ما هي الغدة النخامية؟ وأين توجد بالجسم؟
قال “ د / أحمد الخير – استشاري أمراض الغدد الصم والسكري” تعتبر الغدة النخامية من أهم الغدد في جسم الإنسان لذلك تُسمى بالغدة الرئيسة أو الغدة الملكة لأنها تتحكم في غالبية الهرمونات التي تُفرز في الجسم كما أنها توجد في قاع الدماغ خلف عظام الأنف وتعتبر في حجم حبة الحمص أو البازلاء كما أنها تتحكم في جميع ما يجري في جسم الإنسان من حيوية ونشاط يومي.
وتابع الدكتور ” أحمد الخير “: الغدد الصم هي الغدد التي تفرز مادة تسمى بالهرمون الذي يجب أن يُفرز في الدم وما عدا ذلك فهو دون الغدد مثل الغدد الدهنية التي تفرز الدهون أو الغدد العَرقية التي تفرز العَرَق وهكذا..
من أهم ما تتحكم به الغدة النخامية أنها تتحكم في الغدة الدرقية حيث تقوم بإفراز الهرمون الذي ينشط الغدة الدرقية والغدة الكدرية أو فوق الكلوية إلى جانب إفرازها للهرمون الذي يؤثر على بناء العظام والعضلات وتُفرز تلك الهرمونات من الفص الأمامي للغدة النخامية وأيضا الهرمونات التي تتحكم في الأعضاء التناسلية عند الإنسان سواء رجلا أم امرأة، إلى جانب إفرازها لهرمونين مهمين من المنطقة الخلفية وهما هرمون الحليب مع هرمون الأسوتشين الذي له أهمية كبيرة عند انقبض الرحم خلال الولادة كما أنها تفرز البازوفستين أو الهرمون الذي يؤدي إلى تركيز الماء في الجسم والذي يعمل على الكُلى.
يعمل الخلل في أي من هذه الهرمونات إلى خلل في جميع الوظائف التي تكلمنا عنها من النمو والنشاط والغدة الدرقية وغيرها..
وتابع الدكتور ” أحمد الخير “: يمكن تشخيص مشاكل الغدة النخامية عن طريق عمل فحص للدم يتم من خلاله معرفة انخفاض أو ارتفاع هذا الهرمون إضافة إلى عمل بعض صور الرنين المغناطيسي للغدة النخامية نستطيع من خلاله معرفة ما إذا كان هناك زيادة في إفراز الغدة النخامية أو وجود بها ورم والذي قد يصل إلى 3 أو 4 ملم او قد يصل إلى 1سم كما أن كبره يؤثر على مستوى السرج التركي خلف الأنف والذي يبعد بمقدار 1 سم عن الحزمة العصبية التي تغذي البصر، لذلك عند تضخم الورم وارتفاعه لأعلى فإنه قد يؤثر على حالة النظر عند الإنسان وقد يدمر البصر تماما في حالة كبره.
من هنا تأتي أهمية سرعة علاج الغدة النخامية سواء بالإشعاع أو اللجوء إلى الحل الجراحي لكي نستطيع التخلص من زيادة الإفراز للغدة النخامية أو الورم الموجود بها.
وأستكمل الدكتور ” أحمد “: في هذه الصورة هناك تضخم كبير في حالة إفراز النمو حيث في حالة هذا الرجل أتى في مرحلة بعد البلوغ مما أثر على الأكروميجالي أو العملقة وكبر أطراف الجسم الداخلية والخارجية.
في حالة وجود زيادة إفراز للغدة النخامية قبل البلوغ فإن ذلك يؤدي إلى العملقة حيث يمكن للشخص أن يصل طوله إلى 130 او 140 سم وهؤلاء الأشخاص لا يعمرون طويلا حيث تتضخم العضلات والعظام فيطول الإنسان.
أما في حالة وجود ورم عند مرحلة ما بعد البلوغ فإن هذا قد يؤدي إلى كبر أطراف الجسم من الكبد والمعدة وغيرها ويجب علاج هذه الحالة في الحال.
يمكن لهؤلاء الأشخاص السابق ذكرهم الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري وضغط الدم ودهنيات الدم، لذلك يجب سرعة العلاج الجراحي باستئصال الورم بواسطة ميكروسكوب يتم إدخاله عن طريق الأنف وقد يحتاج المريض بعد ذلك إلى تناول بعض العلاجات مع المتابعة بعد ذلك لإمكانية تعرض هذا المريض لخلل في بعض الهرمونات الأخرى مثل هرمون الغدة فوق الكلوية أو هرمون الغدة الدرقية أو الجنسية.
يمكن لحالة الأكروميجالي أو العملقة أن تؤدي إلى زيادة في الوزن ولكن في حالة عدم وجود تضخم في الغدة النخامية فإن زيادة الوزن قد تكون لأسباب أخرى غير الغدة النخامية التي قد تكون مسئولة عن إفراز هرمونات الغدة الدرقية التي تتسبب في زيادة الوزن.
واختتم استشاري الغدد الصماء الدكتور ” أحمد الخير ” الحديث قائلا: تعتبر الغدة النخامية هي الغدة الرئيسة أو الساحرة حيث لا نستطيع في بعض الحالات تشخيصها ولكن قد يصل المصاب في هذه الحالة التوصل إلى نتيجة من خلال النصائح التي أشرنا إليها خاصة للأمهات اللاتي يسهل عليهن معرفة سبب وجود صغر في الأعضاء التناسلية لدى أطفالهن حيث يمكن أن يكون ذلك نتيجة خلل في هرمونات الغدة النخامية، لذلك يجب التوجه للطبيب المختص حيث أنه أيضا يمكن أن يكون خلل الدورة الشهرية ناتجا عن خلل في إفرازات الغدة النخامية التي تؤثر على الأعضاء التناسلية لذلك معظم الأمراض الجنسية لها علاقة ثانوية بالغدة النخامية والتي يمكن علاجها في هذه الحالة بإعطاء الشخص المصاب الهرمونات الناقصة في وقت معين وفي سن معين لحماية الطفل بشكل صحيح سواء جنسيا أو عقليا وجثمانيا، لذلك فالغدة لنخامية تحمل معظم الأمراض المبطنة في طياتها.