الرسم، الموسيقى، التصميم.. وغيرها»؟
من تلكم الفتيات؟ إنهن ابنتي وابنتك وأخواتنا وقريباتنا، وجدن في الإنترنت وحياة الأشباح بديلا يقرؤهن ويمنح عقولهن فرصة الكلام.
بقلم: أمل بنت فهد