يبقى الأهل هم المحرك الأساسي للتغذية الصحية لأطفالهم وذلك من خلال وسائل عدة تحفزهم على تناول الأكل الصحي دون تناول الأكلات الغير صحية أو الخارجية والتي يمكن أن تؤثر على مناعتهم مستقبلاً.
لذلك هناك طرق عدة يمكن للأهل استغلالها في إقناع أطفالهم تناول الأغذية الصحية والابتعاد عن الأغذية الأخرى من أهمها أن يكون الأهل أنفسهم هم القدوة أمام أبنائهم في تناول تلك الأغذية وتجنب الأغذية الضارة.
كيف يمكن للأم تعزيز رغبة أبنائها في تناول الأغذية المنزلية؟
تقول الدكتورة ريم العبد اللات “أخصائية التغذية” أن مرض كوفيد ١٩ لا يجب أن يُنظر له نظرة سلبية، لأننا كأخصائيين تغذية نرى هذا المرض فرصة لكل الأهل يتناولون كافة وجباتهم داخل المنزل وخاصةً الأهل الذين يعتادون بصفة مستمرة على تناول الأطعمة الخارجية.
هذه المشكلة نعاني منها كثيراً، ونرى الكثير من الأطفال لا يأكلون طعاماً صحياً خارج المنزل، لذلك يمكن للأهل استغلال هذه الفترة استغلالاً أمثل من خلال:
- إمكانية دخول الطفل إلى المطبخ مصطحباً الأم لتحضير الأكلة التي يشتهيها، كما يمكن أن يحدد ماهية أو نوعية الأطعمة التي يمكنه تناوله خلال الأسبوع.
- من الممكن كذلك أن نحدد بعض الجوائز لأطفالنا في البيت ونحفزهم في حال قاموا بتناول أو إنهاء تناول الأكل الصحي الذي نقوم بتحضيره منزلياً.
هل يمكن طهي الوجبات السريعة أو JUNK FOOD بطريقة صحية داخل المنزل؟
الجدير بالذكر أن طريقة طهي الطعام أمام الطفل يجب أن تكون نوعاً ما جذابة له، لذلك يمكننا القيام بالآتي لتحفيز الطفل على تناول الأطعمة المنزلية الصحية:
- تقطيع خبز التوست أمام الطفل بطريقة جذابة.
- ضرورة وجود ألوان بصفة دائمة في الطبق الغذائي أمام الطفل، لأن ذلك يجعل الطفل ينتقيها ويأكلها.
- ضرورة أن يكون الأكل الصحي هو الخيار السهل والموجود أمام الطفل.
- عدم توفير الأطعمة الغير صحي ة بكثرة أمام الطفل حتى لا يظن أنه من السهل تناولها طوال الوقت.
- من الضروري أن يكون الأهل قدوة لأبنائهم في تناول الوجبات الصحية بحيث لا يقوم الأهل بتناول الأغذية الغير صحية أمام الأهل.
لا تُعد طريقة طهي الأطعمة المنزلية مشابهة كلياً مع طريقة طهي الأطعمة في المطاعم، ومثال على ذلك البطاطا المقلية التي تحتوي على نسبة عالية جداً من الزيت، لذلك من الممكن أن يتناول الطفل هذه البطاطا داخل المنزل ولكن بطريقة صحية، حتى الكاندي الذي يتناوله الأطفال خارج المنزل يمكننا تحضيره في المنزل من العصائر الطبيعية بطريقة صحية، ومن ثم ومع تكرار عدد المرات التي نقدم فيها للطفل هذه الوجبات والأغذية الصحية، سيقوم باستساغة هذه الأطعمة.
علاوةً على ذلك، تشير بعض الدراسات التي أجريت عام ١٩٩٠ والتي أثبتت أن الطفل يحتاج من ٨ إلى ١٥ مرة ليتذوق الطعام حتى يمكنه تقبله، وللأسف نرى أن بعض الأهل حين يرون طفلهم من أول مرة لا يُقبِل على نوع معين من الأطعمة، فإنهم يجنبون هذا النوع للطفل ولا يقدمونه لهم مرة أخرى، وهذا ما تؤكده الدراسات في ضرورة محاولة الأهل تقديم نوع واحد من الأكل للطفل من ٨ إلى ١٥ مرة حتى يتقبله الطفل، لذلك يجب علينا تحمل الصبر مع أطفالنا حتى يتقبلون الأغذية الصحية.
تحفيز الأطفال على تناول الخضروات والفواكه
عادةً ما نلاحظ أن الأطفال يرغبون في تناول السكريات والنشويات دون أن يُقبلون على تناول الخضروات والفواكه والعناصر الغذائية المفيدة لصحتهم، لذلك يجب علينا:
- تقطيع الخضار والفواكه بطريقة جذابة للأطفال حتى يمكنهم تناولها.
- ضرورة وضع الخضار والفواكه على المائدة بصفة مستمرة أمام الطفل حتى يعتاد على تناوله وتذوقه.
- ضرورة تغيير الأهل لطريقة الطهي لتصبح أكثر جاذبية للطفل، مع ضرورة مزج الخضار مع الوجبات الصحية الأخرى التي يستسيغها الطفل.
- من الضروري كذلك ألا تيأس الأم من إقناع الطفل بأن ما تقوم بتحضيره منزلياً له هو الطعام الزكي والصحي ليقوم بتناوله.
هل تختلف المتطلبات الغذائية من عمر طفل لعمر آخر؟
تختلف نوعية الأغذية التي نقدمها للأطفال على حسب العمر، حيث أن الطفل في أول ستة أشهر له من الولادة لا يعتمد إلا على حليب الأم، وبعد الستة أشهر نقوم بإدخال الأكل له عن طريق الخضروات، وذلك لأن الخضار ليس له الطعم الزكي الذي يعتاد عليه الطفل ولكنه صحي.
إلى جانب ذلك، ليس هنالك طفل بعينه يرغب دائماً في تناول الأطعمة المالحة فحسب، وذلك لأن الطفل حين يولد لا يعرف الأطعمة المالحة من غير المالحة، وإنما نحن ما نقوم بتعويده على هذا الشيء، ومن ثم يأتي دور الأهل في تقديم نوعية الأطعمة الصحية للطفل من أول وهلة، فضلاً عن إمكانية تعويد الطفل على دخول المطبخ في أولى سنواته لتحضير وجباته الصحية بمفرده كما سبق الذكر.
تثقيف الأطفال بفيروس كورونا المستجد
يجب علينا تثقيف أطفالنا تغذوياً عن فيروس كورونا المستجد، ومن ثم استغلال ذلك في شرح كمية الأطعمة الصحية اللازم لهم تناولها حتى تقوى مناعتهم في مواجهة هذا الفيروس اللعين.
إلى جانب ذلك، يمكننا ربط فكرة عدم تناول الأكل بطريقة صحيحة وبطريقة جيدة بإمكانية التعرّض لفيروس كورونا، وذلك مع مراعاة عدم تهويل الأمر على الأطفال حتى لا يهلعون أكثر من اللازم من هذا الفيروس ويؤثر عليهم سلباً.