نعم؛ أُدرِك أنك تسعى لأن يكون كُل ما تقوم به من العمل الصالح في شعبان مقبولا عند الله -جل شأنه-؛ حيثُ أن هناك من المسلمين الذين لن يُرفع لهم عملٌ كبقيَّة إخوانهم؛ لماذا؟
هذا الشهر الذي نحن فيه هو شهر شعبان؛ شهرٌ خطِر، وخطورته تكمن في أن بعض الصائمين الذين سيدركون رمضان سيدخلون في رمضان ولم ترفع أعمال العام الذي قبله لربما كله.
وكيف بمؤمنٍ يدخل في رمضان شهر الجِنان وهو لم ترفع له أعمال من رمضان الماضي بسبب شحناء وبغضاء وهجر وعداوة بينه وبين المؤمنين. والله إن من الخطورة على المؤمن أن يدخل في مواسم هي للجنة، فيغفر للأمة إلا هو؛ لأنه مُشاحِن -بينه وبين مؤمنٍ شحناء-.
شهر شعبان
قال الحبيب ﷺ “هو شهر ترفع فيه الأعمال؛ وأحب أن يرفع وأنا صائِم“.
أتدرون ما المصيبة؟ إن بعض الصائمين في رمضان القادم سيدخلونه ولم يرفع لهم رمضان العام الماضي؛ نسأل الله العافية والسلامة.
ما الذي جعل أعمالهم حبيسة على وجه الأرض؟ عداوة، قطيعة، هجر، تلون في النفس بينه وبين مؤمن، يُقبِل هذا ويقبل هذا، فيدبر هذا ويدبر هذا دون أن يسلم هذا على ذاك؛ وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
رفع الأعمال إلى الله
إن لنا رفع أعمال يومي؛ وفي الحديث “إن عمل الليل يُرفَع -إي إلى الله جل وعلا- قبل النهار؛ ويرفع عمل النهار قبل الليل”؛ هذا الرفع اليومي.
وهناك رفع أسبوعي؛ تعرض الأعمال على الله كل اثنين وخميس.
أما الأخير وهو رفع ختامي سنوي، الميزانية العامة لهذا العام ترفع في شعبان.
المسكين الذي كل يوم ما ترفع، وفي كل أسبوع لا ترفع، وفي كل عام مشاحن فلا ترفع؛ نسأله بالله هذا: إذا أدركت رمضان وأدركت العيد بعده؛ هل ستفرح بثوبك الجديد في العيد أَمْ بقلبٍ جديد يخشى رب العبيد جل وعلا؟.
إن هذا الشهر شهر المصافاة، والمصالحة والعفو وكظم الغيظ؛ وإلا فيُخشى على هذا المسكين الذي يمر في شعبان وفي قلبه شحناء لأحدٍ من أهله وإخوانه.
ليلة النصف من شعبان
وفي حديث رواه ابن ماجة وحسنه الإمام الألباني -بل وصححه في روايةٍ أخرى- أن الله يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لمشرك ومشاحِن.
وهذه الليلة لا يقام ليلها وليس هناك فيها صلاة تسابيح ولا رغائب؛ ولا أي بدعة من البدع هذه.
فيها أن الله يغفر لكل صاحب قلب سليمٍ من الشِّرك وليس بينه وبين مسلم شحناء.
لماذا تُعَرِّضْ نفسك لأكبر خطورة؛ أن تُستثنى من المغفور لهم من هذه الأُمة.
نصيحة ختامية
ارحموا أنفسكم وتصافوا وأصلحوا ذات بينكم؛ فإنها العمل الصالح في شعبان -حتى تتأكد من رفع أعمالك- أن تعفو عن الناس.
نسأله الله أن يبلغنا رمضان وأن يكتبنا فيه من عتقائه من النيران.