لقد اعتاد معظم الطلاب على الراحة والبقاء في المنزل والنوم واستعمال الأجهزة الذكية خلال الفترة الماضية وهي فترة تعطيل الدراسة بشكل كامل في المدارس بسبب جائحة كورونا.
ولكن الآن تتهيأ وتستعد جميع المدارس لعودة الدراسة مع الإجراءات والاحتياطات الوقائية للحفاظ على سلامة الطلاب، ولذلك من الضروري جدًا تهيئة الطلاب بشكل سليم للعودة للمدرسة وتوعيتهم بالإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامتهم وسلامة الوطن.
تهيئة الطلاب للعودة للمدرسة
تقول “الدكتورة أسماء حميض” وهي أخصائية تربوية وأسرية: أن الطلاب بالرغم من غياب حماستهم بسبب الانقطاع عن المدرسة لفترة طويلة، ولكنهم متشوقون للعودة للمدرسة.
رسالة المدرسة هي إيجاد التواصل والمهارات الحياتية بين الطلاب، وهذه الرسالة تم فقدها خلال الفترة الماضية في التعليم عن بعد، لذلك يجب تشجيع الطلاب للعودة للمدرسة وممارسة أنشطتهم ضمن ضوابط معينة، وهذا التشجيع يجب أن يتشارك فيه الطلاب والأهل والمدارس والمجتمع.
من المعروف أن التعليم خلال الفترة الماضية كان يتم من خلال طريقة واحدة، وهي تلقي الطالب الدروس من المعلم والتقييم على أساس هذه الدروس، ولكن مع عودة الدراسة في المدرسة والصفوف سوف يكون هناك نوع من التفاعل مع الطلاب، فيصبح التدريس بشكل اكبر، حيث يتعامل الطالب مع المعلمين، ومع زملاءه، مع وجود المشاريع الدراسية التعاونية.
والجدير بالذكر أن معظم الأطفال قد اعتادوا على البقاء في المنزل، والراحة، وكذلك النوم لفترات طويلة، واللعب، لذلك من الضروري تهيئة هؤلاء الطلاب جيدًا للعودة للمدارس، والالتزام بمواعيد معينة للنوم والاستيقاظ، والدراسة والمذاكرة، والتعليم من زملاءه، بالإضافة إلى ضرورة توعية الطالب بطريقة التعليم الجديدة، وطريقة التعامل مع زملاءه للحفاظ على صحته.
تهيئة الطلاب نفسيًا لأخذ احتياطات الوقاية
تابعت “د. حميض” أن عملية تهيئة الطالب عملية صعبة وتحتاج إلى تظافر جهود جميع الأطراف من معلمين وأهالي، وقد قامت بعض المدارس بنشر هذه الإجراءات الوقائية وتدريب المعلمين عليها حتى يتم توعية وتدريب الطالب على هذه الإجراءات، كما أنه من الضروري توعية الطالب بأهمية الالتزام بهذه الإجراءات من أجل الحفاظ على صحته ومن اجل مصلحته ومصلحة وطنه.
بالإضافة إلى مساعدة الطفل على التكيف النفسي وأنه من الأفضل له الذهاب للمدرسة ورؤية معلمينه وزملاءه والتفاعل معهم ولكن مع أخذ الاحتياطات الكاملة والالتزام بالتباعد، أفضل من البقاء في المنزل ورؤيه المعلم من خلف الشاشة.
بالإضافة إلى توعية الطالب بأهمية ارتداء الكمامة، وعدم تبديلها مع زميله، مع ضرورة وجود جلسات توعية في المدارس بين الحصص اليومية
أصبح دور المعلم الآن مضاعف، فهو لا يقوم فقط بإعطاء المعلومة للطالب، ولكن عليه رفع معنويات الطالب، وإقناعه بالأنشطة التوعوية والوقائية.
ضبط تصرفات الطالب وحماسه الزائد للعودة للمدرسة
مما لا شك فيه أن دور المدراء والمعلمين والأهالي مهم جدًا في توعية الطلاب، ومن الممكن تفريغ حماس الطلاب بالعديد من الطرق، عن طريق إدخالهم على الصفوف مباشرة، أو إشغالهم بمشاهدة أفلام أو العاب معينة بدلًا من التقارب بين الطلاب، وذلك خلال أول يوم في الدراسة.
وأضافت الدكتورة أن جميع المدارس يجب أن تكون لديها الخطط والأنظمة التي سوف تتم خلال أول يوم في الدراسة من دخول الطلاب إلى الصفوف، والجلوس في تباعد، مع وجود المنشورات التي تساعد في توعية الطالب والحفاظ على سلامته.
وأهم نقطة هي تهيئة الأم للطالب في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة، وإخباره بجميع الإجراءات والأنشطة التي يجب عليه تطبيقها للوقاية والحفاظ على سلامته، والاهتمام بأغراضه، والحفاظ على غسل يديه واستعمال المعقمات.
ختامًا، لقد تم حصول جميع الطلاب والأشخاص خلال فترة كورونا على الكثير من الوعي، والكثير من المفاهيم والمصطلحات والعادات الصحية التي لم يحصلوا عليها من قبل، بالإضافة إلى تغير الكثير من العادات إلى الأفضل.