سائِل يقول: لديّ طفلة عمرها سنتان و9 أشهر، وقد فطمتها بعمر السنتين، لتأخير الحمل كنا نستخدم طريقة العزل ولم أستخدم حبوب منع الحمل ولا اللولب، والآن وبعد 6 أشهر من محاولات الحمل لم ننجح في هذا الأمر راجعت طبيبتي فقالت أن التبويض لدي طبيعي ولكن اتجاه الرحم للخلف ونصحتني بالجماع بوضعية السجود والبقاء على هذا الحال لمدة ساعة بعد الجماع بدءاً من اليوم التاسع من الدورة الشهرية ولغاية اليوم العشرين كل يومين مرة، وبعد 3 أشهر من استخدام هذه الطريقة لم ننجح في هذا أيضاً.
مع العلم أن دورتي منتظمة تقريباً (كل 25 أو 26 أو 27 يوم) ولكنها تستمر أحياناً 7 أيام وأحياناً 10 وقد تصل إلى 13 يوم.
هل من داع للقلق، أم أكتفي بالمحاولة والصبر؟ وهل يجب عمل بعض الفحوصات، وما هي؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجـابة
يقول د. ممدوح صبري «دكتور أمراض النساء والتوليد»: عزيزتي؛ المس في كلامك الإيمان والتعقل، وهو أهم ما ينبغي أن تكوني عليه، وأول ما أحب أن أطمئنك عليه هو أن حالتك مستقرة ولا تدعو للقلق -بإذن الله-.
وأود مبدئيا أوضح لك الفلسفة الإلهية في عملية الحمل والإنجاب، اذ أنّ عملية التناسل مسؤولة بشكل أساسي عن بقاء النوع الإنساني، لذا شملها الله تعالى بالكثير من الرحمة والتيسير التي يتلاشى أمامها التفاوت في أشكال الرحم وأوضاعه من امرأة لأخرى، وكذلك التفاوت في شكل وحجم العضو الذكري من رجل لآخر، ويتضح هذا بكثرة في:
- خروج السائل المنوي أثناء الجماع على هيئة دفقات بطريقة القذف مما يتيح له توصيل الحيوانات المنوية إلى أماكن متقدمة من الرحم، أيا كان وضع الرحم أو حجمه أو شكله.
- قدرة الحيوانات المنوية على الحركة بعد دخولها الرحم وقدرتها على التعرف على مكان وجود البويضة وإتمام عملية التلقيح.
- قدرة الحيوانات المنوية على البقاء حية داخل الرحم فترة كبيرة نسبيا تصل إلى 5 أو 6 أيام مما يتيح فرص أكبر لإتمام عملية التقيح.
ويظهر ذلك في كثير من الأحيان حينما تحمل الزوجة مثلا بعد سفر زوجها، مما يدل على أن الحيوانات المنوية ظلت تعمل بكفاءة فترة طويلة.
وما تذكرتيه من وصفات الطبيبة هو في اعتقادي محاولة لتوفير الظرف الأمثل لإتمام عملية التلقيح، ويلزم هنا أن نشير أيضا إلى أهمية التركيز على “التوقيت الأمثل” لعملية المعاشرة الزوجية، وأنسبه أن تكون يوم بعد يوم بدءا من اليوم ال11 للدورة الشهرية حتى اليوم ال 16، على ان لا نفكر في النتائج قبل ثلاثة أشهر على الأقل كفترة انتظار طبيعية مع إمكانية زيادتها لستة أشهر، يكن سلاحك الأساسي فيها الصبر والدعاء وعدم الكف عن المحاولة.
وبجانب ذلك، أنصحك عزيزتي بإجراء بعض الفحوصات بشكل اطمئناني للطرفين خلال هذه الفترة، وتكون للزوج بإجراء تحليل السائل المنوي، أما للزوجة فننصح بالآتي:
- تحليل نسبة البرولاكتين في الدم.
- تحليل نسبة هرمونات الغدة الدرقية “Free” TSH، T3، T4
أما ما ذكرتيه من أن فترة الدورة الشهرية لديك تستمر أحيانا لمدة 7 أيام أو 10 أو 13 يوم، فهو ما يدعوا للتفكير بشكل أكبر، إذ إن استمرار نزول الدورة كل هذه الأيام لا يعطي فرصة مناسبة لجدار الرحم لاستقبال البويضة وتثبيتها، وفي هذا ينصح بعمل اشعه بالصبغة وعرضها على طبيب متخصص.
و-بإذن الله- مع قيامك بهذه الفحوصات والاطمئنان بأنك بخير، ثم إتباعك نصائحنا حول أفضل أوقات المعاشرة الزوجية، وصبرك على النتائج، سنسمع منك قريبا أخباراً سارة -بإذن الله-.
وهنا نوصيكم بالاطلاع على:
- ↵ عند الرغبة في الحمل والإنجاب: نصائح وفحوصات طبية وتغذية صحية للرجل والمرأة
- ↵ علامات مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وكيف تتعاملين معها
- ↵ أسباب وعلاج بطانة الرحم المهاجرة
نسأل الله أن نكون قد وفقنا في الرد عليك على الوجه الأمثل الذي يريح قلبك، وننتظر بكل شوق أن تطلعين على مستجدات الأمور لديك، ونسأل الله لك حملا آمنا في أقرب وقت، ومولودا سعيدا تقر به عيناك إلى جوار ابنتك الحبيبة إن شاء الله.