ما هي المرارة؟ ومتى تمرض؟
أجابتنا أخصائية التغذية “رُبى مشربش” قائلة: المرارة هي جزء من الجهاز الهضمي مستقر تحت الكبد على شكل كيس صغير، فمن ضمن وظائف الكبد إنتاج مادة “البايل” التي تتكون من الكوليسترول ومادة البليروبين التي تعطي للمادة اللون الأصفر، وهذه المادة أساسية وضرورية لتحطيم الدهون، وفور أن يُنتج الكبد هذه المادة تخرج منه إلى المرارة حيث يتم تركيزها وتخزينها هناك حتى يتم إستخدامها بعد تناول الأطعمة المحتوية على دهون، فحينها تخرج مادة البايل إلى بداية الأمعاء الدقيقة عبر أنبوب صغير يصل بينها وبين المرارة ومن ثَم تبدأ في تكسير الدهون إلى أجزاء صغيرة حتى يسهل على الإنزيمات هضمها والإستفادة منها.
أما من حيث مرض المرارة، ففي بعض الأحيان تحدث مشكلات صحية فيها مثل تكون وتجمع الحصوات داخلها، وتتكون حصوات المرارة عادةً بسبب تناول أطعمة مرتفعة في محتواها من الدهون، وهذا مما قد يؤثر على كفاءة المرارة من حيث تزايد عدد الحصوات بداخلها وعدم إمكانية إزالتها من داخل كيس المرارة، وأحيانًا هذا التزايد في الحصوات يؤدي إلى إنسداد القناة الواصلة بينها وبين الأمعاء الدقيقة، وفي مثل هذه الحالات يتجه العلاج الطبي إلى إستئصالها نهائيًا بالتدخل الجراحي.
وأشارت “أ. رُبى” إلى أن إستئصال المرارة جراحيًا يؤدي إلى إنتاج مادة البايل في الكبد ثم خروجها منه مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة، هذا التواصل بين الكبد والأمعاء الدقيقة قد يكون طبيعيًا عند بعض الأشخاص، ولكن البعض الآخر قد يتعرض لبعض المشكلات الصحية بفعل هذا التواصل المباشر مثل الإصابة بالإنتفاخ والغازات والإسهال الشديد وتغير لون البراز، وهذه الأعراض تمتد لفترة زمنية معينة حتى يتعود الجسم على الطريقة الجديدة في توصيل مادة البايل إلى الأمعاء، وخلال هذه المدة الزمنية يتم اللجوء إلى الحلول الغذائية للتغلب على الأعراض الناتجة قدر الإمكان.
ما هي الأغذية المناسب تناولها بعد إستئصال المرارة؟
أكدت “أ. رُبى” على أنه بعد إتمام إستئصال المرارة جراحيًا يفضل للمريض الإعتماد على الأغذية القليلة في الدهون والغنية بالألياف، حيث أن هذه الأنواع تساعد في التخفيف من أعراض إستئصال المرارة، وتعطي للجسم فرصة للتأقلم مع عدم وجودها داخله.
وأضافت “أ. رُبى” قائلة: وأكثر الأغذية تناسبًا مع مرضى إستئصال المرارة وأكثر الأغذية الضارة لهم نوضحها فيما يلي:
- النشويات: من المفضل التركيز على الخبز الأسمر وخبز النخالة لأنها أنواع غذائية غنية بالألياف، ويفضل التقليل قدر الإمكان من الخبز الأبيض.
- الفشار المطهو بعيدًا عن الزيوت يعتبر من الأغذية الصحية لمرضى إستئصال المرارة.
- الخضروات والفواكهة الطازجة: بشكل عام يعتبر من الضروري التركيز على تناول الخضروات والفاكهة الطازجة لغناها بالألياف، مع التنبيه على الإعتدال في تناول الأفوكادو لأنه من الأغذية الغنية بالدهون.
- البيض: يفضل بعد إستئصال المرارة التركيز على تناول بياض البيض وتجنب الصفار قدر المستطاع، ثم بعد مرورة فترة الإستشفاء يُحبذ أن لا يزيد تناول البيض عن مرتين فقط بالأسبوع.
- الأجبان: ويفضل اختيار الأنواع القليلة الدسم أو الخالية منه تمامًا.
- الحليب: ومن المفضل تناول الحليب الخالي الدسم، ويفضل أيضًا تجنب أنواع الحليب المضاف إليها الكاكاو والشيكولاتة وغيرها لأنها تزيد من أعراض الإنتفاخ.
- من الأغذية الواجب تجنبها الأغذية الغنية بالدهون، وخاصةً الدهون الضارة مثل الأغذية المقلية والحلويات المخبوزة بكميات عالية من الدهون مثل الكاب كيك والجاتو.. إلخ، فكل ما يُستخدم معه الزبد والمارجرين والسمن والزيوت المهدرجة من الأفضل تجنبه لتفادي حدة أعراض الإنتفاخ والغازات والإسهال.
- تجنب الأطعمة الغنية بالبهارات والتوابل وبخاصة الحارة منها، لأنها تزيد من أعراض الإنتفاخ والغازات.
- السلامي والنقانق والمرتاديلا: فكلها من اللحوم المصنعة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون، لذلك من الأفضل تجنبها تمامًا.
- المشروبات الغنية بالكافيين: مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية من المفضل التقليل منها لأنها مشروبات غنية بالكافيين.
وتابعت “أ. رُبى”: وتجدر الإشارة هنا إلى أن التعليمات الغذائية السابقة هي خاصة بالفترة اللاحقة لإستئصال المرارة مباشرة حتى يعتاد الجسم على عدم وجودها فيه، وإن كان من الأفضل والأولى الإستمرار على نفس هذا النظام الغذائي إلى مدى الحياة لأنه صحي بدرجة كبيرة ومتوازن ويقي ويحمي من أعراض مرضية ومشكلات صحية أكثر خطورة، لأن مريض حصوات المرارة من أكثر الناس عُرضة للإصابة بالحصوات الأخرى في الكُلى والحالب، وبالتالي إتباع النظام الغذائي الصحي بالكيفية المذكورة سابقًا له عظيم الأثر في الوقاية من الإصابة بالحصوات مرة أخرى وفي أماكن وأعضاء جسمية أخرى.