الغرق هو ما نعرفه جميعاً، وهو حالة الاختناق التي تحدث بسبب المياه سواء كان ذلك في المسبح أو المحيط أو البحار، ولكن ما لا نعرفه هو الغرق الجاف، والذي يحدث بعد الخروج من الماء مباشرة أو بعد مرور ساعات قليلة؛ وذلك نتيجة دخول كمية كبيرة من الماء إلى الرئتين عن طريق الخطأ.
ما هو الغرق الجاف
تقول الدكتورة “امال ضمرة” استشارية أطفال وحديثي الولادة: أن الغرق عامة هو حالة الاختناق التي تحدث نتيجة غمر المياه للجسم بالكامل، أما الغرق الجاف فهو يعتبر أشد خطورة من الغرق العادي بسبب عدم ظهور أعراضه بشكل واضح، والذي يحدث نتيجة دخول المياه إلى الرئتين أثناء الغوص في الماء، وإن بقيت هذه المياه في الرئتين لأكثر من ٢٤ ساعة، فإنها ستسبب الغرق الجاف “الغرق الثانوي”.
وتنصح الدكتورة “امال” الأهالي بمراقبة الأطفال خلال السباحة، وكذلك الحرص على تعليم الأطفال دروس خاصة لممارسة السباحة بالطريقة الصحيحة بحيث يتجنب الطفل ابتلاع المياه خلال السباحة.
وكذلك إذا كان الطفل يعاني من مشاكل وراثية أو خلقية بالرئتين، فلا يفضل ممارسته للسباحة؛ لأنه يكون أكثر عرضة لتهيج الرئتين.
أعراض الغرق الجاف
إن للغرق الجاف أعراض قليلة مميزة، والتي تظهر خلال ٢٤ ساعة وأهمها الإصابة بالسعال؛ نتيجة حدوث تهيج في الرئتين، وكذلك الخمول وقلة النوم؛ فيشعر الطفل بالنعاس وعدم القدرة على مقاومة النعاس لفترة طويلة والهزل العام بالجسم، بالإضافة إلى أعراض نقص الأكسجين في الدم فيتغير لون البشرة إلى اللون الأزرق.
الأسباب الحقيقية وراء الغرق الجاف
تؤكد الدكتورة “ضمرة” أن هناك تفسيران هما الأبرز لحدوث الغرق الجاف عند الأطفال، فقد يكون السبب هو دخول كميات كبيرة من المياه بالخطأ إلى الرئتين، فتتراكم بداخلها وتسبب إعاقة التنفس وانخفاض نسبة الأكسجين في أعضاء الجسم وأنسجته، أما السبب الأخر هو ابتلاعه لكميات من المياه الملوثة، فتدخل البكتريا أو الفيروسات أو الفطريات إلى رئتيه، فيؤدي ذلك إلى زيادة الأعراض والإصابة بأمراض أخرى، فإن الطفل قد يقوم بابتلاع كميات من المياه ولكن تمر الحالة بسلام، ولكن كون المياه ملوثة يزيد من حدة الأعراض.
الإسعافات الأولية للغرق الجاف
تؤكد الدكتورة “ضمرة” أن مراقبة الطفل أثناء وبعد فترة السباحة من أهم طرق الوقاية من الغرق الجاف، ومن ثم إذا لاحظت الأم ظهور أي أعراض للغرق الجاف كما تم ذكرها، فلابد فوراً من الذهاب بالطفل إلى الطوارئ حتى يتم تقييم حالته ومعرفة نسبة الأكسجين في الدم، وكذلك عمل صورة أشعة للصدر ومعرفة كمية المياه الموجودة بالرئتين. فإذا تم تشخيص الطفل بالطريقة الصحيحة والتأكد من ابتلاع كميات من المياه، فلابد من إمداد الطفل بالأكسجين حتى تعمل رئتيه وأنسجته بالشكل السليم، أو باستخدام التنفس الصناعي في الحالات الشديدة حتى يتم دفع السوائل الزائدة خارج الرئتين.