كم تحتاج المرضعة من السعرات الحرارية؟
بدأت أخصائية التغذية “رُبى مشربش” حديثها مؤكدة على أن المرأة العادية تحتاج إلى 2000 سُعر حراري في اليوم، وهذه الكمية تزيد مع المرضعة بما يتراوح بين 300 إلى 400 سُعر حراري أي أنها تحتاج إلى ما يتراوح بين 2300 إلى 2400 سُعر حراري في اليوم بحسب الإختلافات بين كل سيدة وأخرى، وإذا كانت المرضعة مصابة بالأساس بزيادة الوزن أو السمنة فقد يكفيها 1800 سُعر حراري فقط في اليوم وهذا لن يؤثر على إدرار الحليب عندها.
لماذا يشتهر بين المرضعات ضرورة تناول كميات كبيرة من الحلاوة الطحينية؟
نبهت “أ. رُبى” على أن هذه الحتمية المشهورة بين المرضعات لا أساس علمي لها، وكل ما يحدث أن بعض الأمهات يخفن من بقاء الوزن على زيادته بعد الولادة فيلجأن إلى تقليل كميات الطعام المتناولة كمحاولة لإستعادة وزن الجسم الأصلي قبل الحمل، وفي هذه الحالة يستعضن عن الغذاء بتناول الحلاوة الطحينية، والموضوع برُمته لا يعدو كونه تحول الحلاوة الطحينية إلى سُعرات حرارية بعد الدخول إلى الجسم كأي غذاء آخر ومن ثَم يُدَر الحليب، والصحيح هو الحصول على المطلوب من السعرات الحرارية عبر أغذية متنوعة وليس فقط من الحلاوة الطحينية لأنها في النهاية سكريات ودُهنيات قد تضر بوزن الجسم وتزيده، والخلاصة أن لا دخل بالحلاوة الطحينية في إدرار الحليب، حيث أن الحليب سينتج من السعرات الحرارية بالجسم سواءًا كانت من الحلاوة أو من غيرها، وبذلك يتضح لنا أن إتباع المرضعة لنظام غذائي صحي ومتنوع يُعطيها ما يكفي من السعرات الحرارية أولى من الإفراط في تناول الحلاوة الطحينية.
هل يمكن أن تتبع المرضعة نظام رجيم؟ وما مدى تأثيره على الرضاعة؟
لا مانع أبدًا من إتباع المرضعة حمية غذائية لإنقاص الوزن أثناء الرضاعة، بشرط ألا تكون حمية قاسية أو فقيرة في السعرات الحرارية أو عشوائية حتى لا تتأثر ميكانيكية الرضاعة الطبيعية في جسمها، وأنظمة الرجيم الصحية للمرضعات يجب أن تحتوي على كل العناصر الغذائية الضرورية ولا يُسمح لها بتجنب أو إلغاء عنصر واحد منها، فالمرضعة يلزمها نظام غذائي يشتمل على النشويات والألبان والخضروات والفواكهة والبروتينات… إلخ، حيث أنها كلها عناصر أساسية في إنتاج وإدرار الحليب.
وأضافت “أ. رُبى”: ولا نغفل ذكر أهمية الحالة النفسية في إدرار الحليب، حيث أن المزاج السيء والنفسية المُعتلة تؤثر مباشرةً على هرمون الـ “أوكسيتوكسين” الضروري لإدرار الحليب، وبالتالي فإن أمراض وأعراض القلق والعصبية والضغط النفسي والخوف كلها أمور تؤثر في نقص كمية الحليب المنتَجة في جسمها. ومن هنا يمكن إعتبار أن الوصفة السحرية لإدرار الحليب هي الوصفة المرتكزة على الراحة النفسية والسعرات الحرارية من الأغذية المتنوعة.
كيف نجعل من الغذاء المناسب سببًا في زيادة إدرار حليب الرضاعة؟
كما سبق وأن أشرنا تحتاج المرضعة إلى سعرات حرارية بكمية أكبر، هذه السعرات الحرارية جميعًا يجب أن يُتحصل عليها من الأغذية الصحية والكاملة، مع عدم تجنب أيًا من العناصر الغذائية الأساسية، فالمرضعة يلزمها تناول كمية كافية من الفواكهة والخضروات الطازجة بمعدل يتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة حصص، مع ضرورة أن تتضمن هذه الحصص مصادر غنية بفيتامين C، كذلك تحتاج المرضعة إلى ثلاثة حصص من الأغذية الغنية بالكالسيوم أي ما يساوي 1000 ملليجرام وبالتالي هي في حاجة إلى تناول الحليب ومشتقاته ومنتجاته بجانب الخضروات الغنية به مثل البروكلي والخس البلدي، وأيضًا يجب على المرضعة تناول ما لا يقل عن ثلاثة لترات من الماء لأن الماء يساعد في إدرار الحليب، وكذلك تحتاج المرضعة إلى تناول كميات كافية من البروتين بنوعيه الحيواني والنباتي مثل الدجاج والأسماك واللحوم والبقوليات والحبوب.
ما هي الأطعمة الممنوع على المرضعة تناولها؟
أكدت “أ. رُبى” على أنه لا يمكن القول بوجود أطعمة أو مشروبات ممنوعة على المرضعات، ولكن يمكننا القول بوجود بعض النصائح بضبط أو تقليل أصناف معينة، فمثلًا تُنصح المرضعات بعدم تناول معدلات من الكافيين أكبر من 200 ملليجرام في اليوم أي ما يساوي كوبين قهوة فقط مع مراعاة أن المادة موجودة أيضًا في الشاي والشاي الأخضر والشيكولاتة، كذلك قد تُنصح المرضعة بالتقليل من تناول الثوم والبصل والحلبة لأنها أغذية تُغير طعم الحليب وبالتالي قد لا يتقبله الطفل، وكذلك الحال مع الأغذية الهندية والأغذية الغنية بالبهارات والتوابل.
ثم أردفت “أ. رُبى” قائلة: ويجدر هنا تصحيح بعض المعلومات الشائعة بين المرضعات مثل أن تناول الأطعمة الدسمة تجعل الحليب الطبيعي أكثر دسامة وفائدة للطفل، فهذه شائعة لا أساس علمي لها بل على العكس قد يؤثر ذلك على صحة المرضعة وقد يؤدي إلى زيادة وزنها أو إصابتها بالسمنة أو إرتفاع الكوليسترول والدهون بالدم. وكذلك من الشائعات أن المرضعة لا ينبغي لها تناول الحليب، وهذا غير صحيح، فطالما أن المرضعة لا تُصاب بالإنتفاخ والغازات والإمساك بعد شرب الحليب فلا مانع منه أبدًا، وقد لا يفضل للمرضعات الحليب المنزوع الدسم لأنه يؤثر في تقليل إمتصاص الكالسيوم بالجسم وهي في أشد الحاجة إلى الكالسيوم لنقله إلى الطفل بالرضاعة، وبذلك يكون من الأمثل تناول الحليب القليل الدسم أو حتى الحليب الخالي من اللاكتوز لمنع إصابتها بالإنتفاخ.