” المرأة عدوة المرأة” هي عبارة تُرددها الكثير من السيدات، والغيرة بين السيدات بعضهن البعض من أهم أسباب هذه المقولة.
فهل مجتمعاتنا العربية الذكورية سببًا للغيرة بين السيدات؟ أم أن التربية لها علاقة بشكل مباشر بذلك، وما هي أهم أسباب الغيرة بين سيدات المجتمع، وكيف يُمكننا التخلص منها، هذا ما سنتناوله بإيضاح في مقالتنا الآتية.
هل المرأة عدوة المرأة أم سندها؟
في قضايا حقوق الإنسان أكبر وأهم قضية هي قضية المساوة بين الرجل والمرأة كما بدأت حديثها أخصائية علم الاجتماع “د. فادية الإبراهيم”، فمنذ بدء البشرية والمرأة تسعى للمساوة مع الرجل وتحسين وضعها وظروفها المعيشية والتعليمية والعملية.
وشعار ” المرأة عدوة المرأة” قد أطلق عندما جاءت الحركات النسائية للنهوض بالمرأة وتغيير القوانين لصالح المرأة، إلا أنه تم اكتشاف أن عدد كبير من النساء لا يبذلن جهد لتغيير واقع المرأة وراضخات للأفكار الأبوية في مجتماعاتهم، ومن هنا جاءت مقولة : “أن المرأة عدوة المرأة”.
وكذلك فالمرأة أحيانًا قد تكون عدوة نفسها إذا لم تفكر بشكل صحيح ولم تتصرف بأسلوب جيد، فالمرأة دائمًا بحاجة إلى أن تُثقف نفسها وتطور من نفسها، أما إذا وقفت عند حدود محددة فهي تصبح عدوة نفسها.
لماذا نرى في مجتمعاتنا غيرة بين النساء؟
الغيرة موجودة بين النساء والرجال، لكنها تكثر بين النساء وذلك لأسباب لها علاقة بالتربية والتنشئة، فهناك ما يسمى بالكيد النسوي وهو موروث من قديم الأزل فزوجة الامبراطور نابليون كانت لديها حفلة في القصر وعرفت اثناء الحفل أن احدى النساء ترتدي فستان أخضر فقامت بتغيير بلاط قاعة الاحتفال باللون الأزرق لتضييع فرحة المرأة بفستانها الأخضر.
فالكيد النسوي تاريخي وقديم، والغيرة موجودة بين النساء لكنها قد تكون ايجابية إذا أُستثمرت بشكل صحيح وقد تكون سيئة وقاتلة، فالغيرة في الحياة العملية في حدود المعقول والتنافس الشريف هي غيرة ايجابية أما الغيرة في الحياة الاجتماعية سيئة جدًا ولها تفاصيل وحيثيات كثيرة يصعب السيطرة عليها كما ورد على لسان “د. فادية”.
سبب غيرة بعض النساء من بعضهن البعض
الغيرة مرتبطة ارتباط كبير بنفسية وشخصية الشخص المصاب بها، ويظهر ذلك منذ الطفولة فهناك ما يدعى بـ ” الحسد الأخوي” في علم النفس.
فإذا كان الأطفال يغرن من بعضهم البعض يظهر ذلك منذ الطفولة، وأسباب ذلك عادة غير واضحة لكنها يمكن أن تكون بسبب تمييز الأهل لطفل عن آخر.
فالبيئة والتربية تُشكل 90% من تكوين شخصياتنا، فإذا تربى الشخص في أسرة تشجع على العمل الجماعي والتعاون وحب الآخرين وكذلك القناعة، فللبيئة كبير الأثر في التأثير على شخصية الشخص وزرع التربية فيه.
دور الأسرة والمجتمع في التغيير من الشخص الغيور
للحد من مشكلة الغيرة عند الطفل يجب البعد تمامًا عن المقارنات بين الشخص وغيره، فالمقارنات تخلق نوع من النظرة للآخرين وذلك يولد نوع من الكراهية، فيجب على الأسرة تعزيز الثقة بالنفس عند الطفل.
فأغلب الشخصيات التي نجد لديها غيرة أو حسد وكراهية من الآخرين هم أشخاص ضعيفيين الثقة بأنفسهم ويكونوا غير ناجحين أو محدودي النجاح، فنجدهم يغارون من غيرهم ويطلعون على أعمالهم.
النصائح التي يمكن تقديمها للسيدة الغيورة
اختتمت ” د. فادية الابراهيم” حديثها بأن الموضوع كله يكمن في كيفية تربية الأم لبناتها، فيجب على الأم أن تغرس في بناتها فكرة أنهن شخصيات ناجحة وجيدة وأن يكتفون بما لديهن من جمال لباس، فدائمًا القناعة تُبعدنا عن الغيرة والنظر لما لدى الآخرين.
وكذلك يجب أن تعلم المرأة أنها ليست عدوة المرأة، فالمرأة سند للمرأة ويجب على النساء دعم بعضهن البعض للتخلص من فكرة المجتمع الذكوري في مجتمعاتنا العربية.