السؤال: أعلم بعض الأشخاص قاموا بأداء عدة عمرات قد تصل إلى 100 عمرة عن بعض الأشخاص بينما معظم الشهداء في فلسطين لم يعتمر عنهم أحد ولو لمرة واحدة. فنحن نريد أن نخبر بعض هؤلاء لكي يعملوا عمرة عن بعض الشهداء لعلهم ينالوا شفاعة من الشهيد الذي يعتمروا عنه فهل يجوز أن يعتمروا عن هؤلاء الشهداء وما ثوابهم؟ لكم وافر الشكر.
الإجـابة
يقول الشيخ جعفر الطلحاوي –من علماء الأزهر–: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
أولاً: الشهداء يعظم الله تعالى لهم الأجر والمثوبة لنصوص كثيرة في الكتاب والسنة، منها قوله تعالى في سورة الحديد: {والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم} ، وكذا قوله تعالى في البقرة: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون} ، وفي سورة آل عمران يقول تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} آل عمران:169-171.
وفي السنة النبوية المطهرة ما يشير إلى عظم أجر الشهداء حتى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:”وددت لو أقتل في سبيل الله ثم أحيا فأقتل في سبيل الله ثم أحيا فأقتل في سبيل الله”، وذلك لما علمه الله تعالى من فضل الشهادة ومنزلة الشهداء.
ثانياً: الوارد في السنة عن شفاعة الشهيد أنها تكون في أهل بيته وفي رواية في قرابته، ومن ذلك حديث الإمام أحمد في مسنده: «يعطى الشهيد عند أول قطرة من دمه يغفر له كل ذنب ويزوج من الحور العين، ويأمن الفزع الأكبر، ومن عذاب القبر، ويحلى حلة الإيمان ويشفع في سبعين من أهل بيته»، وقد دارت النصوص في روايات السنة حول أهل بيته وقرابته كمحل وموضع لشفاعة الشهيد.
ثالثاً: وعليه ما تسعون إليه من الاعتمار وأنتم من أهل الحجاز وأرضه، عن الشهداء من أرض فلسطين أرض المحشر والمنشر، هو اجتهاد منكم لا نص عليه من كتاب ولا سنة، والأولى بكم توجيه ما تنفقون من أموال لأداء هذه العُمَر لأسر الشهداء ولكم أجرهم للحديث الصحيح: «من خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا».
كما ينبغي عليكم الحدب والحرص على سلوك سبيلهم والمضي في طريقهم لتموتوا على ما ماتوا عليه، احتسابا لله تعالى، إذ لا يستويان عابد في الحرمين ومجاهد في سبيل الله تعالى، لقوله تعالى في التوبة: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} التوبة: 19.
والله أعلم.